facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بثور سياسية !!


خيري منصور
16-03-2016 02:33 AM

كثير من المشاهد السياسية ليس سوى بثور او طفح على جلد الواقع، اما جذور الداء فهي في الدم وتحت الجلد، لهذا نخطىء كثيرا حين نحلل بعض الظواهر خصوصا الفاجع منها بمعزل عن البعدين السايكولوجي والسوسيولوجي، فما كان لرجل عادي ان يحترف القتل ويصبح ساديا يسيل لعابه كلما شمّ رائحة الدم كسمكة القرش لولا ان هناك ثقافة مسمومة تسللت عبر مسامه الى القلب والدماغ . واذا كانت معظم القضايا التي يتم بحثها عبر مختلف وسائل الاعلام تعاني من غموض فذلك لأن المقتربات منها سياسية خالصة وبالمعنى السطحي للسياسة، وما حدث هو ان الافراط في التسطيح خلق عادات تفكير بلغت حدّ الادمان فإن اية مقاربة معرفية وذات اسس علمية تبدو عسيرة الهضم ان لم نقل ثقيلة الدم . وهذا ما نبّه اليه ذات يوم هربرت ريد حين قال ان هناك حلفا غير معلن بين الكاتب السطحي والقارىء الاكثر سطحية منه مقابل حلف آخر بين الكاتب الجاد والقارىء الحصيف الذكي . وكما افسد السطحيون وهواة استخراج الشربات من الفسيخ كما يقول مثل مصري الفنون بدءا من الغناء حتى الموسيقى مرورا بالسينما والمسرح، فإن ما يتم افساده في الثقافة السياسية من خلال هواة السباحة على الرّمل او على السرير قد يصعب اصلاحه في المدى المنظور، لأن ادمان السهولة يخلق نفورا من اية معالجة جدية، وقد يكون هذا احد اسباب العزوف عن القراءة ان لم يكن المقروء من صميم ثقافة النميمة ويضع الشّخصنة فوق اي اعتبار للمفاهيم المجردة . ان من يستمتعون في طفولتهم باحراق القطط كي يتفرجوا عليها وهي تعدو مذعورة وتموء دما ودمعا، ليس غريبا عليهم ان يذبحوا طفلا كدجاجة، ومن قيل لهم في طفولتهم ان السرقة شجاعة والاعتداء على الاخرين رجولة واغتصاب المرأة حتى لو كانت دون العاشرة فحولة لن يكونوا اسوياء بأي معيار عقلي واخلاقي ... فرجاء ابحثوا تحت الجلد عن اسباب هذه البُثور المتقيّحة على السطح !!


الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :