عمون - قالت الباحثة في شؤون القدس، عبلة المهتدي، إن التحدي الأكبر الذي يواجه التعليم في القدس هو النقص الحاد في القدرة الاستيعابية للمباني المدرسية التي لا تواكب الزيادة الطبيعية في عدد السكان العرب.

واضافت المهتدي في محاضرة تناولت فيها التحديات التي تواجه التعليم في مدينة القدس، بعنوان: "الأوقاف والتعليم في القدس"، نظمتها اللجنة التنسيقية الثقافية للهيئات المقدسية، اليوم الاربعاء، بمنتدى بيت المقدس، ان قطاع التعليم في القدس ما يزال يعاني من نقص حاد في عدد المدارس، واكتظاظ الطلبة في الغرف الصفية، واهتراء البنى التحتية؛ إذ بقيت الابنية المدرسية طوال الثلاثة عقود الماضية من الاحتلال على حالها دون اصلاح او تعمير، بالرغم من الجهود التي تبذلها أوقاف القدس التي تشرف على 43 بالمئة تقريبا من إجمالي الملتحقين بالمدارس.

وبينت المهتدي أنه تم المطالبة بتوفير غرف صفية، من محكمة العدل العليا الاسرائيلية، حيث تعهدت دار المعارف الصهيونية ببناء 245 غرفة خلال 4 سنوات، لكنها لم تف بتعهداتها، وتبعها التماسات عديدة اخرى حتى وصل ما تعهدت ببنائه 57 غرفة صفية فقط، بينما وصل النقص عام 2005 الى 1350 غرفة صفية، واستمر الازدياد في النقص حتى بلغ في عام 2012 نحو 1800 غرفة صفية.

وأشارت الباحثة إلى وجود نحو 5500 طالب وطالبة، بقوا بلا مدارس في عام 2010.

ودعت إلى تأسيس هيئة خيرية ذات شخصية اعتبارية معترف بها دوليا، لتطوير وتنمية المدارس الوقفية الاسلامية في القدس الشريف، وان يسجل لها فرع رئيسي في القدس؛ اذ يهدف ذلك الى تمكين الهيئة من مقاضاة الاحتلال ان اقتضى الامر ذلك.

وأكدت ضرورة أن تعمل الهيئة على انشاء مشاريع وقفية لصالح التعليم في القدس الشرقية، وتطور المدارس الوقفية، وتنشئ عددا من المدارس الوقفية، وتؤهل الكوادر التعليمية، وتوفر الاحتياجات الاساسية للطلبة، اضافة الى اعداد خطة مدروسة لتحصين طلبة المدارس الوقفية ضد الآفات الاجتماعية المنتشرة في القدس، كالمخدرات وغيرها.

كما أوصت المهتدي بتأسيس مطبعة حديثة لتشغيل الايدي العاملة في القدس، إلى جانب قيام هذه المطبعة بتوفير القرطاسية والمناهج للكتب المدرسية، وتحقيق عوائد سنوية مجزية من تشغيل المطبعة على المستوى التجاري، مما يسهم في تدفق المال للهيئة. وفي ختام المحاضرة التي أدارتها الدكتورة خولة النوباني؛ دار حوار موسع أجابت المهتدي خلاله على مداخلات وأسئلة الحضور.