facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أنا أحمد مناصرة * فيروز ابوطير

16-04-2016 05:50 PM

في حينها كنت عائدا من المدرسة رحت لأمي أخبرها إني أنوي الخروج مجددا مع حسن ليحلق.. بالمناسبة حسن يكبرني بسنتين .. أنا أعرف أن أمي لا ترتاح إلا عند اجتماعنا جميعا أنا وإخوتي في البيت مثلها ككل أمهات أصدقائي في القدس,لا ألومها بالمناسبة.. هي وزوجة عمي خوفهما علينا من ضربات إسرائيل الهمجية كبير,أنا أحمد الذي خرج من بيته دون أن يودع أمه ثم أفترش مساحة سرير في مشفى ما,رأيت أمي في إحدى مواعيد المحاكمات التي أجلت.. وحينها عرفت كم الألم الذي لحق بها هي, وزوجة عمي (أم حسن) .. كانت قد تضاربت الأنباء وانعكست, وصل الخبر لزوجة عمي أن حسن أصيب وسيأسرهُ الاحتلال, وانني أُستشهدت .. عزوا والدتي ..وبعد الساعة ساعتين أصبحوا يعزون أم حسن .. كان حسن قد مات,وإن كان يرضيك أكثر فهو أستشهد.. أنا خسرته في الحالتين, حسن وأنا كنا خارجين من البقالة مشينا قليلًا وإذ بالجنود أمامنا,ركضنا ..أنا أحمد الذي قبل أن يرمونني بالرصاص كنت أهوى تربية الحمام وأعتني بكل واحدة على حدى ,وإن حدث أن فارقتني إحداهن ..أحزن ..كما لو فقدت الشيء العزيز .. لكن اليوم لا فقدان مثل فقدان حسن, ولا فقدان بعده.

أنا أحمد كان عمري 13 آن ذاك,حقيقة.. لم يعد مرور الزمن كفيل بتوضيح أثره في زيادة الرقم ,فمن وقتها لم أعد أتذكر الكثير وربما الحقيقة هي أنني لا أريد ذلك,حتى أكون واقعي أتذكر المحامي طارق برغوث هو بطلي في تفاصيل هذه المرحلة, وأتذكر محاولتي للنهوض بعد رميّ بالرصاص,كانت دمائي تُحوطّني ..لم أرَ ولم أُعن ذلك أي إهتمام..أردتُ النهوض,أردتُ العودة إلى المنزل ..أدركت قدرنا وهو إما أن يَحجزنا خوف أهالينا في البيوت أو أن نُحجز في غرف التحقيق .

لن أُعير شتائمهم إهتمامًا الآن..لكن طفولتي أُهدرت هناك في المحكمة ،وفي غرفة الإستخبارات الإسرائيلية في التحقيق,وهذا كله فقط حتى يحلق حسن وحتى نستكّشف ما في البقالة,أهدرت خوف أمي ولا مجال الآن لأن يناقشها أيُ أحد في إصاباتي أو إجراءات التحقيق,هي اكتفت ألمًا..

لن أخبرها ماذا يفعلون .. لن أُحدثها عن الممرضين ولا عن المحامي الذي طلبت منه إطعامي في المشفى فاستمر هو بذلك ,سوف أفعل ما بدأت فعلهُ سأكتفي بكل الوجع ومنه الجسدي وحدي..لن أذكر على مسامعهم أي تفصيل..لن أتذكر كل شيء ولا أي شيء .

محاكمتي الإثنين وسأرد على كل الإتهامات ب"مش متذكر" وليكن ذلك ..ادعوا لأمي ولي ،ثم لأطفال القدس.
يقول المحامي الذي يتولى قضيتي للناس ولكاميرات الأخبار لا تهمة طعن موجهه ضدي في لائحة الإتهام ولا دليل يؤكد عكس ذلك .. أنا لم أقتل أحدًا,هم قتلوا ابن عمي حسن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :