facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إلى الأخ العزيز حسن البراري


باسم سكجها
30-07-2008 03:00 AM

وفي حقيقة الأمر، فلم أكن أعرف، مثلاً، أنّ موقفك من العلاقة الأردنية الفلسطينية قد تبدّل وتغيّر، حسب موقع النشر، على الرغم من عدم تباعد المسافات الزمنية، أو تشكّل حقائق تاريخية جديدة على أرض الواقع، وقبل أن أسرد على القارئ الكريم نتيجة بحث ساعات، سأقول إنّ موقفي من فكّ الإرتباط لم يتبدّل ولم يتغيّر منذ ساعة إعلانه وحتى هذه اللحظة، الأمر الذي أتعبني وجلب لي الكثير من العداوات، فهناك من اتّهمني بأنّني إقليمي أردني أريد للحكم الأردني أن يعود إلى الضفة الغربية، وهناك من إتّهمني بأنّني إقليمي فلسطيني أريد للفلسطينيين أن يبدّلوا وطنهم وعلمهم، وفي الحالتين لم يستطع أحد إقناعي بتغيير موقفي، ولو فعلت لكان ذلك تغييراً للون جلدي، وهذا ما لا أرضاه في حال من الأحوال.


وعليّ أن أعترف بأنّ الكتابة في هذا الموضوع كالخوض في حقل ألغام، لأنّ الإتّهامات جاهزة، والتخوينات واردة، ويضيع العلم والمنطق وسط الجهل والجهالة، وهنا أنا لا ألمّح بشيئ يتعلّق بك، وسامحني على غضبي في مقالتي السابقة، مع أنّه جاء في سياق مبرر هو الردّ على إتّهامات لي ليس أقلّها أنّني مرتبط ببعض الرموز التي تشغل مناصب مهمّة، مع أنّ رأيي هذا يسبق حتى وجودهم في جهاز الدولة، وأخطرها أنّ رأيي يعكس قراءة زعيم حزب العمل، وفي مكان آخر فهو ما تطالب به الدوائر الصهيونية اليمينية، وأنا والحمد لله لا أتبنّى وجهة نظر هذا أو ذاك، فأصحابها هم الذين طردوا أهلي من يافا الفلسطينية، وطرودوني من القدس الأردنية.
إذن، سنذهب إلى كلمة سواء، ألخّصها بالتالي:


- ما زلت مصراً على أنّ شعار المرحلة تلك كان :\"الابتعاد من أجل الإقتراب\"، وأتمنى عليك أن تعود إلى صحف تلك الأيام لترى هذه الجملة وقد تكررت كثيراً على لسان المغفور له الملك الحسين رحمه الله.


- ولا أفشي سراً هنا حين أقول إنّني حضرت إجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني في بغداد، بين صحافيين قليلين، بعد أسبوعين على قرار فك الإرتباط، وبحضور كلّ الفصائل لأوّل مرة منذ سنوات، وكان الإرتباك واضحاً على الجميع وبينهم المرحوم ياسر عرفات، فالقرار كان يضع المنظمة أمام مسؤوليات كبيرة لم تكن جاهزة لها، مع أنّها كانت تعلن عكس ذلك تماماً، كما أودّ تذكيرك هنا بإتّفاق شباط الأردني الفلسطيني للتوجّه المشترك نحو المفاوضات، وليس سراً أنّ الطرف الفلسطيني هو الذي أفشله، وكان ذلك قبل قرار فك الإرتباط بأربع سنوات.


- ولتأكيد أنّ قرار فكّ الإرتباط لم يكن نهائياً، فسأعود إلى مفاوضات ما بعد مدريد، والوفد الأردني الفلسطيني المشترك، وأسأل: لماذا كان الوفد الفلسطيني ملحقاً بالأردني وليس المصري أو السوري أو أية دولة عربية أخرى، وألم تكن التصريحات تتحدث عن علاقة مستقبلية بين الشرق والغرب من النهر؟


- وحتى إتفاقية أوسلو، سامح الله من إرتكب خطيئتها، فقد كانت قناة سرية بعيدة عن الأردن، ولكنّ الأردن الذي شعر بالخذلان، والخيانة إن شئت، فقد أعلن في اليوم التالي عن مذكرة التفاهم التي قادت إلى وادي عربة.


- وفي سياق ما أتى بعد ذلك، فالأردن لم يكن بعيداً في يوم عمّا يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويقول زميلنا الأستاذ ياسر أبو هلاله، في تحليل مليئ بالمعلومات الخاصة نشرته \"عمون\": \"هل كانت الدولة الأردنية بعيدة عن ذلك؟ الملك حسين الذي يوقع معاهدة سلام مع الإسرائيليين يقيم في عاصمته المكتب السياسي لحركة حماس. وهو يعرف بأن رئيس المكتب السياسي هو المسؤول الأول في الحركة الذي يصدر أوامره للجناح العسكري. وعندما هزت تفجيرات عام 1996 المدن الإسرائيلية، أرسل رسالة شفوية إلى خالد مشعل يقول فيها \" أحسنت \". أدرك الإسرائيليون أن الملك حسين يعتبر حماس حليفا لا عدوا . وفي كتاب \"تحدي الإسلام الراديكالي\" لنعيم طال الذي كان مسؤولا في الشين بيت يشخّص الملك بأنه مخادع في تعامله مع حماس. وأنه لم يتعاون مع الإسرائيليين لضرب الحركة.


وفي موقع آخر يقول: رفض الأخوان المسلمين قرار فك الارتباط باعتباره تراجعا عن وحدة الضفتين. وهو تكرار لرفضهم قرار انفصال سورية عن مصر على رغم صراعهم الدامي مع عبدالناصر . وعندما تحدوا قرارا أعلن على لسان الملك حسين في خطاب مطول متلفز، لم يثر ذلك غضبه. ولم يحاسبوا عليه مع أن البلاد كانت في الحقبة العرفية ويد الدولة باطشة. ربما اعتبر الملك أن موقفهم يعبر عما في داخله، وأن فك الارتباط هو اضطرار لا خيار. فالملك حسين ظل يتصرف باعتباره ملك الضفتين لآخر لحظة في عمره.\"


- لن أعود إلى التاريخ الذي عاصرناه جميعاً أكثر من ذلك، وسأعود إلى ما كتبته أنت. ففي عدد نوفمبر من نشرة منظمة \"بتر ليمون إنترناشيونال\" كتبت أنت يا دكتور تحت عنوان :\" هل يستطيع الأردن لعب دور في فلسطين\"، مقالة مهمّة، ولا أستطيع ترجمتها للقراء كاملة لضيق الوقت، ولكنّني سأترجم الخلاصة التي تقول:\"دور أردني مستقبلي في الضفة الغربية سيكون بالتأكيد موضع جدل، وربما لن يستقبل براحة من الجانب الفلسطيني. ومع ذلك ، كما كتبنا أعلاه ، فالاردن قد يجد ان من مصلحته العليا التدخل في الضفة الغربية. ويمكن القيام بذلك بطريقة متوازنة. وينبغي على مشاركة الاردن أن تأتي عن طريق التنسيق الوثيق مع السلطة الفلسطينية، وينبغي ان تقتصر على دور امني محدود.


هنا ينتهي الإقتباس من دراستك المهمة حول الموضوع الذي نتحدث عنه، وفي حقيقة الأمر فإنّني أؤيد النتيجة وهي أنّ من المصلحة العليا للأردن لعب دور هناك، وخصوصاً إذا ما تمّ الإعلان عن عدم إمكانية قيام دول فلسطينية، ضمن المسار المعوّق الذي تسير به المفاوضات الآن.


هذا، بالطبع، ما لم ينته به المقال الذي رددت به علي، إذ سألتني: إذا كنت تريد أن نعيد عقارب الساعة الى الوراء ونعود عن قرار فك الأرتباط، أقنعني كيف يخدم ذلك مصالح الأردن. بربك قل لي كيف!!!


وأليس ما تقوله في دراستك ما يتناقض مع سؤالك، ففي الدراسة تقول بصراحة لا تقبل الشكّ أنّ المصلحة العليا للأردن لعب دور هناك، وتؤكد على الدور الأمني، فألا يعني ذلك عودة عن قرار فك الإرتباط؟


وليس هذا فحسب، فدراستك التي ستظهر في العدد المقبل في أيلول المقبل، من مطبوعة \"الحروب الأهلية\" تحت عنوان :\" أربعة عقود على أيلول الأسود\" تمّ إنهاء تقديمها بالجملة التالية:\" ويبقى أنّ علينا الإنتظار كيف أنّ الأردن والفلسطينيين سيتعاملون مع الواقع في حال عدم نجاح حل الدولتين\"، وهذا يعني أنّك في دراسة ستظهر بعد أكثر من شهرمع الحوار الإردني الفلسطيني في حال عدم تحقق حل الدولتين، مع أنّك في مقالة الردّ عليّ أعلنت بصراحة غير مرّة في غير مكان. وعلى فكرة فتعبير \"أيلول الأسود\" عنوان الدراسة هو تعبير التنظيمات الفلسطينية، أمّا الأردن فيسميها أحداث السبعين، ولا يعتبرها أصلاً حرباً أهلية، ونحن كذلك بالضرورة.


- وما بين دراستك قبل سنتين، ومقالتيك في اليومين الأخيرين، ودراستك التي ستظهر بعد شهر وقليل، هناك مقالة لك في \"الغد\" نشرت قبل أسبوعين فقط، تقول في نهايتها: باختصار شديد، إنشغلنا في الفترة الأخيرة في نقاشات داخلية وحان الوقت لكي نفكّر جدياً في أنّ الأردن يحتاج منا أن نبدأ في نقاش مفتوح لسيناريوهات ما بعد إنهيار عملية السلام إن تحقق ذلك.


إنتهى الإقتباس، فأسالك: أليس هذا ما دعوت إليه أنا وبالنص قلت: ولعلّ أبسط قواعد المنطق تقتضي من الناس ، على جانبي النهر ، دراسة ما جرى خلال هذه السنوات العشرين ، ومحاولة الإجابة على التساؤلات التاريخية التي تطرحها تلك الفترة ، بدءاً من أنّ شعارات تلك المرحلة لم تتحقق أبداً ، فالإبتعاد كرّس البُعاد ، ولم تقم دولة فلسطينية حتى الآن ، وليس متوقعاً لها أن تقوم ، على الرغم من أنّ الزعامة الفلسطينية التاريخية المؤهلة للتوقيع قدّمت أقصى ما يمكنها من تنازلات.


سامحك الله يا أخي الدكتور حسن، فقد تركت قلمك يسبق موقفك الأصيل، الذي هو موقف كلّ وطني من هنا أو من هناك، وسأنهي بالإجابة على تساؤلك السهل، حول أنّه تربطني عواطف بغربي النهر، وأنّه لا تربطك أنت نفس العواطف، فأعيد تكرار ما كتبته في نهاية مقالتي: ومن حقّ كاتب هذه السطور ، الذي تقول شهادة ميلاده أنّه ولد في القدس ـ الأردن ، ومئات الآلاف من أمثاله ، أن يتساءلوا عن مستقبل العلاقة الأردنية الفلسطينية ، على ضوء ما جرى خلال عشرين سنة أثبتت فشل كلّ التجارب ، وعلى أرضية حقائق جيو سياسية لا يمكن إنكارها.


شكراً لك على إتاحة الفرصة لي للتوضيح، وأتمنى أن أكون قد أجبت على كلّ تساؤلاتك، وإذا كنت قد إنفعلت في مقالتي السابقة فجد لأخيك عذراً، وأخيراً فقد قرأت لك قبل يومين مقالة حول تناقض الكاتب مع ذاته، فيها جرأة الإعتراف، وأتمنى منك الآن الجرأة نفسها في التراجع عن أنّه ليس من مصلحة الأردن لعب دور في فلسطين، ودمتم!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :