نشكو من تدني عدد السياح الذين يزورون الأردن بسبب الظروف غير العادية التي تحيط بنا ونشكو كثيرا من تدني السياحة الداخلية وعدم رغبة المواطنين الأردنيين بزيارة الأماكن السياحية في بلدهم لكن في المقابل فإن هذه الأماكن أصبحت محدودة ومملة والأهم من ذلك ارتفاع الأسعار لدرجة أن السياحة الداخلية أصبحت مقصورة على الأغنياء فقط .
ما نريد أن نكتب عنه اليوم هو بعض الأماكن السياحية الجميلة جدا بعضها معروف والبعض الآخر غير معروف وهذه الأماكن السياحية الجميلة مهملة اهمالا تاما سواء من قبل وزارة السياحة أو المستثمرين ونحن متأكدون بأن هذه الأماكن غير موجودة على خارطة الإستثمار .
من هذه الأماكن السياحية حمامات عفرا وحمامات البربيطة التي تقع بالقرب من مدينة الطفيلة فهذان الموقعان تتدفق فيهما ينابيع المياه المعدنية الغزيرة والمتنوعة لكن هذه المياه غير مستغلة وتذهب هدرا في الوديان ولا يوجد أي مرافق سياحية معقولة في تلك الأماكن وإذا ما وجد بعض المرافق في حمامات عفرا فهي مرافق بدائية ولا تصلح أبدا لإستقطاب السواح حتى من الأماكن القريبة منها .
ويوجد أيضا بالقرب من مدينة الطفيلة منطقتان تتدفق فيهما شلالات من المياه العذبة الغزيرة وبكميات كبيرة جدا لكن لا أحد يعرفهما حتى معظم أبناء المنطقة يجهلونها بسبب وعورة الطريق اليهما .
الشلالات الأولى اسمها شلالات مجهود وقد رأينا تحقيقا تلفزيونيا عنها وكم ذهلنا من جمال هذه المنطقة ومن جمال شلالاتها الغزيرة لكن الطريق اليها فيها بعض الوعورة والسيارة تستطيع الوصول اليها لكن بصعوبة .
أما الشلالات الأخرى فهي شلالات المشنشله وهي أيضا قريبة من مدينة الطفيلة لكن الوصول اليها صعب جدا بسبب وعورة الطريق .
هذه المناطق يمكن أن تكون مصدر جذب سياحي كبيرا جدا سواء للمواطنين الأردنيين أو للسياح الأجانب لو اهتمت بها وزارة السياحة وشجعت المستثمرين على الإستثمار فيها مثل اقامة الفنادق والشاليهات وأماكن الترفيه الأخرى لكن ذلك لن يتم بدون توفير البنية التحتية اللازمة مثل فتح الطرق وتعبيدها وايصال الماء والكهرباء .
لدينا مواقع سياحية جميلة وكثيرة في مختلف مناطق الأردن لكن هذه المواقع مهملة من قبل وزارة السياحة والحكومات المتعاقبة فعلى سبيل المثال لا الحصر هل من المعقول أن لا يجد السائح أو الزائر مطعما معقولا في مدينة عجلون ليتناول غداءه فيه وهل من المعقول أن لا يوجد فندق سياحي في كل محافظة عجلون التي تعتبر من أجمل محافظات المملكة والتي تمتاز بأحراشها الجميلة وبخضرتها الدائمة .
نتمنى من وزارة السياحة ومن مؤسسة تشجيع الاستثمار أن تضعا محافظة الطفيلة ومحافظة عجلون على خارطة الإستثمار حتى نرى فيهما بعض المشاريع السياحية التي ستوفر فرص عمل لأبناء هاتين المحافظتين وتكون مصدر جذب سياحي لهاتين المنطقتين .



الدستور