facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التسوية على صفيح ساخن


د.رحيل الغرايبة
04-05-2016 02:52 AM

هناك مؤشرات على الاستثمار في الأزمات العربية القائمة والمتفاقمة وخاصة الأزمة السورية من أجل الدفع باتجاه التسوية الإقليمية الشاملة وعلى رأسها»التسوية الإسرائيلية – السورية» من خلال انضاج الطرف السوري انضاجاً تاماً على نار ساخنة ومشتعلة ، وتهيئته لدخول التسوية من خلال البوابة الروسية، ويفهم ذلك من خلال تصريح «نتن ياهو» حول الجولان وذهابه لروسيا. موقعة حلب تدل دلالة صريحة على معالم التوافق الأمريكي الروسي حول ملفات الإقليم، بحيث تم إطلاق يد روسيا في الموضوع السوري من أجل عزل تركيا أولاً عن التأثير في مجريات الأحداث في سوريا، وكان ذلك من باب الرشوة الأمريكية الغربية على طريق إبعاد إيران ايضا عن الملف السوري واللبناني بتكتيك روسي مكتمل، وربما دخول روسيا المباشر في إدارة الجبهة السورية إدارة تامة كان من أجل الإحلال التام محل إيران في قيادة دفة الصراع على وجه الخصوص. يبدو أن هناك عودة لمقولة كيسينجر القديمة القائلة: (لا حرب دون مصر، ولا سلام دون سوريا)، حيث أن الحروب العربية توقفت منذ معاهدة السلام المصر – الإسرائيلية، وبموقف سوريا الرافض سابقاً للتسوية لم تكتمل عملية التسوية بين العرب وإسرائيل، وسلخت سوريا ما يزيد على أربعين عاماً في مسار الممانعة، والتمسك بالمسارات المتوازية مع وجود بعض القنوات السرية في المفاوضت التي كادت أن تنجز المهمة المطلوبة، وبقي الخلاف يسيراً حول بعض مسائل الحدود بين الطرفين فيما يتعلق بالجولان وبحيرة طبريا في حدود ما قبل (67) وأصبحت عودة سوريا إلى التسوية المنفردة مع إسرائيل، ممكنة وقريبة في ضوء التغيرات الكبيرة التي طالت المشهد الإقليمي، بمساعدة روسيا الواضحة والجلية. إذا صح هذا الاحتمال، وصحّت المؤشرات القائلة بإمكانية التسوية – الإسرائيلية فهذا يعني بكل تأكيد العمل على إنجاز بقية الملفات العالقة قبل الملف اللبناني، والملف الفلسطيني، وما يحيط بهما وما يتعلق بهما من استحقاقات سوف تمس كل الأقطار العربية أو أغلبها، مما يفرض عليها المسارعة إلى تكييف أوضاعها مع معالم الاتفاق الدولي الجديد فيما يخص ترتيبات المنطقة على وجه إجمالي وشامل. على الصعيد الإسرائيلي، ربما تكون ظروف التسوية المطلوبة أفضل ما يمكن بالنسبة لها في هذه الاوقات في ظل ضعف الجبهة العربية وتفككها وانشغالها في أزمات داخلية طاحنة، وربما يكون حسب تقدير قادة الكيان الصهيوني أنهم باستطاعتهم انتزاع أكبر قدر من المكاسب الممكنة على ضوء اختلال موازين القوى الصارخ الذي يمكّن اللاعبين الدوليين الكبار من إنجاز المهمة الكبرى في هذا السياق. المطلوب عربياً في هذه اللحظة المفصلية الصعبة أن تتوجه الجهود نحو تشكيل موقف سياسي عربي يتكون من السعودية ومصر والخليج والأردن من أجل التعامل مع مقتضيات الوضع الجديد عبر رؤية موحّدة، تحقق الحد الأدنى المقبول شعبياً ورسمياً، من خلال لملمة الأوراق العربية المبعثرة والمتناثرة على أشواك الفرقة والتنازع العربي.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :