facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




درس الكرامة للباحثين عن الكرامة


سمير حجاوي
22-03-2016 03:13 PM

ليس من السهل ان تلعق الجرح وتشد عليه وان تتابع المسير، فهذا يحتاج الى عزيمة وارادة لا تقهر. ربما يكون هذا الوصف هو الاقرب للدقة عند وصف الانتصار الكبير للجيش العربي الاردني والفدائيين الفلسطينيين في معركة الكرامة قبل 48 عاما، وتحديدا في الحادي والعشرين من اذار مارس 1968، اي بعد 9 شهور فقط على الهزيمة العربية التي خسروا فيها ما تبقى من فلسطين.

لقد كان انتشاء العدو الاسرائيلي بانتصاراته كبيرا الى درجة اعتبروا فيها الاردن لقمة سائغة، الى درجة ان وزير الحرب الاسرائيلي في ذلك الوقت موشيه دايان جمع الصحفيين في أريحا، قبل الهجوم على الاردن، ودعاهم ليشربوا الشاي معه في مساء ذلك اليوم على مرتفعات السلط، لكنه عاد وبعد ساعات فقط الى تأجيل الدعوة حتى اشعار اخر، لكن الدعوة تأجلت الى الابد، فلم يستطع ابدا ان يشرب الشاي فوق جبال السلط.

بعد الهزيمة العربية او ما عرف بـ"النكسة" في حزيران 1967، نشط العمل الفدائي الفلسطيني على الحدود الاردنية الفلسطينية، واراد الاسرائيليون ان ينتهوا من "وجع الراس" وذلك بمهاجمة القواعد الفلسطينية على الارض الاردنية وانهاء العمل المسلح الفلسطيني، وتحقيق اهداف اخرى منها: معاقبة الأردن على احتضانه للعمل الفدائي الفلسطيني، احتلال مرتفعات السلط الاستراتيجية، وتحويلها إلى حزام أمني لإسرائيل تماما كما حدث بعد ذلك في جنوب لبنان.

وربما افضل من لخص الهدف الاسرائيلي هو قائد معركة الكرامة، الفريق مشهور حديثة الجازي الذي قال: " كان الهدف الاسرائيلي هو "إحضار الأردن إلى طاولة الاستسلام" من خلال احتلال أجزاء من الضفة الشرقية ومن ثم بدء التفاوض على هذا الأساس، لقد كانوا يعتقدون بأنهم قادمون في نزهة إلى الأراضي الأردنية.

في الساعة الخامسة والنصف من صباح يوم 21 اذار– مارس 1968 بدأ الهجوم الاسرائيلي على الاردن من عدة محاور بمشاركة 15 الف جندي، وكانت قوات العدو الاسرائيلي المهاجمة تتكون من اللواء المدرع السابع واللواء المدرع 60 ولواء المظليين 35 ولواء المشاة 80 وخمسة أسراب طائرات وخمس كتائب مدفعية وطائرات هيلوكوبتر تحمل اثنتين من كتائب القوات الخاصة، كانت كفيلة باحتلال الأردن كاملا في ذلك الوقت وبسهولة.

المفاجأة التي لم تكن في حسابات العدو الاسرائيلي هي ارادة الصمود والعقيدة القتالية التي ترى في الاسرائيلي عدوا وجوديا، والتلاحم الاردني الفلسطيني منقطع النظير، فقد حارب الفدائيون الفلسطينيون الى جانب جنود الجيش الاردني، ويسجل للمقاومة الفلسطينية تصديها للقوات الاسرائيلية المهاجمة لمدة 50 دقيقة كاملة مع بدء الهجوم، ما اتاح للجيش الاردني للدخول في المعركة بكل قوته، ودحره للقوات الاسرائيلية الغازية وتكبيدها خسائر لم تعهدها من قبل، دفعت حاييم بارليف رئيس الاركان الإسرائيلي في حينة للقول: "ان إسرائيل فقدت في هجومها الأخير على الأردن آليات عسكرية تعادل ثلاثة أضعاف ما فقدته في حرب حزيران".

ووصف قائد مجموعة القتال الإسرائيلية المقدم (أهارون بيلد) المعركة فيما بعد لجريدة دافار الإسرائيلية بقوله: لقد شاهدت قصفاً شديداً عدة مرات في حياتي لكنني لم أر شيئاً كهذا من قبل لقد أصيبت معظم دباباتي في العملية ما عدا اثنتين فقط. وهي المعركة التي اعتبرها المارشال جريشكو رئيس أركان القوات المسلحة السوفياتية "نقطة تحول في تاريخ العسكرية العربية".

فقد طلب الاسرائيليون وقف اطلاق النار بعد 5 ساعات من الهجوم فقط، لكن ذلك لم يتحقق له، واستمر القتال 16 ساعة كاملة تكبد خلالها جيش الاحتلال الاسرائيلي خسائر فادحة بلغت 250 قتيلا و450 جريحا وتدمير 88 آلية وهي عبارة عن 38 دبابة و 21 ناقلة و 26 سيارة مسلحة و 22 سيارة شحن، و7 طائرات مقاتلة، واستغرقت عملية انسحاب قوات العدو الاسرائيلي 9 ساعات كاملة بسبب هجوم الجيش الاردني والفدائيين الفلسطينيين عليهم. اما خسائر الجيش الاردني فبلغت 86 شهيدا و108جرحى وتدمير 11 دبابة و39 آلية مختلفة، كما استشهد 95 مقاتلا فلسطينيا اضافة الى 200 جريح.

فشل العدو الاسرائيلي في تحقيق اهدافه المتمثلة بالقضاء على الفدائيين الفلسطينيين، احتلال موضع قدم في الاردن او الاستيلاء على مرتفعات السلط الاستراتيجية، وربما كان افضل وصف للمعركة هو ما قاله صانع النصر، قائدها الفريق مشهور حديثة "معركة الكرامة درس مبكر من أصغر قوة في المنطقة، أي القوة الأردنية، بإمكانية الانتصار إذا توفرت الارادة"، وتابع "أقول بكل فخر، إنني استطعت تجاوز الخلاف الذي كان ناشئا آنذاك بين الفدائيين والسلطة الأردنية، فقاتل الطرفان جنبا إلى جنب، وكقوة موحدة تحت شعار: كل البنادق ضد إسرائيل، فكانت النتيجة والحمد لله مشرفة".

معركة الكرامة درس بليغ لامة تبحث عن الكرامة في مواجهة عدو اسرائيلي لئيم وغادر لا يفهم سوى لغة القوة، ولا شيء غير القوة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :