facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رمضان بين تلبية الطقوس وتربية النفوس .. د.فايز الربيع


14-06-2016 04:17 AM


منذ عقود ونحن نشهد شهر رمضان والحمد لله ؛ وإذا قلت أن رمضان على مستوى الطقوس كأن أفضل وأبسط في الماضي قد يشاركني الرأي الكثيرين . اذكر أننا ونحن صغار لم تكن أية عائلة في محيط المكان الذي نسكنه تفطر لوحدها كنا نأخذ افطارنا – ونرص الأطباق في مكان واحد – الكل يأكل مما يصنعه الكل ؛ والطعام يتم تداوله بين الجميع – مهما قدمت فالمعروض كثير ؛ وبعدها يسهر الناس ويصلّون مع بعضهم – منتهى البساطة والتعاون .
عندما يبدأ شهر رمضان تكون العبارات المتداولة في خطب الجمعة وفي الدروس وفي الوعظ واحدة . ولو أن الوعظ والخطب تؤثر في أمة المسلمين لكانت من أفضل الأمم . ولكنني لا ارى اثراً لذلك في حياتنا نحن لا ننظر بعمق الى كنه الصيام – فلو نظرنا الى قوله تعالى ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) – ونظرنا الى مشقة الصيام كيف يمكن أن يكون ذلك ( يسراً ) – أن الجمع بين الاضداد – وهذه هي قوة العبادة بين الامتناع عن الطعام والشراب – مع المقدرة عليه ؛ بين الامتناع عن الشهوات مع المقدرة عليها – بين الأمتناع عن لغو الكلام وأنت قادر عليه ولذلك كان بعض أنواع الصيام القديمة . هو الأمتناع عن الكلام ويسمى ذلك صوماً لا صياماً – ( أني نذرت للرحمن صوماً فلن اكلم اليوم انسياً ) – كيف يمكن أن يمكن ان يكون للصوم فرحة – وما هذه الفرحة – هل نشعر بها . لم يتحدث الحديث عن فرحة العيد – وهي واجبة . لكنه تحدث عن فرحة الإفطار بعد الصيام ( للصائم فرحتان ) احدهما عند الافطار والثانية عند لقاء ربه .
قيل ( ليست السعادة ان تملك كل ما تريد – ولكن السعادة أن تريد ما تملك ) – ما معنى ذلك . قد تملك اشياء كثيرة ولكنك لا تستمتع بها – ولا تحس بالنعمة التي انت فيها . وهذه مشكلتنا عندما قال تعالى ( الهاكم التكاثر – حتى زرتم المقابر ) – الناس الذين ملكوا كل ما يريدون – كثير منهم لم يكونوا سعداء – بل ربما انتحر بعضهم لماذا – لانهم نسوا ان يريدوا ما يملكوا – من عنده اسرة - زوجة – اطفال - حد من الرزق يكفيه ؛ بيت يؤويه – ونظر الى من هو دونه بدون زوجة واطفال – او بيت – لا شك انه يستمتع بما يملك .
من كان اّمنا في سربه – معافى في بدنه – ونظر الى غير الآمن والمريض لا شك انه سيكون سعيداً . نظام المقارنات يجب انه يكون في الدنيا لمن هو أقل وفي الدين لمن هو أفضل – وبالتالي تكون السعادة .
اذن الدين ليس طقوساً بدون محتوى او معنى – والقرأن تحدث ( لعلكم تتقون ) – اي يكون هدف- من الصيام – ما نراه اليوم في مجتمعنا منافٍ تماماً – لما هو مطلوب – العنف المجتمعي – حوادث القتل – المشاحنات كلها مظاهر تدل على أن الصيام لا يزال في اطار الطقوس وليس في اطار تربية النفوس . الفقر اكثره في العالم الاسلامي – مع ان اغنياء المسلمين يستطيعون سد جوعهم وفقرهم – ولكن القاعدة ما جاع فقير الا بما أتخم به غني .صحيح أن مظاهر البذل في رمضان والانفاق تزداد – وأن هناك خيراً في بعض ابناء الأمة . ولكن واقع الأمة – وظروفها وحروبها وتدمير اقطارها – والظلم الواقع عليها – وانفصام شخصيات كثيرة ممن بيدهم قرارها – ادى الى أن رمضان الأسلام هو غير رمضان المسلمين . بعكس ما قرأناه عن رمضان المسلمين والأمة عمل فيها رمضان عمله في تربية النفوس وليس في تكريس الطقوس .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :