facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عندما يذهب الشهداء للنوم


د.مهند مبيضين
09-06-2016 10:20 AM

عندما يذهب الشهداء للنوم،اتركوا لهم مساحة من الغياب اللائق، وحين يصعدون للسماء اتركوهم، فقد اختارتهم المنايا. لا تنديد ولا بكاء، فالفجر قريب .
لا تتركوهم وحدهم بل شاطروهم فرحة المستحيل والشرف النبيل وألق الاحتفاء. حين يستشهد الرجال يقف الآباء في وطني كسنديان الأزمنة التي لا تتكرر، هنا ينتظر الأباء أبناءهم شهداء.
حين الوجع حدّ الموت، لا سبيل إلا بالشموخ والصعود. وهكذا كان الآباء يقفون ويرددون لو كان هناك ثاني وثالث لوهبناهم للوطن، لفدينا التراب بدمائهم، لكتبنا أجمل القصص للأطفال عنهم .
والوطن لا يكتمل بلا شهداء. افرحوا بهم وارحلوا من حزن الكلمات والقصائد. ردوا عليهم رداء المجد فالموعد هناك، واللقاء هناك يوم يبعثون بيارق حق ومجد مستعاد وحاضر كل صباح.
فالوطن يشتاق للشهداء لاكمال قصته، لاعداد الاحتفالات، لعزف نوبة مساء باسم الشهيد، لارتداء لباس النصر والكرامة. لبناء ملحمته فالوطن لا يحب قوائم جنده خلواً بلا شهداء. فالجند هم عين الله الحارسة التي يظلها بظله يوم لا ظل إلا ظله، الجند قصة وطني، وقصة أبائنا واجدادنا والبقية المتبقية من تاريخ منتظر وحاضر ومستقبل.
امنحوا الشهداء أدعية الرحمة وزغاريد الأمهات . وافرحي أم الشهيد. فقد صار لك شفيع، صار لك موعد انتظار جديد مع الحب والاشياق ورائحته المتبقية في ملابسه المعلقة بخزانة ملابسه التي كانت تنتظره.
وأنت أيها الأب المنتظر عودته آخر الاسبوع. أعدّ له القهوة، واحتسي مع ظله وخياله ورائحة عرقه وبقايا فنجان قهوته الذي لا يتمه غالباً فخر الموقف وهيبة الوداع، انتظره كما أنه قادم، وجدد له القهوة.
تأنق له، ولا تنكسر، واشرب كأس ماء الحياة بعزة الابن المهاب. وتذكر أنك آب الشهيد، الذي يبقى ويظل كوكباً مشعاً على ليل الوطن. انتظره ولا تحزن. فالجميع معك، في موعد الرجوع، في ألق الجندية كعاشقة تنتظر عودة المحارب وقد لا يعود. ودًعوهم هذا المساء، وكل صباح وغادروا الندب وكلمات الرثاء..
ودّعوهم قبل الذهاب للنوم، واستودعوهم بوطن من الأمنيات المتبقية، برائحة الحنين الذي غابوا فيه، ودّعوهم بما يليق من صبرٍ وإباء وشموخ.
الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :