سلام، على أرواحكم الطاهرة وهي تصعد إلى ربها راضية مرضية، أحياء فرحين، صائمين إلا عن حبّ الوطن وعشقه حتى آخر قطرة من نجيعكم الطاهر.
سلام، عليكم وأنتم تعانقون اليوم صلوات الشهداء وأصواتهم في مؤتة واليرموك والكرامة، وتحتضنون الوطن بالمهج والأروح، وتغسلون ماء نهر الأردن العظيم بالأحمر القاني، وتطرِّزون صباحنا وردا ونخلا وشهادة، وتغطون سماء الأردن بفائض الألوان، وتتجولون على الحمى، وترصدون الحلم والرؤيا.
سلام، عليكم وأنتم تفطرون اليوم عند إله الرحمة والعدل، وتدخلون من باب الريان، وتشربون من أنهار الجنة، رؤوسكم عالية، وأصواتكم تلهج بحفظ الأردن الذي ظل نشيدكم حتى اغتالتكم رصاصات الغدر والحقد، وسيظل نشيد أبنائكم وأحفادكم، لا تنكسر له راية، ولا ينضب له نهر كبرياء وحرية.
سلام، على الأردن؛ وطنا وشعبا وقيادة، سلام على جيشه وأجهزته الأمنية، وقراه وبواديه ومدنه ومخيماته، وهم على قلب وطن واحد، وعلم واحد، ومصير واحد.
المجدُ هذا اليوم للشُّهـداءِ ... فلترحلوا يـا معشر الدخلاءِ
عاش الأردن عظيما عصيا بهيا جميلا، وتبّت أيدي الغدر والخيانة وخفافيش الظلام.