وقف على مسافة واحدة من الجميع وتحدث بلباقة فائقة ورجاحة عقل قل مثيلها وكان له رحمه الله حضور متميز...وان تحدث او جادل ابرز حجة العقل والمنطق . هو من مواليد بئر السبع وترعرع في منزل كريم ووالده معلم لغة إنكليزية فتأثر به وتعلم في القاهرة ليحمل درجة اليسانس في اللغة الانكليزية. كانت اول تجربة في التعليم في المملكة معاهد المعلمين في الاردن بضفتيه بداية عام ١٩٦٣. ومنها عميداً بشؤون الطلبة في كلية المعادن في السعودية.

دورا الخليل ....قريته ومركز العائلة... لها في قلبه منزلة خاصة به.... جرت عروق النضال القومي في عروقه ولم يكن متطرفا باي فكر او منهج غير عقلاني... للاردن منزلة متقدمة لا تضاهيها منزلة لانها تهدهد على جنين المخيم وعلى سماء ألاقصى مما منحه وعائلته فرصة الوقوف على منصة المشهد واصبح ابا صخر سياسيا متمرسا من طراز فريد النوعية .... صاحبته بلاغة الصمت في مواقف متعددة.....

كان لقائي الاول معه في عام ١٩٨٠ وكنت معيداً في الجامعة الاردنية وكان ولده الصديق المعماري صخر طالبا آنذاك في الهندسة المعمارية مما أتاح لي اللقاء معه والتعرف عليه عن كثب ..... كان وقتها وزيرا للزراعة. له حضور مميز ويتميز بالثقة بالنفس ويلفت النظر بهندام قل نضيره....عرف عنه العصامية وقوة الحضور ورمزية الحكم بالحلم ....وكان ياسرك بابتسامة لها روح الدعابة مهما تأزم الامر تجده متزناً ... انه السياسي المتزن صاحب الوطن وحليف الارض والصدوق في خدمة الهاشميين وصاحب فلسطين في الدفاع عن حقها المشروع ....

في حديث له عام ٢٠١٢ عندما كان في اللجنة الدستورية تحدث قائلا: "لابد أن أعترف بأن التوجه بيننا كان إجماعياً على ان لا نمس صلاحيات الملك المذكورة في دستور 1952 لسبب بسيط، أن موقع الملك بالنسبة لنظام الحكم النيابي الملكي الوراثي الأردني هو موقع الحكم، فهو فوق الجميع ولكنه مع الجميع. في بلد كبلدنا أنت لا تستطيع أن تستغني عن الصلاحيات الخاصة بجلالة الملك، وأي موقف افتراضي يحدث ويصبح عبارة عن قضية مستعصية، وتبدو لا حل لها، فانه يتم اللجوء للملك. "

انه مروان أكرم عيسى دودين... الفلسطيني المولد العاشق للأردن والإداري والسياسي والزراعي والمعلم المثقف ... وقف مدافعا عن الحقوق للعامة أينما وجد ....عمل وزيرا للثقافة والإعلام والزراعة والحكم المحلي وشؤون الارض المحتلة .... له في كل موقع بصمة كانت ابرزها مديرا للإذاعة الاردنية ... توسم به وصفي التل رحمة الله عليه كل الخير وكان جلالة المغفور له الملك حسين يجد به سندا في مواقف تذكر .... وأوكلت له مهمة نائب المفاوضات للسلام عام ١٩٩٣....من الرعيل القديم المتجدد... خدم في مجلس الأعيان أعواما متعددة وكان من ضمن وفد المفاوضات ....

ايها القادم من صفاح دورا لخليل تلك القرية القابعة على أطراف خليل الرحمن في حضورك كرامة الوطن وعشق النضال بالعمل والجهد وفي رحيلك وجع... ملكت بلاغة الصمت في مواقف متعددة عندما سمعت صبية يتحدثون في مجال السياسة .... الجميل انك حملت صفات رجل حكم ورجل دولة ...

الاخ الكبير ابا صخر رحمك الله واسكنك مع الانبياء والابرار في جنة الخلود ... الأماكن ازدانت بك وبعطرك وبقلب ما عرف الاستكانه لذل ... وعروبة لا تنضب وقامة طاولت السماء.... انت وعائلتك ذكركم فواح ... رحمك الله ايها المقدام المتزن ورعى روحك ... انت عنوان للوحدة الوطنية ... ورمز النضال لمن أراد العمل بشغف وإخلاص ...