facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ديكتاتورية الحقيقة و غياب المنطق


عدنان الروسان
15-07-2016 11:04 PM

الحقيقة ديكتاتورية عنيدة لا يمكن ان يثنيها عن رأيها أحد ، و هي الوحيدة التي لا تقهر في معاركها ، الذين ينهزمون هم الذين يغيبون المنطق و لا يفهمون الحقيقة المجردة و يأخذونها بعين الإعتبار ، فهي كالرياضيات و الفيزياء لا تتأثر بالعواطف و لاتلين لها قناة أمام النفاق و الإنكار ، و الحقيقة الماثلة أمامنا منذ سنوات أن هناك ارادة ثابتة في الغرب المسيحي اليميني المتطرف و خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا و بريطانيا على الترويج للإرهاب على أنه اسلامي بحت ، و بغض النظر عن بعض التصريحات هنا و هناك لبعض المسئولين بين الحين والأخر على عدم جواز التعميم ، و أن الإسلام دين تسامح و أن الذين يقفون وراء مابحدث ليسوا الا أفرادا و جمعات صغيرة إلا ان ذلك لا يعدوا كونه رفع للعتب ، أما الحقيقة التي تفرض نسها بقوة هو أن الغرب يريد ان يرسخ في الأذهان أن الدين الإسلامي هو دين ارهابي.
عدد التنظيمات المسلحة ، جهادية كانت ام انتحارية ، اسلامية ام قومية ام وطنية جادة أم عبثية تحمل فكرا و ايديولوجية أم مجرد مرتزقة و تجار حرب بات عددها أكثر من عدد الدول المنضمة للأمم المتحدة ، وصار تعداد افرادها مجتمعة بمئا الألوف ان لم يكن تعدى ذلك بكثير و لم يعد مقتل مائة او مائتين من البشر ، أو نزوح الاف الطفال و النساء من بيوتهم الى العراء تحت حر الشمس و قر الشتاء خبرا يستحق الإهتمام ، و صارت الأمم المتحدة منظمة للمرتزقة من كبار الموظفين الذين يتقاضون رواتب عالية جدا و يعيشون في نيويورك و يطلقون التصريحات التي لا قيمة لها.
هل من مصلحة الغرب المسيحي اليميني المتطرف ان يداوم على هذه الوتيرة من الغباء المستحكم و ان يدفع هذه الأثمان العالية جدا من مواطنيه و رفاه مجتمعاته ليدافع فقط عن مصالح النخبة الرأسمالية الأمريكية التي تمتلك " فرانشايز " العولمة و الرأسمالية التي هي على وشك الإفلاس والسقوط أمام نجاح التجربة الإقتصادية الإسلامية الناجحة على محدوديتها ، هل على العالم أن يبقى رهينة بأيدي الكنيسة الإنجيليكنية اليمينية المتطرفة التي تمسك بخيوط اللعبة بالمشاركة مع المحافل التي تدير الحكومة العالمية الخفية التي لا تعيش الا على الدماء والموت و القتل بغض النظر عن دين الضحايا و لون الدماء و روائح الموت من أين تهب .
هل التمييز في النظرة الإنسانية البحتة الى الحياة و الموت يخدم الغرب المسيحي المتطرف ، هل من المعقول ان يطير ثلاثة أرباع زعماء العالم الى باريس كلما قتل بعض الفرنسيين للتعزية و الحداد و حينما يستشهد و يجرح عشرون عربيا مسلما " غير ارهابيين بالمناسبة بل ممن يخوضون معركة كسر عظم مع الإرهاب دفاعا عن المجتمع الدولي " حينما يموت هؤلاء لانجد خبرا واحدا عنهم في صدر اي صحيفة غربية مهمة ، هل هذا يخدم الغرب المسيحي اليميني المتطرف ، إن كان كل ذلك يخدمه فإن النار ستشتعل بقوة ، و سيحرق اليمين المتطرف الغربي المسيحي الأخضر و اليابس بدعوى أنهم يقاتلون الإرهاب الإسلامي و الإرهابيون المسلمون.
الإسلام دين السلم والسلام و العدالة و ليس في تاريخ المسلمين مذبحة واحدة في حروبهم مع الغير ، غير أن ما يقوم به اليمين المسيحي المتطرف هو الإرهاب بعينه و هو المسئول عن الحادي عشر من سبتمبر و المسئول عن شارلي ايبدو و المسئول عن نيس يوم أمس و هو الذي سيكون مسئولا عن كل الدماء و الجثث التي سنراها في كل انحاء العالم ، لماذا لا يحزن الوروبليون على قوافل الموتى اليومية التي تغادر بصمت عالمي مطبق في العراق و سوريا و اليمن و ليبيا و البحر المتوسط ، لماذا يصمت الغربي المسيحي عن كل ما يفعل في مصر الا اذا كان المفعول به اوروبيا كجيني الإيطالي.
إن حالة النفاق و الكذب التي يعيشها الغرب المسيحي اليميني المتطرف و هنا " لمن يريدون ان يصطادو في الماء العكر " نقول اننا لا نقصد في اليمين المسيحي المتطرف البسطاء من المسيحيين و ليس لدينا ماء عكرا ليصطاد به أحد فماءنا صاف لا عكر فيه ، و كلامنا واضح لا لبس فيه و اشاراتنا صريحة لا غموض بها ، نحن ضد الذين خلقوا الإرهاب في المنطقة ضد الرؤساء الأمريكين الذين صرحوا أمام كل شبكات الإعلام العالمي أنهم قادمون الى الشرق في حرب صليبية قبل أن يكون هناك داعشا و فاحشا و غيره .
إننا مقبلون على ايام سوداء و نحن نعرف ذلك و لكن الأوروبيين و الأمريكيين لا يشعرون بعد بعمق الأخدود الذي يحفره زعماؤهم لهم بتأجيج الحقد الطائفي بين المسلمين و المسيحيين و لن ينجو احد من المحارق و الحرائق التي ستزداد اشتعالا مع كل تصعيد غربي على بلاد المسلمين.
إن الحقيقة ديكتاتورية لا تجامل و لا تخجل من أحد ، و الحقيقة المرة أن الغرب ينجح كل يوم في توسيع الشقة بيننا و بينهم و أن الغرب مهما اوتي من قوة و جبروت فلن يتمكن من القضاء على الإسلام و لن يتمكن من قتل مليري مسلم تقريبا على سطه هذا الكوكب ، و لن يتمكن من البقاء زعيما للعالم فدورة الحياة تستمر ، و سنن الكون اكبر و اقوى من باقي السنن بما فيها سنن اليمين المتطرف المسيحي الذي يحاول تدمير نوعية الحياة البشرية على كوكب الأرض حتى يضمن بقاء نخبة من مصاصي دماء الشعوب المختبئين وراء جدران المحفل الملعون الذي يمتليء بأموال فقراء العالم و دمائهم و لقمة رزق اولادهم.
لسنا مضطرين للمجاملة كثيرا فلم يعد ينفع النفاق ، لا نشعر بكثير من الحسرة و الألم على القتلى هناك او او هناك ، رغم أنهم ابرياء لأن من هناك لا يشعر لا بالألم و لا بالحسرة على من يموتون في سوريا و العراق و ليبيا ولا في الركبان و ابقعة و غيرها.





  • 1 ...... 16-07-2016 | 01:42 AM

    طيب شو عرفك ب "سنن الكون"؟؟؟!!!

  • 2 تيسير خرما 16-07-2016 | 08:47 AM

    يحاول البعض ربط الثقافة العربية الإسلامية بجرائم إرهاب عبر العالم ويتجاهلون علاقة جوهرية بين مرتكبيها وبين جوانب سلبية بثقافة غربية معاصرة سيطرت على شباب العالم حيث تتساهل في هدر قيم إنسانية أساسية أقامتها أديان سماوية مع تقلص تأثير العائلة على أبنائها أمام سيل جارف من أفلام أكشن مرعبة وألعاب إلكترونية متوحشة ومع وفرة أسلحة فردية فتاكة ومتفجرات متطورة وإنترنت خارجة عن السيطرة يتم عبرها غسل أدمغة وتجنيد وتدريب بينما تقوم أي جهة سرية بتوفير موارد وإدارة وتخطيط عمليات وأي جهة أخرى ترى فتتبنى.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :