facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"القدس والهاشميون"


يوسف عبدالله محمود
18-06-2016 04:52 PM

هناك الف دمشق والف بغداد والف بيروت، ولكنه ليس هناك الا قدس واحدة.
الملك المؤسس عبدالله بن الحسين
بين يدي كتاب نفيس حقاً يستحق ان يقرأ الفّه الكاتب البحاثة عبدالله كنعان أمين اللجنة الملكية لشؤون القدس ينطوي الكتاب على بحث علمي رصين تم توثيق معلوماته على احسن وجه. يحلل الكاتب الرؤية الهاشمية تجاه هذه المدينة الخالدة التي حباها الله –سبحانه- من القداسة ما حباها فباتت مهوى أصحاب الديانات السماوية تحتضن تراثاً دينياً مقدساً وتضم اضرحة هاشميين بررة قضوا شهداء وهم ينافحون عن حياضها بالغالي والنفيس.
لا تذكر هذه المدينة الخالدة الا ويذكر معها دور الهاشميين الذي دأبوا منذ القدم على توفير الرعاية الكاملة لها. "انا وما املك فدى فلسطين والعرب" الملك المؤسس الملك (ظبيان: الملك عبدالله كما عرفته). ص 174.
عبدالله كنعان في كتابه "القدس والهاشميون" احيا بحق تراثاً مباركاً حظيت به هذه المدينة المقدسة على امتداد العصور. كيف لا وقد خصها –سبحانه- بمعجزة الاسراء حين أُسري بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى المبارك.
وبصدق اقول ان هذا الانجاز التراثي الباهر الذي تضيفه الى انجازات اخرى اللجنة الملكية لشؤون القدس برعاية امينها العام يعيد الى الاذهان مواقف مشرفة لبني هاشم من العُترة النبوية الشريفة، مواقف يُشاد بها تُسجل لهم بمداد من نور.
في كتابه المرجعي تحدث عبدالله كنعان عن تراث هذه المدينة المقدسة، وفي المقدمة الحرم المقدسي الشريف المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، ومن ثم أتى على ذكر مدارسها وقبابها وابوابها ومآذنها واروقتها وسُبل الماء فيها ومصاطبها وكل مرافقها. وصف كل ذلك وصفاً دقيقاً لا يطيقه الا من امتلك مثل هذه الارادة والعزيمة. وحقاً قد امتلكها هذا المؤلف. وقبل ان افيض في الحديث عن محتويات هذا الكتاب اشير الى المقدمة الرائعة التي خص بها د. حازم نسيبة هذا المؤلَّف الابداعي.
ركز عبدالله كنعان صاحب الهوى الهاشمي منذ شبابه المبكر على الرؤية الهاشمية للقدس. تطرق الى "تفاصيل الرباط المقدس الهاشمي بدءاً من شريف مكة والحجاز الشريف الحسين بن علي، فالملك المؤسس عبدالله بن الحسين، فالملك طلال بن عبدالله، فالملك الحسين بن طلال طيب الله ثراهم، فصاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال أمد الله في عمره وصولاً الى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله واعز ملكه". المرجع السابق ص 101.
كان مُفجّر الثورة العربية الكبرى عروبياً واسلامياً، رفض كل المشاريع والمخططات التي قدمتها بريطانيا وحلفائها والتي لا تؤدي الى دولة عربية واحدة شاملة لجميع الاقطار العربية وفي مقدمتها فلسطين. انه القائل: "لا اقبل الا ان تكون فلسطين لأهلها العرب، لا اقبل بالتجزئة، ولا اقبل بالانتداب، ولا اسكت وفي عروقي دم عربي عن مطالبة الحكومة البريطانية بالوفاء بالعهود التي قطعتها للعرب. واذا رفضت الحكومة البريطانية التعديل الذي اطلبه فاني ارفض المعاهدة كلها. لا اوقع المعاهدة قبل اخذ رأي الأمة". المرجع السابق ص 106.
أنها الديمقراطية بأجلى معانيها.
هذه الروح العربية الصافية عكستها مواقفه –رحمه الله. فحين قُدمت اليه "المعاهدة الحجازية البريطانية" للتوقيع عليها أصرّ على ان تتضمن الاعتراف باستقلال فلسطين باعتبارها جزءاً من الامة العربية. ولنقرأ ما قاله في هذا السياق علي عباس المالكي مندوب الشريف الحسين الى فلسطين سنة 1923. "ان المعاهدة قد عرضتها على مولاي حكومة صاحب الجلالة البريطانية وفي بعض موادها ما لم يسترح له فؤاده فعدلها تعديلاً مهماً نص فيه على استقلال البلاد الفلسطينية استقلالاً تاماً مطلقاً يخولهم ادارة انفسهم كمستقلين، واختيار طريقة حكمهم بأنفسهم، فترك هذا التعديل وعد بلفور في حكم انه لم يصدر او يقضى عليه بالموت، ويؤكد لكم جلالة سيدي الملك ان الحكومة الانجليزية اذا لم تقبل ان تكون هذه المعاهدة بهذا التعديل وبما اقترحه عليهم لا يمكن ان يمضيها لهم، بل يرفضها بتاتاً. كما انه يؤكد بأنه لا يمكن ان يذهب شبر من فلسطين ما دام هو أو احد من اولاده على وجه الارض، بل لا بد أن يحافظوا على اقل قرية في فلسطين محافظتهم على البيت الحرام الى اخر نقطة من دمائهم". عبدالله كنعان، المرجع السابق ص 106.
لم يرق ذلك لبريطانيا، وكان ان انتهى الامر بالشريف الحسين بن علي الى المنفى مؤثراً ذلك على ان يفرط بحقوق الامة الاسلامية والعرب. وكشاهد على حب هذا الشريف الهاشمي للقدس وفلسطين وصيته لأعيان القدس بأن يدفن في رحابها، وكان له ما أراد حيث "يقبع ضريح شهيد الامة العربية في الرواق الغربي للحرم القدسي في المكان المعروف اليوم ب"دار العفيفي". المرجع السابق ص 107.
ويخلفه الملك المؤسس عبدالله الاول وهو القائل: "فلسطين عربية ويجب ان تبقى عربية الى ما شاء الله وان الصهيونيين ليس لهم فيها ادنى حق". وكوالده الشريف الحسين بن علي وقف الملك المؤسس في وجه كل المؤامرات الصهيونية في ظرف عربي مؤلم لم يصغ الزعماء العرب الاخرون مع الاسف لحكمة هذا الملك الذي كان يقرأ الواقع العربي قراءة واعية بعيداً عن العواطف والاندفاعات التي اثبتت الايام عدم جدواها.
رحم الله الملك الشهيد عبدالله بن الحسين القال "لا اريد ان اعيش لاشاهدهم (اي اليهود) في الاماكن المقدسة سوف اذهب الى هناك واموت على اسوار المدينة. (نقل هذا القول الباحث سليمان الموسى عن الفريق جلوب باشا).
ويمضي الملك المؤسس شهيداً الى رحاب ربه. ويخلفه نجله الملك طلال الذي سار على نهج والده وهو القائل "اطمئن العرب على ان ما في ايديهم اقدس ما فيه القدس". الا ان المرض داهمه مبكراً فانتقل الى رحاب الله قبل ان يتم مشروعه النهضوي العربي لتحرير فلسطين.
ويخلفه نجله الحسين بن طلال رحمه الله، الذي حمل بأمانة رسالة أبائه واجداده، تمتع المغفور له الحسين بن طلال ببعد نظر غاب عن كثير من الزعماء والقادة العرب. ظل وفياً لقضية فلسطين. لحقه من التجني ما لحق جده من تهم اثبتت الايام انها تهم رخيصة لا اساس لها. ويأتيه اليقين اثر مرض عضال ليأخذ الرايه بعده شبله الملك عبدالله الثاني الذي تعيش القدس في ضميره كما عاشت في ضمير آبائه واجداده الغرّ الميامين. فلسطين في قلبه ووجدانه يحاول جاهداً حلّ قضيتها مؤكداً ان القدس هي مفتاح السلام.
في الختام احيي الاستاذ عبدالله كنعان الذي خلد مدينة القدس. بهذا السِّفر الذي لا يُضاهى بموضوعيته وتوثيقه المنقطع النظير.

robroy0232@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :