facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثمانون عاما على الميثاق الوطني


سامي الزبيدي
31-07-2008 03:00 AM

ثمانون عاما مرت على انعقاد المؤتمر الوطني الأردني، فخلال هذه السنين من عمر الأردن تأسست الدولة واشتد عودها حتى أضحت الآن اعرق النظم السياسية في المنطقة وأكثرها استقرارا ومشروعية فالملكية الدستورية فيها ناهز عمرها القرن إلا قليلا تكرس فيها حكما متصلا مستقرا ففي هذا الوطن وعلى مدى العقود لم تنبت معارضة خارج حدوده وكلما أقحم في زوبعة خرج منها اصلب عودا وأكثر منعة ..
يحق للأردنيين أن يستذكروا كل المحطات التي شكلت وجدانهم الوطني بدء بمؤتمر أم قيس وصولا إلى مؤتمر عمان في العام 1928 ..ذلك المؤتمر الذي لا تزال بنوده حتى الآن قاسما مشتركا لكل الأردنيين من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب يجمعون على مضامينه الحية.
حين نستذكر تلك المحطات نشعر بالفخر أن الأجداد المؤسسون كانوا يستلهمون المستقبل بكل تحدياته فيما اجمعوا عليه ولعل أول ما شكل قطب الرحى في إجماعهم الوطني هو التأكيد على أن: \"إمارة شرق الأردن دولة عربية مستقلة ذات سيادة بحدودها الطبيعية المعروفة\" و\"تدار بلاد شرق الأردن بحكومة دستورية مستقلة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله وأعقابه من بعده\" و \" تعتبر شرقي الأردن ، وعد بلفور القاضي بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين مضادا للشرائع الدينية والمدنية في العالم \" كما \" ترفض شرقي الأردن أية صلة لها بحكومة فلسطين \" وان\"كل انتخاب للنيابة العامة يقع في شرق الأردن على غير قواعد التمثيل الصحيح وعلى أساس عدم مسؤولية الحكومة أمام المجلس النيابي لا يعتبر ممثلاً لإرادة الأمة وسيادتها القومية..\" وكذلك \" ترى شرقي الأردن أن مواردها ، إذا منحت حق الخيار بتنظيم حكومتها المدنية ، كافية لقيام حكومة دستورية صالحة في البلاد \"
وفي الميثاق أيضا أن \" كل تشريع استثنائي ... باطل\" و\" لا تعترف شرقي الأردن بكل قرض مالي قبل تشكيل المجلس النيابي\" وختاما \" لا يجوز التصرف بالأراضي الأميرية ( التابعة للخزينة ) قبل عرضها على المجلس النيابي وتصديقه عليها\" .
أن هذه النقاط بكل ما تحمله من مضامين وطنية شكلت وعيا سياسيا تقدميا للشعب الأردني والتقى مع طموحات الملك المؤسسة ( الأمير آنذاك) لتأسيس دولة عصرية جديرة بان يكون لها مكانها الخاص تحت شمس الأمم.
هذه الرؤى الاردنية التي توثقت في ميثاق عمان للعام 1928 لا تحتاج سوى إلى اعادة صياغة لتصبح برنامجا سياسيا للقوى الاردنية الحية ويمكن ان تكون على الشكل التالي:\"
أولا، المملكة الأردنية الهاشمية، العربية الحرة المستقلة السيدة ، بحدودها من الصحراء إلى نهر الأردن ، ومن نهر اليرموك إلى العقبة ، دولة وطنية يسندها مجتمع وقوى وجيش ، وتحفزها رؤية وطنية تاريخية ووجدان كفاحي، ونزعة إلى الاستشهاد دفاعا عن حياضها وحضورها وازدهارها،
ثانيا،الملكية والدستورية عنوانا النظام السياسي الأردني، والولاية العامة منوطة بحكومة دستورية موثوق بها يرأسها ، كما السلطات الأخرى، جلالة الملك،
ثالثا، يرفض الأردن ، الصهيونية ومشروعها في فلسطين ، ويرى في مشاريع الفدرالية والكونفدرالية والخيار الأردني ، بكل صيغه ، في الضفة والتوطين السياسي ، جزءا من ذلك المشروع المرفوض جملة وتفصيلا،
رابعا،التمثيل النيابي الصحيح ومسئولية الحكومة ذات الولاية العامة ، أمام البرلمان ، هما جزء لا يتجزأ من النظام السياسي الأردني، وهو ما يقتضي إقامة هيئة عامة مستقلة للانتخابات ، وإقرار قانون انتخابي يقوم على النسبية في إطار المحافظة بوصفها دائرة انتخابية واحدة ، واتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة التي تمنع الإدارة من التدخل في العملية الانتخابية ، وكذلك منع التاثير على الناخبين بالمال أو بالامتيازات،
خامسا، موارد الأردن هي حق لأبنائه على الشيوع ، ولا يمكن التصرف بها خارج الهيئات الدستورية( الحكومة المسئولة والبرلمان ) ولا بد من إدارتها إدارة رشيدة عادلة بما يحقق مصالح المجتمع والدولة، ويحرر الموازنة من المساعدات الخارجية،
سادسا، لا يجوز إصدار قوانين استثنائية خارج ضرورة الطوارئ المحددة دستوريا،
سابعا، لا يجوز التصرف بالأراضي والعقارات والممتلكات العامة والمناجم والمرافق العامة ، إلا بقرارات وإجراءات حكومية شفافة مسوّغة ، وبموافقة ثلثي المجلس النيابي. وكل بيع تم أو سيتم خارج القرارات الحكومية المسوغة وموافقة البرلمان ، هو بيع باطل.
لم يكن الأردن ولن يكون بحاجة موضوعية لغير أبنائه ليكتمل البناء الوطني في أبعاده الاقتصادية والثقافية فمجلس الأمير ( الملك المؤسس) كان دارة ثقافية تخرج منها الساسة والعلماء والشعراء، في حين ولدت البذور الأولى للإدارة العامة من أبناء الأرياف والمدن كما أعيد تأهيل البدو في سياق مؤسسات الدولة عبر المدرسة الأنقى والأكثر طهرا .. مؤسسة الجيش العربي، ففي هذه المدرسة الوطنية لم تكن لثقافة الانعزال \"مطرح\" فالشعور القومي تعزز عبر عنوان الجيش بكونه الجيش العربي لكن هذه القيم الوحدوية العروبية لم تكن نقيضا للشعور الوطني الذي عززته مؤسسة العرش بوصفها محل اجماع كل الرؤى والاطياف السياسية المتنوعة.
لنقرأ مجددا بنود ذلك الميثاق هل طوت ايا منها يد التاريخ؟ بالقطع لا والتحديات تتجدد كل طالع شمس والهمم تشحذ في المقابل كل طالع شمس والاردني على موعد يتجدد دوما في الاثبات انه جدير بان يكون مواطنا في ارقى النظم السياسية في الاقليم
يسخر الاردني حين يسمع او يقرأ عن مشاريع تطلق تارة بلغة انجليزية وتارة بالعبرية واحيانا بلسان ما فيه من العروبة عير المفردات لكنه يواصل سخريته من كل هذه الترهات فالوطن الاردني كما قال الملك عبد الله وطن وجد ليبقى فلا هو بديل لاحد ولا هو بالذي ينتظر على قارعة التسويات حلا قد لايأتي.
صمد الريفيون والبدو امام الدعاية الناصرية حتى انكسرت مفرداتها وخرجت من تداول التاريخ وصمد هؤلاء كذلك امام الدعاية الصهيونية وكل انعكاس لمفرداتها في مرايا اللغة العربية \"الثورية\" وهانحن الان نمتلك اعمق تجربة في الادارة العامة وفي الحكم وفي ادارة الموارد القليلة ولم يكن ليتم هذا لولا هذه الكيمياء العبقرية بين حكم رشيد وشعب يتقن الصبر.
لم تغرب بعد شمس التحديات وبعضها للاسف – بين ظهرانينا – لكن من صمد في الامتحانات السابقة واجتازها باقتدار مؤهل لتجاوز المقبل منها.
نستذكر حسين الطراونة ورفاقه المائة وتسعة واربعين ونستذكر كذلك ثلاثة ملوك حفروا في ذاكرة الزمن نقشا عصيا على المحو ونعبر بكل هذه الذاكرة النبيلة عباب الزمن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :