facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دُمى عربية


احمد حسن الزعبي
28-03-2016 02:30 AM

لم يستطع الصحافي الأمريكي «فرانكلين لامب» أن يخفي دهشته ،فأراد أن يوثقها صرخة من حبر وصيحة من ورق ، علّ أحد «المعتصمين» بصمتهم يقرصه الضمير ، أو تستفزّ الحادثة «أمير المغبونين» من غير الناطقين بالعربية..

يقول لامب..أنه كان قرب شاطىء الرملة البيضاء في لبنان..لتقدم إليه إحدى السيدات وتخبره عن عرض مغرٍ «شراء أربعة أطفال سوريين بألف دولار فقط»..تقول أنها جارتهم وقد فقد الأطفال أهلهم بعد أن قضوا في احدى وجبات القصف على حلب..وعندما لم يأبه الصحافي كثيراً في العرض قالت له: خذ الواحد بــ250 دولاراً..فلم اعد قادرة على العناية بهم جميعاً...انزعج «لامب» من هذه المهانة وصرخ بوجهها كفى..ثم التفت إلى الأولاد وإذا بهم يرتجفون من البرد والجوع فعرض عليها 600 دولار ثمناً لليتم القسري..فوافقت شريطة أن يكون الدفع بالعملة الصعبة–بالدولار تحديداً- وليس بالليرة اللبنانية لأنها لم تعد تثق بأي شيء عربي حتى العملة. فاستلمت وسلّمت..تفاصيل الصفقة: فتاتان توأمان بعمر خمس سنوات، طفل عمره سنة ونصف أما الرابع فكبيرهم البالغ 8 سنوات..اصطحبهم جميعاً الى شقته حيث تمكث صديقته الأثيوبية هناك لتعتني بهم..او لتعتبرها هدية متواضعة في «يوم المرأة أوعيد الأم»...
* * *

في سوق الألعاب ثمة «دمى» مطاطية «ماركات عالمية» لا يقلّ ثمنها عن الــ200 دولار مجرد ان تضع فيها أزواج من البطاريات في الظهر ، ثم تضغط على زر التشغيل ، تقوم بعملها على أكمل وجه ،تردد ماما ،بابا، ترقص ، تغني ، تحبو ، ترضع الحليب، وتطالب بتغيير الفوطة ثم تضحك..وعندما يريد مالكها أن يشاهد نفس الحركات من جديد يضغط على زر التشغيل ثانية لتقوم بنفس الأعمال حتى ينفد شحن البطاريات...

وفي سوق الحروب ثمة»طفل سوري» من دم ولحم «ماركة عربية»..ثمنه لا يتجاوز الـ150 دولاراً ، لم يرَ ماما، ولا يعرف كيف قُتل بابا ، يتعب، يجوع ، يخاف ، يعرى ، ينام على الرصيف يتنفس البارود المتصاعد ،لا يجيد التعبير ، يكبر وهو يبكي....وعندما يريد مالكه أن يشاهد نفس الدموع وتفاصيل الجوع يوقع على قرار «الترحيل» من جديد ، ليتجرع نفس أفعال الإذلال فيتعب ،يجوع، يخاف، يعرى، ينام على الرصيف، يكبر وهو يبكي...

* * *
العربي مجرد دمية في وطنه...خُلقت لتسلّي الزعيم في وقت فراغه..تغنّي له ،ترقص، وتصفّق..فإن تعطلّت أو توقّفت أو تغيّرت نبرة الصوت..كسرها نصفين...نصفها «لجوء» ونصفها «موت»..

الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :