facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غسل الأدمغة وصناعة القتلة!


رجا طلب
11-06-2016 02:11 AM

عندما يقوم بعض جلاوزة داعش القادمين من أوروبا بجز رؤوس أناس أبرياء لا لسبب إلا لأن من يتحكمون بعقولهم يأمرونهم بفعل ذلك، أو عندما يقوم طفل لم يتجاوز بعد الخامسة عشر عاماً بممارسة القتل سواء من خلال سلاح ناري أو من خلال سكين أو سيف بأمر من "شيخه" فهذا يعني أننا أمام ظاهرة خطيرة هي عودة ظاهرة غسل الدماغ باسم الدين والتقرب من الله والذهاب إلى الجنة من جديد بعد أن غابت عقوداً طويلة عن المشهد العام في العالم العربي والإسلامي.

عمليات غسل الدماغ ليست جديدة وفي الأغلب كانت منذ بدء الخليقة مرتبطة بالدين، ففي بلاد ما بين النهرين ومصر القديمة استخدم الكهنة غسل الدماغ للسيطرة على العامة خدمة للطبقة الحاكمة والنبلاء والأمراء، وفي الأربعينات من القرن الماضي وخلال الحرب العالمية الثانية استخدم الألمان غسل الدماغ لأسرى الحلفاء وبعدها استخدم الكوريون والصينيون عمليات غسل الدماغ بصورة ممنهجة اعتمدت التعذيب والحرمان لتطويع السجين والتأثير على تفكيره وسلوكه، وبعد ذلك أسس السوفيات والأميركيون والغرب الأوروبي مدارس علمية لعمليات غسل الدماغ أخذت أبعاداً أكثر تعقيداً من التأثير السيكولوجي، أبعاداً علمية معقدة مثل مشروع المخابرات المركزية الأميركية الضخم في نهاية الحرب العالمية الثانية والمسمى "أم كي ألترا (MK-ULTRA ) والذي كان الهدف الرئيسي منه هو دراسة العقل البشري و البحث عن أفضل الأساليب لتطويعه والسيطرة عليه، عبر اختراع عقاقير تولد التفكير غير المنطقي لدى المتلقي للدرجة التي يتحول فيها إلى أضحوكة ومحل للسخرية والتندر من قبل الآخرين ، و كان الهدف من هذا العقار هو استخدامه ضد شخصيات سياسية ودولية معادية للولايات المتحدة، ومنذ ذلك الوقت إلى الآن تتحدث المصادر البحثية عن أن المخابرات الأميركية نجحت في اختراع أساليب معينة من التنويم المغنطيسي أو عقاقير السيطرة أو التأثير الإشعاعي عن بعد يتم من خلالها سلب إرادة الشخص المستهدف الذي ينفذ ما يطلب منه بعد أن يصبح أداة فاقدة للعقل والإرادة تماماً، ومن هنا يتحدث البعض عن حوادث كثيرة وقعت بفعل هذه التقنيات من أبرزها حادثة اغتيال جون كيندي أو تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) حيث تُتهم المخابرات المركزية الأميركية بالوقوف وراءها.

ليس مستبعداً على الإطلاق أن يكون داعش ومن قبله القاعدة قد استخدما بعض هذه التقنيات المشار إليها وتحديداً موضوع العقاقير حيث كشفت الكثير من التحقيقات التي أجرتها أجهزة الأمن العراقية خلال الفترة من 2003 حتى 2005 أن الكثير من عناصر القاعدة الذين كانوا على وشك تنفيذ أعمال إرهابية وألقي القبض عليهم كانوا ممن تعاطوا عقاقير حولتهم إلى أناس فاقدي الإرادة ومبرمجين لا يعلمون ماذا يفعلون سوى أنهم يقودون سيارات مفخخة من أجل تفجيرها في مكان وزمان محددين أو يتزنرون بأحزمة ناسفة حددت سلفاً أماكن تفجيرها.
فالسلوك الهمجي الذي نشاهده من داعش وقبله القاعدة يدلل على أن العقل لدى هؤلاء معطل، وأن الضمير غائب تماماً وان السلوك لا علاقة له بالآدمية على الإطلاق .

وعلى الرغم من ذلك فهذا لا ينفي أن داعش وغيره من تنظيمات الإسلام السياسي يعتمدون بدرجة أساسية على عمليات غسل الدماغ التقليدية التي تستخدم الدين بصورة أساسية، وتحديداً مع الشباب عديمي الثقافة وبخاصة الثقافة الدينية أو الشباب المحبط واليائس أو الحاقد على المجتمع أو المنبوذ من قبله. ومن أبرز الأساليب المستخدمة لاستقطاب هؤلاء الشباب هو التعامل معهم بطرق هادئة ولطيفة تعيد لهم "اعتبارهم الاجتماعي" المفقود وتزين لهم العالم الجديد مما يجعلهم أكثر حقداً وتناقضاً مع محيطهم الأسري والمجتمعي بحيث تُظهر طريقة التعامل الهادئة والناعمة واللطيفة هذه، محيطهم الذين جاؤوا منه على أنه عدو لهم، وتعد هذه المرحلة المرحلة الأولى من عملية غسل الدماغ وتغيير السلوك.

أما المرحلة الثانية التي تعقب ذلك فهي مرحلة "كنس" المعتقدات السابقة وزرع معتقدات وقيم جديدة مبنية على ضرورة البدء بتغيير الواقع الراهن أو الانسلاخ التام عنه واستعدائه، وفي الحالتين تكون الضحية قد أصبحت جاهزة للتحول إلى قنبلة جاهزة للانفجار وهي المرحلة التي يكون فيها الشاب المستهدف قد أصبح إما "مشروع جهاد" أو "مشروع شهادة ".

إن التنظيمات الإرهابية تعتاش على أخطاء الأنظمة وخاصة الدول العربية والإسلامية في مواجهة الإرهاب والإرهابيين ، وتحديداً على النظرية الأمنية التي تعتبر من تورط في العمل مع جهة إرهابية بات إرهابياً إلى الأبد ومن غير الممكن إصلاحه أو إعادته إلى جادة الصواب، وهي نظرية تعمل التنظيمات الإرهابية على تعزيزها في نفوس من تجندهم من خلال تأكيدها لهم أن لا مجال للعودة مرة أخرى للحياة مع تلك "المجتمعات الكافرة" والتي "لن تثق بك أبداً" وهو ما يجعل هؤلاء الشباب المغرر بهم في قبضة الإرهاب والإرهابيين حتى الموت.

24





  • 1 Karl Marx لمعاني 11-06-2016 | 03:31 AM

    لب المشكلة أعمق مما ذكرت

  • 2 من هنا نبداء 11-06-2016 | 03:40 AM

    البيوت والمدارس والجوامع والجامعات ...........

  • 3 خليك صاحي 11-06-2016 | 05:00 AM

    غسل الدماغ يبداء في البيت

  • 4 د.معين 11-06-2016 | 10:18 AM

    وعلى هذا الأساس المقوله المشهوره ..........

  • 5 .......... 11-06-2016 | 11:42 PM

    أني ملاحض إنه غسيل الأدمغة أهون من غسيل الملابس .....


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :