facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الإخوان والإنقلاب الأبيض .. د.عصام صيام


20-04-2016 02:39 PM

سواء كان الإنشقاق الذي قاده الأستاذ عبد المجيد ذنيبات ضد قيادة جماعة الإخوان المسلمين خلافا داخليا بين الإخوان مدفوعا برغبة ملحة للإنتقام من قيادة الحركة على أثر فصله منها أو أنه كان بتحريض وتنسيق حكومي كما يدعى قادة الإخوان ورموزهم لشق الحركة وإضعاف قوى الإسلام السياسي فإن التنيجة واحدة. مقرات حماعة الإخوان مغلقة بالشمع الأحمر لأول مرة منذ سبعين عاما بعدما لعبت الحركة الإسلامية دور الحليف الإستراتيجي للدولة ضد قوى اليسار الذين شككوا ليس فقط في عروبة وقومية النظام بل بشرعية وجوده.

لكن عقارب الساعة لا ترجع إلى الوراء ونحن إزاء مرحلة من الطلاق بين الدولة والإخوان لعب الطرفان دورا كبيرا ومحوريا فيها. الدولة هاهي تعاقب الإخوان على ارتفاع سقف مطالبهم وشعاراتهم بعيد إنطلاق ثورات الربيع العربي حيث ظنوا أن إنتقال الحكم لإخوانهم في مصر مع وجود حماس في غزة يمثل ضوءا أخضرا لهم للحصول على مكاسب تاريخية غير مسبوقة على أرض الواقع تنقلهم من موقع المعارضة إلى موقع المشاركة في الحكم. الإخوان من ناحيتهم إستمروا في تحدي الدولة عبر الإشارة إلى أن قوتهم لا نكمن في المقرات والأملاك التي سعت جمعية الذنيبات إلى السيطرة عليها بل في قلوب الملايين من أتباع الحركة الذين تربوا على "رسائل الإمام حسن البنا" ونهلوا من تاريخ معاناة إخوانهم في سجون عبد الناصر قوة العريكة وصلابة الإرادة.

ومع هذا التصعيد غير المسبوق ضد الإخوان وإصرار الدولة على تطبيق القانون وردود فعل قيادة الجماعة التي حاكت أدبياتها التاريخية في رفض العنف والإحتكام إلى الشارع وإستعراض العضلات دون أن يخلو رد الفعل من لهجة تحد ومناكفة للدولة.

مع هذا كله فإن مستقبل العلاقة بين الطرفين يبقى في علم الغيب ويبقى إستشرافه ليس بالأمر الهين نظرا لتداخل المصالح بين الطرفين ولإدراك كل منهما قوة الأخر.

من ناحية فإن أقطاب المطبخ الأمني والسياسي في الدولة يدركون أن لا مصلحة للدولة في المواجهة الميدانية مع الإخوان كما لا مصلحة للدولة في إنتقالهم إلى العمل السري وما يعنيه ذلك من تهديد خطير ومباشر على الأمن القومي سيما في ظل سيطرة داعش على مساحات شاسعة من الأراضي في سوريا والعراق وإستمرار التنظيم الإرهابي في محاولاته في النيل من أمن وإستقرار البلد.

ومن ناحية أخرى تدرك قيادة الإخوان أن قوتهم تكمن في سلميتهم ونبذهم للعنف والإرهاب خاصة لما يعرفونه من نبذ الشعب الأردني الشديد لكل قيم ومفاهيم العنف والتمرد على الدولة وإلتفافه الأسطوري حول القيادة الهاشمية وبالتالي فإن مجرد التلويح بالتمرد على الدولة سوف يحرك قطاعات واسعة من الشعب ضدهم ويفقدهم المزيد من أنصارهم تمهيدا لإنهاء وجودهم

الموقف يبدو ولكأن الدولة والإخوان في حرب باردة كتلك التي قامت يبن أمريكا والإتحاد السوفياتي. الطرفان يدركان تماما أن الحرب الساخنة لا سمح الله ستكون خسارة للوطن كما يدركان تماما أن مثل هذه الحرب لن تقوم.

الدولة تعي جيدا أن مشاركة الإخوان في الانتخابات النيابية القادمة ستكون نصرا لمشروع جلالة الملك الإصلاحي وهزيمة لكل من راهنوا على تقويض أمن البلد في أعقاب ما ألت إليه ثورات الربيع العربي في دول الجواروإنتشار السرطان الداعشي في غير دولة عربية.

هل ستقطع جماعة الإخوان الطريق على كل من يراهن على الصدام بينها وبين الدولة ؟ وهل ستذلل الدولة العقبات أمام مشاركتهم في الانتخابات القادمة؟

هل ستدعو الجماعة أنصارها إلى الإنضمام إلى الجمعية المرخصة والقيام بإنقلاب ديمقراطي ابيض مضمون النجاح؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :