facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الوطن في خيمة .. ذيبان : لا تتهموا أحداً


د. نزار قبيلات
24-06-2016 04:21 AM

كتب الشاعر السوفيتي الكبير ماياكوفسكي سيد أزمنة الثورة و الانتحار في ديوانه "غيمة في بنطال" : يعود أبناء الأرض إلى أمّهم ..... الأرض" وفي ذيبان يعود الشباب مساءً إلى بيوتهم و أرضهم إذا ما وجدوا من لا يعرفهم على سبيل نخوتهم و لهجتهم، هم الأردنيون في تضاريس السهل و الواد، أبناء الأرض والقمح، أصحاب الجباه السمراء المجبولة بلذيذِ أشعة الشّمس والعرق المسكوب في المآقي، يعود الشباب في ذيبان كما في منشية بني حسن و بصيرا و الطرّة .... يعودون إلى بيوتهم محمّلين بكفوف تصفُق على وقع أوفٍ على أوف، يعودون بجيوب يملؤها الفراغ و البطلان إذا لم يجدوا من يربت على أكتافهم، لا من يضربها بقسوة العصا ولفّة الجنزير، في ذيبان يعود العاطلون عن العمل إلى البيت وأحياناً إلى بيت صديقٍ لهم أو إلى دوار ذيبان أو إلى ناصية مطعم أو محل خضار ....يعودون محاولين رصد تقاسيم المساء الذي غادر نوافذهم التي انتظرت الفرج الحكومي المنصوص عليه في كتب التكاليف السامية، وقرارات الدوار الرابع مع وقف التنفيذ،.... يعودون إلى الخيمة هناك فقد صارت البيت الجديد الذي بُني دون ان يستدينوا من بنك يفرض فائدة إسلامية.
في ذيبان صارت أخبار الفساد أكثر ما يحضر على موائد الشبيبة؛ فباتوا يتوقفون عن لعب "الطرنيب" و "الهَند" ويصيخون السمعَ أكثر إلى قصص الفساد هناك في الطابق الخامس من كل شركة نهبها أبناء الذوات و الياقات "الموف"، إنهم للوطن نبضُه ذاك الذي توقف في قلب " هاني أبو قاعود" شهيد الفجر على باب مكتب مخابرات البقعة، في ذيبان يعرف الشباب أن روحَ القيادة الملكية روحٌ شابة، لكنهم متأكدون من أن روحَ وزارة الداخلية ومحافظيها روحٌ هرمة تتعامل بالغلّ والتجبر. ففي مدينة درعا "بلا قافية" أخفى الحكّام الإداريون برقية الشّام التي طالبت أول الأمر بحلٍّ أهلي وفوري، وراحوا يخبطون بخمساتهم على الطاولات العريضة أن الحل أمني أمني، فصُمّت الآذان والنتيجة أن ابتلع اللونُ الأسود ثلثي سوريا تحت تفسيرات مجتزأة وهوائية و مسمومة لنصّ شريف يستهل بـ"لا يؤمن احدكم حتى....." فتوقف السارد وصدق المروي عنه.
كيف لخيمة ان تهدد أمن الوطن، وقد قدّمت قبل أيام أحد أبنائها قربانا له، كيف لشباب سلميّ الطرح ان يكون خارجا عن القانون، كيف لشباب رفضوا التحول لعالة على كاهل الاخرين أن يرفضوا الحرز على الوطن، شباب يرفضون الاستجداء من الأثرياء ويمقتون دفتر الديون يرفضون أن يتحولوا إلى لصوص وسرّاق يهددون أمن البلد الذي أصرّوا ومن اليوم الأول ان تكون الخيمة له ؛ ضد الفوضى مع جلالة الملك، ضد الظلامية مع التنويرية و المضي، ضد الديكتاتوريات مع النهج السّلمي المشروع، ضدّ التدخل الخارجي مع الخيمة برائحة قهوتها وانسكاب دخانها في سماء البلدة. الخيمة يا سادة لم ترمِ حجراً على أي طرف، لم تبادر بالقذف أو بالشتم والسّب، الخيمة يا سادة هي رقعة تختزل بؤس الشباب الأردني اليوم، وتعكس تحديات التنمية الاقتصادية واتساع رقعة الفقر، إذ للقارئ الفطن ان يجد ذلك في كتاب تكليف جلالة الملك الأخير لحكومة الملقي، شباب يعاني ضآلة الفرص وضيقها وغلاء الأسعار الذي طفق يشتد ويطوق الأعناق و الأرزاق، خيمة أردنية تشبه بتصويرها القصة السينمائية في فلم "كباريه" المصري، الذي فصّل المشهد المصريّ ومثّل شخوص مجتمعه في مساحة كباريه فقط، وهنا الخيمة التي نريدها ان تظل خيمتنا جميعا لا تطلق النار على الدرك ولا تصدّر الشتائم و القبيح من القول والتهم، إذ أخلاق الأردنيين هي خيمة العزّ التي بنوها منذ أيام الخبز و الشّاي.
أيها الشباب في خيامنا و عتباتنا و قرانا ارموا الدّرك بالزهور، و حيّوهم بالكفاف الحمر، ادعوا المحافظ إلى رشفة ماء من سيل الوالة، و إلى تعليلة يحيطها ضوء النار في مشاريق ذيبان ومليح، ادعوا وزير الداخلية الذي زار معان أن يزورَ أعمامه في جبل بني حميدة و المريجمات في لب و الدليلة، إذ حق الجيرة قائمٌ بيننا وبينه، فهيا بنا أيها الشباب إلى نصب خيمة للوطن، رداً على كل يدّ تحاول "وزّ" النار ودسّ السم في عروق لحمتنا، فقد بات من المُلح على الحكومة أن تتبنى دعم مشروعات صغيرة للشباب العاطلين عن العمل، و أن توفر فرص عمل وشراكة مع مشاريع القطاع الخاص.
علينا جميعا أن نحافظَ على لوزنا و زيتوننا و محراث أجدادنا، وأن نغرس عيوننا في جبين الوطن ونقبله عاش الوطن عاش الوطن، فلن نتهم أحداً ولن يتهمنا أحد لأننا في الأردن أبناء خيمة واحدة و شيخ واحد.





  • 1 د. منذر المصري 24-06-2016 | 04:57 AM

    أنتم شعب ..........

  • 2 تشويه 24-06-2016 | 08:19 AM

    يا حبيبي شفت فيديو الخيمه كله مسبات من ........ فا لاتحولهم لحملان

  • 3 للأسف 24-06-2016 | 04:23 PM

    هؤلاء الشباب لا يريدون العمل فلا يحصدون ولا يقطفون زيتون ولا يزرعون ولا يبنون بيوت بل يريدون النهب والسلب لفشل أهلهم في تنشئتهم.

  • 4 ابن ذيبان 24-06-2016 | 04:50 PM

    خلطت الحامل بالنابل.......... وربطت الشهداء بالمتسلقين يا اخي الم يعرف عليهم وظائف ورفضوا يا اخي

  • 5 أردني 25-06-2016 | 03:35 AM

    الله لا يسامحكوا في اللي تعملوا في الوطن

  • 6 Ata 26-06-2016 | 01:32 AM

    انت رائع ايها الكاتب ..بمعنى الكلمة

    ما احوجنا الى الحكمة...كل الاحترام

  • 7 Ata 26-06-2016 | 01:33 AM

    انت رائع ايها الكاتب ..بمعنى الكلمة

    ما احوجنا الى الحكمة...كل الاحترام

  • 8 المهاجر 26-06-2016 | 10:34 AM

    ابدعت

  • 9 بلال الحمايده 27-06-2016 | 07:25 PM

    متى ودكو تصحو .........شباب ذيبان طلبو وظائف لا اكثر

    وهم الرجال الرجال اخذو حقهم رغم القمع الذي استهدفهم من وزير الداخليه والاجهزة الامنيه شباب ذيبان رمز للصمود في وجه الفاسدين والصوص الذين نهبو خيرات الوطن لله درك يا ذببان العز والفخر الله يحفظها وأهلها ذخرا للوطن

    الى .........التاريخ يا سحيجه


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :