facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين صيام النفوس وصيام الأجساد


د.فايز الربيع
26-06-2016 09:51 PM



اسرار آيات الصيام لا تنقضي ؛ الصوم عبادة عظيمة ومن هنا كانت متصّلة لدى كل الأمم ( كما كتب على الذين من قبلكم ) في بداية شهر رمضان يتداول الناس ما يسمى ( بألامساكية ) . وهذه أفضل وصف لصيام الاجساد وهو الامتناع عن الطعام والشراب وكل الشهوات . أما صيام النفوس فهو المرحلة الأعلى من الصيام والتي ترتبط بمصدر الخلق وهو الخالق . ومصدر الطاقة السرمدية والقوة التي لا تنضب . فيكون السمو فوق التعب والجوع .
الأيات التي تحدثت عن الصيام . أعطت الرخصة ( للمريض والمسافر ) واكملت ( أن تصوموا خيراً لكم ) – واحدة من القضايا المطروحة للنقاش . هي الاستنباط من مصدر التشريع الأول – القرأن الكريم – وبما أن الأمر يتعلق بالعبادة – فالنص واضح في الرخصة . دخل على الرخصة موضوع يهم غالبية نساء المسلمين وهي ماذا تتصرف المرأة ( الحائض ) – الأحاديث الواردة في هذا السياق تتحمل اكثر من استنباط ؛ والأية لم تشر الى ذلك مع أن الموضوع يتعلق بركن الصيام . ما يمكن طرحة في هذا السياق هو استنباط يقول إن المرضى – وليس كل حائض تستطيع الصيام – وهو أمر قابل للنقاش بالرغم من انه مستقر في اذهان المسلمين وفي فتاوى العلماء أن الحائض تفطر – وتقضي الصيام .
ما كان متداولاً في المدينة – وعند اليهود – وفي شريعتهم – قساوة تتعلق بالمرأة الحائض من حيث الأكل والمجالس وغير ذلك – واندرج جزء من هذا التشريع عند المسلمين .
وإن الأية التي تناولت ( المحيض ) – لم تشر الى موضوع العبادة بل أشارت الى العلاقة الزوجية جزء من الأية الاخرى المتعلق بقوله تعالى ( ولتكبروا الله على ما هداكم ) – ما هي صيغة التكبير – هل هو ما نفعله بعد الصلاة – من التسبيح والتكبير ؛ أم ان التكبير له معنى أخر – يتعلق بتعظيم شرع الله – وتعظيم الله – في القلوب اولاً . حتى تحصل الوجوه على نضرة النعيم .
لماذا جُعل الصيام تكفيراً لاشياء كثيرة – للقتل الخطأ – للمظاهره من النساء – لليمين المعقّد – إذن للصوم فائدة وتأثير شيء كبير وكثير جداً وهو سحب الطاقة السلبية من الانسان عندما يخطئ ؛ فكيف يتحول الصيام الى سبب من اسباب الاخطاء والعنف – هو شرعّ كي يقلل من العنف حتى في حالة الخطأ فكيف يكون سبباً للعنف – إذن هو ليس الصيام المقصود في الأية الكريمة ( لعلكم تتقون ) .
من هنا يمكن ان نفهم كيف فهم المسلمون الاوائل معنى الصيام عملياً وكانوا مجاهدين وهم صائمون – يفتحون الأقطار – لأنهم فتحوا النفوس وبدون ذلك فأن المقارنة صعبة بين ما نقوله عن التاريخ ونتحدث به عن فعله المسلمون وهم صائمون ؛ وما يفعلونه الأن – نعم هم يجاهدون الأن ولكنهم يجاهدون ببعضهم البعض – فرادى وجماعات. وهذا اكبر تحول لمعنى صيام النفوس عندنا نحن المسلمين .
القرأن تحدث عن الأيام المعدودات ( اياماً معدودات ) . وأشار ( ولتكملوا العدّه ). ومن هنا لابد من استكمال الصيام بالعدد . ومن هنا كان القضاء اذا كان هناك عذراً في الإفطار .
اما القضية التي شغلت وتشغل بالي فهي قضية توقيت الإمساك وتوقيت الإفطار ؛ القرأن تحدث عن الفجر ؛ والفجر من الانفجار . وهو انفجار الضوء – فهل الأذان لصلاة الفجر ؛ مرتبطة ( بالخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ) – وإذا ربطنا ذلك بقوله تعالى ( ثم اتموّا الصيام الى الليل ) – والتمام هو غير الإكتمال – الوارد بقوله تعالى ( اليوم اكملت لكم دينكم ) – أي جاء الدين عبر سنوات طويلة حتى اكتمل ولكنه أشار الى ( واتممت عليكم نعمتي ) ؛ فماذا يعني تمام النعمة – هو بعد الأكتمال وإتمام كل الحلقات المطلوبة بالتفضيل – وماذا تعني كلمة ( الليل ) لماذا لم تشر الأية الى الغروب ؛ مع أن كلمة الغروب قد وردت في القرأن الكريم ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ) ولكن الأية اشارت الى الليل ؛ ماذا نعني بالليل ؛ وهل هو غير الغروب هل الإفطار مع الأذان تسبيقاً للوقت مع ربطه بالخيط الأبيض والأسود هي قضية ايضاً تهم كل المسلمين لإنها مرتبطة توقيت الأفطار .
يشهد الله انني لم اقصد إثارة هذه القضايا – اثارة بلبله – أو تشويش – ولكنها تساؤلات تفرضها قضية التدبّر التي طلب الله منا ان نتمثلها عند قراءة القرأن ( ليدبرّوا أياته ) . مع يقيني أن الصادق الصدوق المصطفى صلى الله عليه وسلم لا يمكن ان يشرّع لنا ما يتناقض او يتعاكس مع القرأن الكريم وهو الذي يبلغنا عن الله سبحانه وتعالى ( ولو تقولّ علينا بعض الاقاويل ) ثم يحذره أشد التحذير من ذلك فهي اشارة تدعونا الى محاولة الاستنباط من النصوص ومقارنتها – دون ان يكون كلا منا نسخ مكررّة عن كتب ضمن ما اسميته ( تعليب التعليم ) ( وتحنيط المعلومات ) ونقلها كما هي دون تمحيص .

Email: drfaiez@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :