facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صباح الخير أم الشهيد .. صباح الخير أم راشد


د. محمد عبدالكريم الزيود
21-03-2016 11:38 AM

صباح الخير يا أمي ... صباحٌ يشرق المجد من بين عينيك اليوم ... وينحني دحنون آذار لك في عيدك ككل أمهات الشهداء في الكرامة وقد تخضبنّ بحنّاء الشرف وتكللّن بتيجان الغار.. وأنتِ من كلّلتي راشد بالرضى والمجد.

أعرفُ أنّ الوجع بحجم الدنيا، وأن الجرح ما زال طريا ينزف، وأنّ القلب فيه غصّة على أجمل فتيان القبيلة وعلى ذيب العيال، وأن رائحة راشد ما غادرتك منذ أن أطل على الدنيا، فهو أول الأولاد وأول السند وأول "ماما" قالها فملكتِ الدنيا به .. فلا تحزني فقد ربيتي بطلا وارضعتي فارسا فكلُّ "شبر بنذر" ولكنكِّ نذرتيه ليوم كريهة مثل ذاك النهار، عندما إنقضّ هو وصحبه على أوكار المخربين، فأسلم الروح وأخذ بيدك للجنة، فوحدهنّ أمهات الشهداء من يودعن أبنائهن بالدعاء صباحا، فيرجعون ملفوفين بالعلم والفخار.

أمّاه أم راشد

عندما كنتِ ذاتَ صباح تقفين أمام طالباتك في مدرسة "الهاشمية"، وكنتِ تقرأينَ لهُنّ (قصيدة الشهيد ) لحبيب الزيودي، وتشرحي لهُنّ عظم الشهادة وهي المقرونة دائما بالأمومة لعظم جزائهنّ وهي الجنّة ، لذا كانت كل الأردنيات يتمنيّن أن يكنّ أمهات وشقيقات وبنات الشهداء، فاليوم المجد لك وحدكِ أم الشهيد ويا له من عظيم جزاء في الدنيا والآخرة.

تذكرينَ راشد عندما لبس بدلة (الكحلي) في مؤتة.. وكنتِ كلمّاّ علّقّ نجمة على كتفهِ غزلتِ هدبة جديدة في شماغ الوطن من عزّ، وكانتْ عنقكِ تطاول السماء والبيارق فخرا به .. فهي الشهادة ضريبة الوطن، فمن غير الفرسان مثل راشد يكون جديرا بها شرفا ومجدا.

وسيظل راشد عريس القبيلة وستظل الصبايا يصهلن بالزغاريد كلما مرّ ضابط يمشي كالرمح وتتلألأ نجومه عندما تغازلها شمس الصباح .. ونقرأ اسمه في كتبِ المدرسة وعلى لوحة الشارع وعلى مدخل المعسكرات وقبله في سجل شهداء الوطن ، وستظل البنات والشقيقات والعمّات كلّما مر ّ ذكر راشد يمسحن دموعهن ويغنين التراويد :"ولفي شاري الموت ولابس عسكري".. ، فلمثله ترفع الهامات فخرا وإن بكاه الوطن فلن نبكي على أحد من رجالنا المنذورين للوطن وترابه، وإن كان الحزن يليق به ما دامت الجدائل غضّى والقلوب لم تشيب .

أمّاه أم راشد

ستكبر (جوان) ابنه راشد وستزور مع جدها صرح الشهيد في عيد الجيش ، وستقرأ سورة الفاتحة وتطالع اسم والدها في سجل الشهداء مع صالح شويعر ومنصور كريشان وفريد الشيشاني وعلي حسين الزيود وفرحان الحسبان...، وستتباهى بأبيها في المدرسة أنه استشهد فارسا مقبلا مقداما، وأنّ الرصاص خذله ولكن الشهادة لم تخذله، فارتقتْ روحه نحو المجد والسؤدد .. وعندما تكبرين ستسمي ابنك "راشدا" فهو أجمل الأسماء وأطهرها وكان راشدا في حياته ومماته.
لك المجد والصبر والرضى في يوم عيدكِ وعيد كل أمهات الشهداء الأنقى والأطهر في بلدنا ، فلا مجد يداني مجدكِ ولا زهوا يشابه زهوكِ ، وسيظل راشدٌ خالدا في سماء البطولة وقصص الفداء نرويها لأطفالنا ، وستظلين أم الشهيد شامخة صامدة تشدي من أزر رفيق دربك أبا راشد مضرب مثل الأردنيين بالثبات والصبر والعسكرية.
وكل عام وأنتِ وأمهات الشهداء في أردننا بخير، والسلام على راشد يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث حيّا.
الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :