facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل يثق الأردنيون بجيشهم ؟


22-06-2016 01:49 PM

كتب: د. سامر أبو رمان

طالما كان السؤال عن مدى الثقة بمختلف مؤسسات الدولة -لاسيما الأمنية منها- من المؤشرات الهامة على استقرار النظام السياسي وطبيعة متانة العلاقة بين الشعب ومكونات النظام.

ومن هنا يتكرر هذا السؤال في عدة مشاريع استطلاعية عالمية إحداها مسح القيم العالمية، وقد أتيحت لي فرصة المشاركة في موجته السادسة قبل عدة أعوام، وكتابة بعض الدراسات بالاستناد لبياناته التي كان منها ما يتعلق بثقة العرب في جيوشهم، وقدمت نتائجه العام الماضي في المؤتمر الإقليمي للرابطة العالمية لبحوث الرأي العام (WAPOR)، وأكتب هنا بعض ملامحه مع مناسبة الحادثة الأليمة التي أودت بحياة بعض شباب الأردن -رحمهم الله- في منطقة الركبان على الحدود الشمالية مع سوريا.

لم استغرب عندما استخرج لي المحلل الإحصائي نتائج ثقة العرب بقواتهم المسلحة، أن الأردنيين ثاني أكثر الشعوب ثقة بجيشهم من بين 11 دولة عربية شملها سؤال الاستطلاع في الموجة السادسة من مسح القيم العالمية ((World Values Survey حيث وصلت نسبة من قالوا: "أثق بدرجة كبيرة، أثق إلى حد ما" إلى (90.3%) .

ربما يكون الأردن من الدول القليلة التي يمكن أن يجتمع في البيت الواحد والعشيرة الواحدة والمجلس الواحد أحد منسوبي القوات المسلحة مع منسوبي بعض "الجماعات المتشددة" حتى أن بعض الضباط الكبار والمسؤولين يقفون في عزاء من كان يقاتل مع من تصنفه الحكومة أخطر تنظيم إرهابي!

ربما تكون هذه العلاقة من أبرز مصادر القوة في الأردن، ولذا عندما نقارن بعض نتائج الدول العربية الأخرى من نفس الاستطلاع التي كانت نتائج الثقة في جيشها متدنية وسرعان ما انقسم المجتمع والجيش كما حدث في اليمن حيث كانت الثقة ( 38.1% ).

ولعل ما يميز العلاقة أيضاً ظاهرة الالتفاف حول القوات المسلحة مع كل هجومٍ وتعدٍ عليه مقابل معاداة الطرف الأخر المعتدي، وهو ما ينبغي أن يفهمه من يفتحون صراعات وجبهات متعددة في الدول العربية أفقدتهم كثيراً من تأييد الرأي العام لهم كما كان واضحاً حيث تغيرت نظرة الأردنيين لتنظيم الدولة (داعش) بعد إحراق الطيار الكساسبة.

وبرغم مرارة ما حدث أمس 16 /رمضان من استباحة دماء شباب أردنيين من طبقة عامة الناس البسطاء منهم أبن العم والزميل والجار، يقومون بعمل نبيل طالما افتخرنا به في استقبال النساء والأطفال من إخواننا السوريين الذي يجدون بالأردن ملجأ يأوون إليه من نار الحرب والصراع الطائفي وفي الوقت الذي ينشر فيه الأردنيون صور أبنائهم من حرس الحدود في منطقة الركبان ويقارنون سلوكهم مع الجيش السوري النظامي الذي هجَّر نصف شعبه جرَّاء قصفهم بأعتى الأسلحة، لا ينبغي أن ينقطع العمل الانساني على الحدود السورية وتبقى أيادي الأردنيين النشامى ممدودة لإخواننا وقومنا من السوريين وغيرهم لتبقى ثقة الأردنيين بقواتهم المسلحة كما هي؛ فهذه إحدى الأسباب العميقة التي حفظت وتحفظ أردننا برغم الهزات المتتالية .






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :