"يا جبل ما يهزك ريح" .. المحامي /عبد اللطيف العواملة
26-06-2016 03:54 AM
تسللت يد الغدر للمرة الثانية في رمضان لتحصد شهداء اردنيين اخرين و هذه المرة من الجيش العربي و الامن العام و الدفاع المدني. رحمهم الله جميعاً و تقبل شهادتهم و جزاهم، عنهم و عنا، خير الجزاء.
كم دفن الاردن و شعبه العربي الاصيل من مؤامرات و مخططات مشبوهة على مر تاريخه المشرف؟ و ها نحن اليوم نتصدى لحملة جديدة من الارهاب الجبان. صحيح ان هذا البلد الآبي بحجم بعض الورد، و لكنه شوكة تقض مضاجع اعدائه من بعيد و قريب. الاردن قلعة المنطقة العربية و رقمها الصعب. هذا بلد الرجال الذين صدقوا الوطن ما عاهدوه عليه مرة بعد مرة و بذلوا ارواحهم في سبيله حتى يكون صامداً متماسكاً ذو سيادة، عصي على الاعداء. و لن يسمح هولاء الرجال لاحد ان يستبيح وطننا لتنفيذ اية مخططات اجرامية قذرة كما تم في بلدان اخرى من حولنا حولها الغرباء المتوحشون الى رقاع شطرنج.
نحن عون لجميع اخوتنا و مغيث لكل ملهوف و لكننا نحمي حدودنا و امننا بالافئدة و الارواح و نذود عن حمانا بالغالي و النفيس. لم و لن يسمح رجال الاردن لاحد مهما كان ان يستبيح سيادتنا او ان يغير من نهجنا الوطني و القومي آلابي. الاردن جبل لايهزه ريح.
لن تضير الاردن اعمال الارهاب ضده و التي تقودها فئات ضالة مضللة لا تعرف للاخلاق او الشرف اي معنى. و لن تمس هذه الاعمال الاجرامية الاردن او مواقفه القومية من قضايا امتنا العادلة. يراهن اعداء الاردن و اعداء الانسانية على جره الى مستنقعهم الذي اغرقوا فيه محيطنا العربي بشكل شبه كامل، و لكن الاردن عصي عليهم، فحكمه هاشمي رشيد، و وحدته الوطنية متجذرة، و فلسفته العربية راسخة، و ملكه و شعبه و جيشه و اجهزته الامنية في خندق واحد.
كل المحاولات الارهابية الماضية باءت بالفشل ليس لضعفها و قلة حيلة من يقف خلفها، بل لقوتنا و ثقتنا بانفسنا. لن تهز كل هذه الجرائم الاردن و لن تدفعه للخروج عن خطه المشرف و الواضح و النزيه. يمكن لاعوان ابليس في بعض المليشيات الارهابية ان يتوعدوا و يقوموا ببعض المحاولات، و لكنهم لن يستطيعوا تحدي وطن وضع نصب عينيه ان تكون رايته الراية الهاشمية. لن ينجحوا في استدراج الاردن الى حروب عصاباتهم لان عنوان الاردن هو الحسم، فقادته اشراف و شجعان و حكماء، و رجاله اقوياء نبراسهم الانتماء.
عاش الوطن وحفظ الله الاردن، بمليكه المفدى و ولي عهده المحبوب، و جنبه كل سوء و تقبل اللهم شهدائنا عندك و اجمعهم مع الصديقين.
* لواء متقاعد