facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خطوة بوتين مبرمجة وغير مفاجئة


د.حسام العتوم
23-03-2016 02:20 AM

من يتابع الاعلام الروسي عبر قنواته الفضائية «روسيا اليوم» الناطقة بالعربية و»I» و «24 ساعة» وبالروسية مباشرة الى جانب النت والإذاعات سيتضح له بسهولة برمجة خطوة رئيس الفدرالية الروسية فلاديمير بوتين القاضية بسحب الجزء الاساسي من قوة بلاده العسكرية المرتبطة بالفضاء ومنها الجوية على مستوى الطيران وبالتعاون مع دمشق والتي عادت الى بلادها بالتدريج ومنها تحديداً الى مطار مدينة (فارونيج) العسكري جنوب موسكو وسط استقبال شعبي تتقدمه الورود، ولقد عقد الرئيس بوتين مؤتمراً صحفياً نهاية عام 2015 تحدث فيه على أن مهمة روسيا في سوريا محدودة وهي بطلب من الدولة والشعب السوري وفي المقابل فأنه لن يكون (سورياً اكثر من السوريين انفسهم)، و بأن مهمة بلاده مرهونة بسحق الارهاب ومساعدة الدولة السورية وسط ازمتها الدموية، وبتاريخ 14/3 اجتمع الرئيس بوتين في قصر الكرملين في موسكو بقائد جيشه سيرجي شايغو و بوزير خارجيته (سيرجي لافروف) وبعد الاستماع لهما حول اخر مستجدات ونتائج الشأن السوري امر بسحب الجزء الرئيسي من قوة بلادة العسكرية العاملة هناك لفتح الباب على مصراعيه للحل السياسي الذي يقبل به نظام دمشق وتقبل به المعارضة الوطنية في مؤتمر جنيف «3» وهي الخطوة التي أدهشت ليست منطقة الشرق الاوسط ولكن كل العالم، ورفعت من شعبية الرئيس بوتين حتى وسط بسطاء الناس والمثقفين ومنهم الذين كانوا يختلفون معه.

ولقد تحدث قائد الجيش الروسي (شايغو) عن عدد الطلعات الجوية العسكرية الروسية التي تسببت الى جانب عمل سلاح الصواريخ في مقتل 2000 داعشي معظمهم سبق وان تم تجنيدهم على ارض الروس والسوفيت السابقة، فيما تحدث (لافروف) وزير الخارجية عن اهمية انجاح مؤتمر جنيف «3» الذي تزامنت خطوة بوتين هذه مع بدء انطلاق اعماله وهو الذي يتطلب المزيد من العمل المكثف من قبل روسيا والولايات المتحدة الامريكية والأمم المتحدة.

وهذا النجاح لروسيا الذي أشاد به الاخضر الابراهيمي سابقاً ليس الاول في شرقنا الاوسطي في الشأن السوري خاصة، فلقد اصدرت روسيا (فيتو) مشتركا مع الصين لمنع تكرار سيناريو (الناتو) بقيادة امريكا وبصورة منفردة خارجة عن قواعد عمل مجلس الامن، وهو الذي اطاح بنظام الشهيد صدام حسين وباستقرار العراق ذات الوقت عام 2003، وتسبب في مقتل اكثر من مليون عراقي حتى الان، وفي حل الجيش وتحويل افراده خارج المعاش و تجاه الارهاب، وسبق لروسيا ان دعت الولايات المتحدة الامريكية للتعاون معها ومع مجلس الامن لسحب وتفكيك اسلحة نظام دمشق الكيماوي غير التقليدية الخطيرة الي هددت قبل شطبها منطقة الجوار السوري بأكملها، وبالمجمل وللحقيقة يتوجب علينا ان نقول هنا بأن النظام السوري الذي جهز جيشه بمليارات الدولارات و احدث الاسلحة والتمارين المهنية الاحترافية، كان الاجدر به ان يحمي حدوده و داخل بلاده من الارهاب من دون الحاجة لإسناد في حرب الشوارع من قبل (حزب الله) ومن (ايران)، وعدم انتظار ان يهبط الجيش الروسي ليحارب نيابة عن الدولة السورية في شوارعها وأزقتها ويتورط فيها على طريقة افغانستان عام 1979، وكان الاولى بنظام دمشق أن قدم السياسة على الامن فور اندلاع ربيعه وسط العرب، وهو الذي تحول بسرعة الى دموي، وان لا يستخدم الجيش والأمن لقمع شعبه وإدخال الرعب وسطه بل لحمايةِ من اية عدوان، والأجدر به اليوم ان لا يعاند المعارضة الوطنية على طريق مندوبه في الامم المتحدة الجعفري بل يعمل على تقريبها منه في (جنيف) وما بعده، وأن يدعو جيشها الحر لاستبدال السلاح بالعمل السياسي المشترك، ومستقبل سورية الوطني لا يصنعه إلا ابناؤها، وهو الخط الاحمر وليس الاسد كما يصرح وزير خارجيتها وليد المعلم للإعلام الدولي، ولا مكان للأجنبي على ارضها أياً كانت هويته، وشعار (امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) نريده فعلاً وعلى الارض كنهج عمل لا قولا فقط، وبناء علاقات دولية على قاعدة الند بالند والمصالح المشتركة مطلوب ايضاً، ولا مخرج لسورية من غير توحيد عمقها العربي والتوحد حوله.

وهكذا نجد ونلاحظ بأن العون الروسي لسورية الدولة تضمّن حرباً له على الارهاب الذي غادر الاراضي الروسية بعد تجنيد ناسه الابرياء وتحويلهم لمرتزقة في اطار التطرف الديني والمال الاسود بجهد سري لحزب التحرير كما طرق مسامعي في الوسط الروسي هناك في عمق بلادهم، وبجهد اخر لعصابات (داعش) وعملها اللوجستي عبر الانترنت، وأشتمل هذا العون العسكرية الفضائي على مصالح قومية استراتيجية واقتصادية هامة ايضا منها اسطول اللاذقية البحري ومنع منافسة عرب الخليج لسوقهم الاوروبي في مجال تصدير ثروة الغاز الطبيعي المجدية مالياً وبالمليارات وفي خطوة الرئيس بوتين الجديدة العسكرية هذه معان عديدة متشابكة أرسلها للعرب ولتركيا وللإعلام المناهض لها من اهمها هي ان روسيا ليست دولة احتلالية واستعمارية وعدوانية وملف الحرب السوفيتية في افغانستان وسط هيجان الحرب الباردة مع الغرب سابقاً جعلته شيئاً من الماضي، واصبحت تجدف بذكاء و قوة ملاحظة تجاه مد يد العون لأمريكا و للغرب للسيطرة على البؤر الساخنة في العالم وفي مقدمتها الشرق الاوسط ومنه العربي وتصر أي روسيا على التمسك بعالم الاقطاب المتعددة المتعاونة والمتوازنة، والآن العرب في حيرة من امرهم، وتركيا كذلك بعد غدرها للطائرة الروسية العسكرية سوخوي 24 وبعد وخطوة بوتين الجديدة هذه ايضاً تراقب الحراك الروسي بحذر شديد.

وفي اذار الحالي وعلى هامش احتفاء الكرملين بالطيارين العسكريين المشاركين في (الحرب السورية) ان صح التعبير وتقليدهم اوسمة الشجاعة الرفيعة المستوى تحدث الرئيس الروسي بوتين عن مساهمة بلاده بـ 9000 طلعة جوية عسكرية استهدفت الارهاب، وأعطى ضمانة بالمحافظة على التوازن العسكري على الارض في سورية وعلى ان الطلعات الجوية العسكرية جاهزة للوصول الى دمشق في غضون اربع ساعات فقط اذا دعت الحاجة القصوى لذلك، وفي هذا الخطاب رسالة قوية لأي دولة ابدت ارتياحها من خطوة موسكو بسطحية ملاحظة خاصة التي منها تتبنى الخطة (ب) غير مضمونة النتائج وبخاصة في ظل سريان مفعول (الفيتو)الروسي الصيني المشترك حتى الساعة.

وقول لبوتين بأن في حربه على الارهاب في سورية والتي انهت مهمتها فرصة لتجريب القدرات العسكرية الروسية خارج البلاد لكنه لم يقصد الاضرار بالمواطنين السوريين المسالمين بحكم دقة عمل سلاحه.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :