facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




« طبخة » التسوية و« فخ» الكونفدرالية .. !


حسين الرواشدة
22-05-2016 02:58 AM

فيما تشتغل الحروب والصراعات داخل اطار “الملّة” الواحدة في عالمنا العربي، تتوجه الانظار الى دفع عجلات قطار “التسوية” مع اسرائيل.
المفارقة، بالطبع، صادمة، لأن تطبيع العلاقات العربية الاسرائيلية اصبح اولوية، سواءً للعرب الذين تسيل دماؤهم على حدّ سيوفهم، او لإسرائيل التي تتربص لاقتناص فرصة “القبض” على الروح العربية وانتزاع قضيتها الاولى، وهي فرصة لن تتكرر على ما يبدو، ولن تضيعها تل ابيب ايضاً.
لكي نفهم ما يجري، يمكن ان نعيد تركيب اجزاء الصورة التي توزعت على مدى الاسابيع المنصرفة، سواءً من جهة المبادرة الفرنسية او التصريحات التي اطلقها الرئيس المصري او التسريبات حول ادخال تعديلات على المبادرة العربية ( فيما يتعلق بالانسحاب من الجولان وحق عودة اللاجئين)، وردود نتيناهو عليها ( قال :هنالك فرصة على الصعيد السياسي، وتحديداً بفعل تحولات دراماتيكية في المنطقة، وانا شخصياً اعكف على تشخيصها)، انتهاء بما يدور من احاديث حول “الكونفدرالية، بين الاردن وفلسطين.
اذا اعدنا للذاكرة ايضاً الرسالة (هل اقول الصفعة) التي وجهها نتيناهو لعالمنا العربي قبل نحو شهر، حين اصطحب حكومته لتعقد اجتماعها الاسبوعي فوق هضبة الجولان ، وهي المرة الاولى منذ احتلال الجولان، واستعدنا ايضاً العديد من التقارير التي اشارت الى سقوط “حل الدولتين” لمصلحة فكرة “البديل” القائمة على تبادل الاراضي (تبعاً لخطة “ايلند” التي تقوم على تبادل اراضي بين عدة اطراف منخرطة في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني سواء في سيناء او الضفة الغربية)،فإننا سنجد انفسنا امام ثلاثة اعتبارات، الاول ان حالة الرجل العربي المريض وصلت الى النهاية، وبالنالي فإنه لا يملك اية مناعة لمقاومة ما يطرح عليه من اوامر ومقررات، بل انه تجاوز القبول الى عرض ما لديه وتسويقة على امل ان تقبله اسرائيل، الاعتبار الثاني هو ان اسرائيل التي جلست تتفرج على سقوط عالمنا العربي في فخ الحروب والصراعات الطائفية والمذهبية وتدخلت من تحت الطاولة لتأجيجها، لا يمكن ان تترك فرصة انتزاع “البصمة” العربية لانهاء القضية الفلسطينية وفق ما تريده وما حلمت به على امتداد العقود الماضية، اما الاعتبار الثالث فهو يتعلق بموقف “ألدول الكبرى” من “لعنه” الصراع العربي الاسرائيلي وارتداداته على مصالحها، وبالتالي فهي كما يبدو جادّة فعلاً في التوصل الى التسوية، وهنا يمكن ان نفهم ذلك في سياق “الصفقة” الكبرى مع ايران، وانسحاب امريكا من المنطقة، والتفاهمات بين واشنطن وموسكو في سوريا، وغيرها من المستجدات التي تؤكد ان للدول الكبرى الآن مصلحة في “تتويج” اسرائيل الى جانب ايران، شرطياً على المنطقة، من خلال “تسوية” القضية الفلسطينية، على حساب الرجل العربي المريض والضعيف والجاهز لتقديم اي تنازلات.
نحن، اذاً اما تسوية تبدو مفروضة، صحيح اننا ندرك ابعادها واخطارها، لكن الصحيح ايضاً انه لا يوجد لدى العواصم العربية المعنية، ولا لدى السلطة الفلسطينية قبل ذلك، اية اوراق يمكن ان تقلل من خساراتها، او تضمن للفلسطينيين حدّاً ادنى من العدالة واستعادة الحقوق.
عدم وجود “الاوراق” لا يستدعي – بالضرورة-، القبول بها، لكن ما يجري على الارض يؤكد ان المنطقة ذاهبة الى سيناريوهات جديدة، وان القضية الفلسطينية في ذكرى مرور مئة عام على وعد بلفور ستدخل في مرحلة “التصفيات” الاخيرة، واذا كانت الانظمة العربية الرسمية تبدو عاجزة عن فعل اي شيء فإن من واجب الشعوب العربية ان تفتح عيونها وتستعيد حيويتها للمقاومة، وهذا اضعف الايمان.
على صعيد بلدنا، اعتقد اننا سنجد انفسنا امام “استحقاق” تاريخي، فقد عادت “نغمة” الكونفدرالية من جديد، لا اتحدث فقط عن “ترتيبات الوفود التي ربما تأتي من غرب النهر ، ولا عن تصريحات بعض المسؤولين الفلسطينيين حول الخيار الاردني لحل القضية، وانما –ايضاً- عن استطلاعات شعبية تؤكد قبول هذا الخيار (نحو43% ايدوا الكونفدرالية حسب استطلاع جرى مؤخراً في الضفة الغربية) وعن لقاءات تجرى هنا وهناك لدراسة المسألة..صحيح اننا لا نعرف بعد ما يلزم من تفاصيل، لكن اخشى ما اخشاه ان تكون طبخة “الكونفدرالية” قد وضعت على النار في سياق التغيرات والتحولات التي جرت في المنطقة.
صحيح ان موقف الاردن التاريخي من الكونفدرالية كان مشروطاً بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، لكن من يدري في ظل سقوط حل الدولتين او تراجعة على الاقل، ما الذي يمكن ان يحدث، كل ما اتمناه هنا ان ننتبه لما يجري، وان نصارح مجتمعنا به، وان لا نخضع لأي ابتزاز، فنحن قادرون –اذا اردنا- على الخروج من هذا “الفخ” حتى لو كان الثمن باهظاً.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :