facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نحن في حيص بيص ..


عدنان الروسان
20-04-2016 06:36 PM

والحيص بيص لمن لا يعرف هي الشدة والضيق، وكتبتا مفتوحتين أولهما وآخرهما ومكسورتين في اواخرهما أيضا كما أورد بعض علماء اللغة، كما نحن كما يبدو، مفتوحون مكسورون، وقالت بعض معاجم قوى الشد العكسي، منفتحون منكسرون وتقال لمن ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وقال الشاعر "صارت علـيه الأَرضُ حيْصٍ بِـيْصِ، حتـى يَلُفَّ عِيصَه بَعِيصِي"، ولا نريد أن نستطرد، لأننا إذا بحثنا في بعض مستطرف العرب في فن المعجم والمستطرف من كل فن مستظرف، فقد ندخل في سين جيم السياسة التي لم تعد مقروءة ولا مفهومة، كحجب السحرة والحجاب، وقال المصريون إن أبا كان له ولد "يريل كثيرا" باللهجة الأردنية أي كثير سيلان اللعاب من فمه، فذهب لأحد المشعوذين ليعمل حجابا لابنه وبالفعل أعطاه الحجاب وعلقه في عنق الصبي يومين وإذا به يشفى تماما ويجف حلقه حتى كاد أن يصاب بالجفاف، وتعجب الرجل وفتح الحجاب ليقرأه فوجده مكتوبا عليه على طول الصفحة المصرورة بعناية اسم الرئيس الراحل أنور السادات فعاد إلى الشيخ وسأله عن السر فقال له، يابني " ده نشف ريق الأمة العربية كلها عايزه ما ينشفش ريق ابنك"...

اليوم حكومتنا أخذت هذا الدور وأدخلتنا في حيص بيص، لم نحص ولم نبص يوما قبل أن تهاجمنا النسور الجوارح، وتجعل منا عبرة لمن يعتبر ولمن لا يعتبر حتى باتت تتحكم في رقابنا مكاتب التحصيل القانونية المسلحة بأدوات الحكومة، وبات الدستور كاللوح أيام زمان "السبورة" الذي نكتب عليه بالطباشير، "ما أسهل الكتابة وما أسهل الشطب، المحاية موجودة والعجة قاطبة والأستاذ النسر لا يريد ان يسمع أي احتجاج ولمن يحتج على الرئيس ومقامه عقوبتان، الطرد والنسيان ودخل الرئيس كتاب جينيس العالمي في فن التمسكن والتمكن، وهو لا يبالي يفعل ما يشاء، ولم نجد ملكا من ملوكنا مر على حكمنا له من الصلاحيات ما لرئيس الوزراء أطال الله في عمره وأبقاه ذخرا لنا.

ليس لنا في دنيانا في عهد هذه الحكومة التي لا تعرف العوج والاعوجاج ولا تحب إلا الدغري وتسير عليه، ليس لنا إلا الابتهال إلى الله أن ينسانا الرئيس ولو أسبوعا واحدا دون تعديل دستوري أو رفع للأسعار أو خفض للدعم أو تهديد ووعيد بتدمير الدينار، صرنا أيتاما والله ولم نكن كذلك، صرنا نستجدي قطعة خبز من أي حاوية على قارعة الطريق مع شيء من العتمة حتى لا ننفضح ونبقي على آخر ما تبقى من كرامتنا نحن الأردنيين، صرنا مستوطنين في كيبوتسات الحكومة، وصار الموت أمنية للأردنيين غير القادرين على الهجرة خارج الوطن، والفقر في الوطن غربة، وصار في عهد الحكومة الحالية مذلة وانكساراً.

ماتت الفرحة في قلوب الأردنيين، وزادت المخدرات، ولا تسأل عن الأراجيل، ولا تعد الجرائم، القتل والسرقة والاعتداء على رجال الأمن، والفقر والبطالة وخمسة وثلاثون مليار دولار من الديون، ودولة الفساد العميقة داخل الدولة كانت لها هذه الحكومة جمعة مشمشية مزدهرة، لم يعد الشباب قادرين على الزواج وصار العرس كالخطيفة، كالسرقة، يقام في جنح الظلام ولا يدري الناس إلا بعد أن يخلف العروسان فلا أحد قادر على دعوة أحد "وأرجو أن لا يكذبني ديناصورات عمان الغربية" الذين يعيشون في عالم افتراضي غير عالم الزرقاء والكرك ومعان والأغوار والبوادي.

أجدبت الأرض، وأمحلت السماء، وجاع الناس والله في العهد الميمون للحكومة الرشيدة، كان هزاع ووصفي، كمثال وهناك بعض غيرهما من الرؤساء الذين رفعوا رأس الأردن عاليا في السماء كانوا رؤساء يشعرون مع المواطن الأردني ومع الوطن الغالي، ولذلك ما تزال أسماؤهم نجوما تضيء سماء الوطن حتى اليوم بينما سنرى كم ستعتم السماء بعد رحيل الحكومة، كان هزاع ووصفي في الإذاعة يوما في زيارة، ولاحظاا أن مدير الإذاعة "معجوق" فسألوه عن السبب فقال إن أغنية ستذاع والكورس ينقص كثيرا، قام الرئيسان ووقفا وسجلا مع الكورس أغنية وطنية، سيقول قائل من المتنطعين الرويبضة وهل كون الرئيسين في كورس يجعل منهما بطلين ونقول لا حول ولا قوة إلا بالله "لا فهم ولا قطيعة" أن يكون الرؤساء في كورس الإذاعة أفضل من أن يكونوا في كورس الفساد.

رحم الله رؤساء زمان لأنهم ماتوا، ورحم بعض رؤساء اليوم لأنهم ميتون وهم أحياء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :