facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا سيكون محور حديث أوباما في لقاءات افتراضية مع ألوان الطيف السياسي في الأردن?


رنا الصباغ
19-07-2008 03:00 AM

في سيناريو افتراضي وهمي يقرر المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية باراك اوباما عقد جلسة عصف فكري مع رسميين وشعبيين يمثلون ألوان الطيف السياسي الأردني خلال زيارته المقبلة للمملكة غدا الاثنين.يبلغ أوباما منظمي رحلته بأنه يرغب في الاستماع إلى أكبر قدر من الآراء لعلها تعينه على تلميع صورة وسمعة بلاده سيئة الصيت في الشرق الأوسط, بعد أن انحدرت إلى الدرك الأسفل في عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش الإبن واليمين المحافظ المهيمن عليه بسبب نشر الحروب والإخفاق في حل عقدة العالم; القضية الفلسطينية على قاعدة انحياز أعمى لإسرائيل وطموحاتها التوسعية على حساب أولويات ومصالح امريكا.

فالمرشح الديناميكي الأربعيني سناتور من ولاية إيلينوي ما زال بحاجة لإثبات قدرته السياسية والعسكرية لإسكات المشككين, ومنهم 61 في المئة من الشعب الذي يرى في منافسه المرشح الجمهوري جون ماكين قائدا عسكريا جيدا مقابل 27 في المئة من الاستطلاعات تصب لمصلحته. لكنه محظوط لأن 43 في المئة من الناخبين يعتقدون, بحسب آخر استطلاع للرأي, بأنه سيحسن وضع امريكا المتدهور في العالم مقابل 33 في المئة لصالح المسن الجمهوري.

لذا اختار التجوال في دول المنطقة بقيادة أصدقاء لأمريكا, يعتقد بأنها مهمة بالنسبة للأمن القومي والمصالح الحيوية للولايات المتحدة.

في ضوء ذلك سيرتب أولويات أجندته الخارجية بهدف تنفيذها في حال استطاع كسر شوكة ماكين في الانتخابات الرئاسية ليدخل البيت الأبيض كأول رئيس أميركي ملون من أصول افريقية يعتنق الديانة المسيحية مع أنه ابن أب مسلم كسر في معركته الانتخابية كل القيود والحواجز التقليدية في اللعبة السياسية الامريكية.

في هذا السيناريو الوهمي, يقرر أوباما دعوة شخصيات أردنية تحمل أفكارا سياسية متنوعة, إلى عشاء عمل بعيد وصوله مساء الاثنين في طريقه إلى إسرائيل ضمن جولة تمولها حملته الانتخابية, تأخذه أيضا إلى فرنسا, ألمانيا وبريطانيا, الدول الأساسية في التحالف السياسي العسكري عبر الأطلسي. وهبط أوباما السبت في أفغانستان قبل أن ينتقل للعراق, ضمن جولة مستقلة يمولها الكونغرس برفقة زملائه ظلت ترتيباتها سرية لأسباب أمنية.

يدخل أوباما الصالة الخاصة المكيفة ويجلس بجانب مسؤول أردني رفيع وأربع شخصيات سياسية تمثل اليسار والوسط واليمين; هم حسب الترتيب: د. فاخر دعاس, سياسي يساري والمنسق العام للحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا", رئيس الوزراء الأسبق العين طاهر المصري, إلى جانبهما يجلس العين عبد المجيد الذنيبات, المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين واسعة النفوذ وعضو مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي الذي توترت علاقاته مع الدولة منذ قبل الانتخابات البلدية والنيابية العام الماضي بسبب تناقض أجندتيهما السياسية ودخول حماس المغضوب عليها رسميا على خط الحركة الإسلامية, وأيضا العين فايز الطراونة, سياسي محافظ, ورئيس وزراء أسبق كان قد ترأس الوفد الأردني لمفاوضات السلام والتي انتهت إلى توقيع معاهدة وادي عربة مع إسرائيل العام .1994 ثم يطلب من كل ضيف إسداء نصائح تعتبر حسب رأيهم أولويات قد تعينه على ترتيب إستراتيجيته القادمة حسب السيناريو الوهمي الافتراضي, مع أن الحوار المذكور لم يتم إلا مع كاتبة هذا التعليق.

أولويات المسؤول الأردني جاءت ضمن الترتيب التالي:

- الاستمرار في دفع عملية السلام على المسار الفلسطيني-الإسرائيلي كأساس ومكمل لسائر المسارات واستثمار التركيز العالمي على مبدأ حل الدولتين لأن قيام الدولة الفلسطينية ليس ترفا ولا ورقة سياسية بل هدف أساسي استراتيجي لا بد من الوصول إليه فورا وتجسيده دون إبطاء لدعم امن واستقرار الأردن.

- استمرار سياسة الدعم الاقتصادي للأردن بسبب دور المملكة المحوري في الإقليم.

- محاولة حل الأزمة مع إيران بالطرق الدبلوماسية.

- الابتعاد عن توقيع اتفاق أمني غير متوازن مع العراق لمنع خلق توتر جديد وتعزيز نفوذ إيران المتنامي.

- تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية التي ولدت من رحم غزوة العراق مثلا, لا تحارب فقط من خلال العمل العسكري إنما من خلال توفير حلول سياسية لقضايا المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية, ما يقوي معسكر الاعتدال الذي يتلقى ضربات متتالية مقابل مكتسبات ملموسة لمحور "التشدد والممانعة" بقيادة إيران وسورية وعضوية حماس وحزب الله.

من جانبه يطالب د. دعاس, أوباما بكسر الطوق المفروض على رؤساء أميركا والذي يجبرهم على رهن مصلحة الشعب الأميركي لمصلحة رأس المال والمتنفذين الذين يدعمون الطبقة الحاكمة. فإذا ما خرجت من هذا الأسر, بإمكانك أن تفكر في مصلحة شعبك وستتغير نظرة بلادك إلى القضية الفلسطينية, والعولمة والفقر, والاحتكارات والغزوات. من هنا يأتي مفتاح التغيير الذي سيلامس أجندة أوباما الداخلية والخارجية.

العين المصري يطالب أوباما:

- إنقاذ وضع أميركا السيىء في العالم, خصوصا في منطقتنا, والتي تضررت بسبب سياسات بوش القائمة على الهيمنة والاحتلال, سيما وأن الأردن يريد أن يكون تحالفه مع أمريكا ذا مغزى, نابعا من قوتها حول العالم.

- لا يجوز الإبقاء على آخر احتلالين في العالم: في فلسطين والعراق. لذا يجب العمل على إيجاد حل عادل ودائم للملف الفلسطيني وجدولة خروج القوات الأمريكية من العراق ما سيعزز موقف الحكام العرب ودور الشارع العربي بأغلبيته المعتدلة غير المنظمة التي ما زالت تحترم القيم الأمريكية ونموذجها الديمقراطي, مع أنها تكن العداء لسياسات واشنطن غير العادلة تجاه المنطقة وسكوتها على استمرار الاستيطان في أراض محتلة. يجب تعزيز مواقف قوى الاعتدال العربي لمواجهة ضغوط إيران والأصولية الإسلامية.

- المساعدة على تنظيم حركة ديمقراطية تدريجية في العالم العربي تبدأ من أسفل القاعدة وترتفع صوب رأس الهرم لتساعد الحكام والشعوب على الخروج من عنق الزجاجة ومن مشاكل الفقر والبطالة والجهل ومعاداة الغرب.

الذنيبات:

- إنهاء الوجود الأميركي في المنطقة من خلال الإنسحاب من أفغانستان والعراق لأن في بقاء الأمور كما هي خدمة للهدف الصهيوني.

- الضغط على العدو الصهيوني لإعادة الحقوق العربية الفلسطينية إلى أصحابها والانسجام مع مبادرة السلام العربية - التي تطالب بعودة الأراضي العربية المحتلة عام 1967 مقابل ضمان الأمن وحق إسرائيل في الوجود - اضافة الى احترام الشرعية الدولية بما فيها المواثيق والقرارات.

- وقف التعسف والنظرة السلبية تجاه الإسلام كدين وعدم الصاق تهم الإرهاب بالدين والعقيدة.

الطراونة:

- حل القضية الفلسطينية أساس الأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم اضافة الى العمل على تركيز جهود إسرائيل على القبول بالمبادرة العربية للسلام وتنفيذها.

- الاتفاق مع الحكومة العراقية على جدول زمني للانسحاب, وبمعرفة دول الجوار, لإنهاء الاحتلال.

- لا بد من استمرار الدبلوماسية الحازمة مع إيران لكن أي ضربة عسكرية ستفتح أبواب جهنم في المنطقة المضطربة أصلا.

ما قاله الضيوف الأربعة في حفل العشاء الافتراضي فيه هوامش لأولويات متقاربة بين الدولة ورجل الشارع. وفي حال تمكن أوباما من تحقيق جزء منها سيستطيع رأس الدولة هنا أن يلعب بين الهوامش المتاحة, وفي نفس الوقت تخفيف حدة الانتقادات الشعبية المتنامية لإستراتيجية الأردن العليا وأساسها تحالف سياسي عسكري اقتصادي مع أميركا واتفاقية سلام مع إسرائيل, وعلاقات متزنة مع دول الإقليم.

في المقابل, يشرح أوباما موقفه حيال ملفات المنطقة الساخنة, بدءا بالصراع العربي-الإسرائيلي مرورا بمستنقع العراق وانتهاء بعملية الشد السياسية مع إيران على خلفية إصرارها على تطوير برنامجها النووي. يظهر من حديثه حجم اختلاف موقفه استراتيجيا وتكتيكيا عن ماكين المتوقع أن يكون "بوش الثالث" في حال فوزه بالمنصب.

ويعيد التأكيد لمحاوريه الأردنيين على مواقفه المعلنة, بما فيها ضرورة سحب القوات الأميركية من العراق آخذا في الاعتبار الظروف الموضوعية على الأرض بعد أن تخلى عن فكرة إخراجهم خلال مهلة 16 شهرا للمزايدة على منافسته السابقة هيلاري كلينتون.

يقول أوباما إنه سيتشاور مع الأطراف الإقليمية, من بينها إيران وسورية لضمان استقرار العراق قبل أي انسحاب. ويؤكد بأنه لا يرغب في مواجهة عسكرية مع إيران وأنه على استعداد للقاء الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد. في المقابل ينتقل لتأكيد التزامه بأمن إسرائيل, حليف أميركا الأول في المنطقة, لكنّه يشدد على أنه سيعمل, في حال فوزه, على تحقيق السلام الموعود من خلال قيام دولة فلسطينية مجاورة لإسرائيل. ويحاول التوضيح أن تصريحاته أمام منظمة اللوبي الصهيوني العالمي قبل ثلاثة شهور- والتي أغضبت العرب لأنه شدد على أن القدس يجب أن تظل عاصمة موحدة لدولة إسرائيل- أخذت خارج سياقها. ويشرح مرة أخرى أنه قصد القول انه لا يريد رؤية الأسلاك الشائكة التي شطرت القدس بعد حرب الـ 1967 وأن باستطاعة الجميع العمل لخلق قدس متماسكة ومتجانسة.

في المحصلة, لا بد من انتهاز فرصة زيارة أوباما النادرة للأردن وإسماعه كل ما ورد على السنة محاوريه الافتراضيين.

فأوباما سيكون بالتأكيد رئيس أمريكا القادم إلا إذا عمل عمدا على إفشال نفسه. والأمريكيون في مزاج تمرد وعدم رضا عن سياسات بوش العدوانية, الخارجية منها والداخلية التي اضعفت اقتصادهم وضيقت من أجواء الحريات العامة التي طالما تغنوا بها, كما كبدت خزينتهم مئات المليارات لتمويل غزوات فاشلة في افغانستان والعراق .

وأهلا وسهلا أوباما صاحب النجومية الصاعدة حول العالم على أمل تحقيق التغيير الذي يعد به الجميع.
عن العرب اليوم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :