ادعو معهد بيو الاميركي لاعادة إجراء استطلاعه حول مزاج النخبة الاردنية تجاه مرشحي الرئاسة الاميركية خلال زيارة المرشح الديمقراطي باراك اوباما إلى الاردن، قطعا سيصبح المرشح الديمقراطي اقرب إلى القلوب مما كان عليه الوضع خلال الربيع الفائت عندما كان متخلفا عن ماكين بحسب الاستطلاع الذي اجراه المعهد المذكور.اتوقع تغيرا في المزاج لأسباب ليس لها علاقة بلون البشرة ومدى التعاطف مع الاقليات وليس لأسباب تتصل بمدى التناقض بين الحزبين الاميركيين في قضايا المرأة والمثليين واليهود وما إلى ذلك من اختلافات مستقرة بين الحزبين بل ربما لأسباب اخرى سأوردها تباعا: لقد مرت مياه كثيرة تحت جسر العلاقة مع الاميركان خلال الشهرين الماضيين بما جعل المصداقية الاميركية في الحضيض فرؤية بوش حيال حل الدولتين تكشفت وأصبحت بمثابة الكذبة الكبرى فلا الرئيس الجمهوري ولا خليفته من نفس الحزب بمقدوره اقناع طفل فلسطيني او عربي بأنه جاد في السعي لسلام عادل بين العرب والاسرائيليين.

فشل الرهان على فكرة الاتكاء على ادامة التوتر الاقليمي بما يمنع الرساميل العربية المتأتية من الفورة النفطية من السفر إلى الغرب وامكانية توطينها في الاقليم، فاصحاب نظرية الاستثمار بالتوتر تلقوا ضربة قاسية جعلت مستقبلهم السياسي محل شك بما يجعل الرهان على من يأتي امتدادا للادارة الحالية رهانا فاشلا وغير مجد.

الاحباط الذي اصيب به حتى اشد المتحمسين للفهم الجمهوري للمنطقة خصوصا في الملفات الاساسية في لبنان وفلسطين والعراق وايران بدرجة اقل بعد توالي الانهيارات في السياسة الخارجية الاميركية حيال المنطقة.

لقد أهدت الادارة الاميركية التيارات المتشددة ؟ عبر جهلها المطبق بثقافة المنطقة - اوراقا اضافية مكنت الاخيرة من الاعتقاد بان سياساتها المتشددة هي الأقرب إلى العقلية الاميركية وانها سياسة يمكن ان تحقق مكاسب.

ولأن العديد من أركان نخبتنا السياسية بـ ( بليبرالييهم ومحافظيهم ) طيبو القلب فانهم سيقتنعون بما سيطرحه اوباما وبالتالي سيغيرون نظرتهم تجاه المرشحين بما يجعل الضيف يفوز بقلوبهم قبل عقولهم.

لو ان معهد بيو يعيد الاستطلاع الذي أجراه في الربيع الماضي فان النتائج ستكون مختلفة تماما وسيكون المزاج السياسي الاردني اقرب إلى اوباما منه إلى ماكين..

والخير يقول ويغير !

samizobaidi@gmail.com