-1- ستمضي إلى بطن أمك، قبل أن يـٌحْكَمَ عليك بالحياة موتا، أو بالموت حيّا، باحثا عن طريق سري منسي يعيدك إلى مشيمة مفروشة بالحنين، ستمضي إلى سرير من أثير، يتهادى مهملا على ظهر غيمة، لعلك تهمي مطرا، وتنتشر قطرات تغفو في بطن الأرض، فلا تصحو إلا على وقع سنابل مشرئبة إلى السماء! -2- ستمضي إلى مقعد صخري فوضوي في الذاكرة، صَنـَعتـْه عوامل الحت والتعرية، في بطن جبل، كنت تأوي إليه في طفولتك الأولى المبكرة، ملتصقا بأبيك التراب، ملتحفا بأمك السماء، لتغمض عينيك، كي ترى ارتحالاتك في جوف السنين، لعلك تستعيد شيئا من أحلامك البكر، وأمنيات كانت مرتجاة، فغدت عبئا يثقل الوجدان! -3- ستمضي إليك، فأنت لست أنت وأنت بعيد عنك، ما أجمل أن يعود المرء إليه! كم تشعر بالغربة وأنت لست أنت! -4- إليها، إلى من تراءت إليّ خلال السّحابْ وظلت هناك، وراء حجابْ وحين استبدت بي الأمنيات، وحاولت أن ألتقيها، كانت حقيقة، وكنتُ... سرابْ! -5- سأعجن خبز المساء، بماء الندى، وأشعل جمر الحنين، لينضج -مثلي- على مهله! -6- حين يتغير مسار الحكاية. . افتح صفحة جديدة! -7- أحاول منذ سنين بعيدة، بأن أبتني داخلي واحة للتأمل، أو شاطئا من خيال، لأهرب منك إليكِ، ولكن... محالٌ محالْ لأن بلادي طريدة وأنْتِ تظلين محض احتمالْ! -8- ثمة فاكهة لذيذة، ومبهرة، ولكنها محرمة عليك، ومحللة لغيرك، والعكس صحيح! فلسفة الفاكهة المحرمة، اختبار أزلي لا ينفي الوقوع فيه، بدليل «تفاحة آدم» ومعاقبته بالخروج من الجنة، كي يعود إليها، إنها «أنسنة» للخطيئة! -9- كم هي ممتعة تلك العلاقة العابرة، التي تمر بحياتك، بدون أسئلة! وكم هو ممتع أن تنتهي فجأة، كما بدأت فجأة، لأنها تترك ذكرى عابرة، لا تلبث أن تختفي هي أيضا، فجأة!

الدستور