facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




البكاء على ديمقراطية تركيا!


حلمي الأسمر
18-07-2016 01:09 AM

في الموروثات الشعبية يقولون: عدو جدك ما بودك! ومن باب التجوز، نستذكر هنا الأب الروحي للصهيونية، مع أبينا الرمزي في زمن هذا الأب: السلطان عبد الحميد الثاني، هذا الأب الذي ارتبط اسمه في المخيال الشعبي والنخبوي بالتخلف، فكان من يُراد أن يوصف عقله بالتحجر، يقال له «حميدي» هذا «الجد» رحمه الله، كما أصبح معروفا للجميع، مما لم نتعلمه في المدارس، هو من أخر قيام المشروع الصهيوني الاستعماري في فلسطين، ومنع بيع أرض فلسطين لليهود بمراسيم سلطانية صارمة، رغم سخاء العرض الذي قدمه أبو الصهيونية هيرتزل، الذي قضى شهرا في «الآستانة» يتحايل للقاء السلطان، وقد حاول إقناع صديقه نيوزلينسكي ذي العلاقة الحسنة والطيبة مع السلطان، بالتوسط له لدى السلطان للقائه، قبل عبد الحميد الثاني وساطة نيوزلينسكي، وقدم وصديقه هرتزل في حزيران/ يونيو 1896 والتقوا بالسلطان عبد الحميد الثاني، وكان السلطان يحرص على توثيق جميع اجتماعاته ولقاءاته، وحسب الوثيقة التي وثقت هذا الاجتماع؛ بدأ هرتزل قوله بتعبيره عن خالص احترامه وتقديره للسلطان الكبير عبد الحميد الثاني ومن ثم تطرق إلى موضوع فلسطين قائلًا: «إن الأمة اليهودية ومنذ زمن طويل تتعرض لأقوى وأبشع أنواع الذل والاستحقار والإقصاء، ومن أجل تخليصها من أنواع العذاب الشرسة هذه، فإن كل ما نريده هو قبولكم لهجرتهم لفلسطين لا لشيء سوى إنقاذهم من التمييز البشع الذي يتعرضون له في أوروبا والقيصرية الروسية وأتعهد لكم في مقابل قبولكم هذا بسداد جميع ديون الدولة العثمانية وحتى تزويد الميزانية والخزينة العثمانية بفائض عن حاجتها». فرد عليه السلطان العثماني بالقول «لا أستطيع بيع حتى ولو شبر واحد من هذه الأرض، لأن هذه الأرض ليست ملكا لشخصي بل هي ملكٌ للدولة العثمانية، نحن ما أخذنا هذه الأراضي إلا بسكب الدماء والقوة ولن نسلمها لأحد إلا بسكب الدماء والقوة والله لو قطعتم جسدي قطعة قطعة لن أتخلى عن شبرٍ واحد من فلسطين».
استدعيت هذه الواقعة التاريخية المضيئة في تاريخ «العثمانيين» الذين تعلمنا في المدارس، أنهم كانوا «يستعمروننا!» وأنا أقرأ عددا من مقالات الكتاب العبريين، المنشورة في صحفهم أمس، وجلها تتباكى على الديمقراطية التركية، بعد فشل الانقلاب العسكري في تركيا، على اعتبار أن هذا الفشل توج أردوغان سلطانا أوحد على تركيا لعشرين سنة قادمة، ولا يخفي هؤلاء الكتبة دموع التماسيح، التي يذرفونها على مستقبل «الديمقراطية العلميانية» حيث صوروا الانقلاب وكأنه محاولة للدفاع عن إرث أتاتورك، في وجه «الفاشية الإسلامية» لأردوغان، والغريب هنا، أن من ذرف الدموع أيضا، مع اليهود، عرب فصيحو اللسان، يسمون أنفسهم تنويريين، يرون في أردوغان دكتاتورا، وتمنوا من أعماقهم لو نجح الانقلاب والتف حبل المشنقة حول رقبة الرجل، كما حصل مع سلفه ابن حزب الشعب، حزب أتاتورك العلماني، عدنان مندريس الذي أعدمه الجيش لأنه أعاد الأذان باللغة العربية، وسمح بقراءة القرآن الكريم!
أردوغان، هو حفيد عبد الحميد، والفاتح، والقانوني، وغيرهم من سلاطين الدولة العثمانية، ولكن الزمن هو غير الزمن، والأدوات تتغير، بتغير الأزمان والأحوال، ولكنه كما قال يوما، لن يسمح لهم بأن يفعلوا معه، كما فعلوا مع علي عدنان ارتكين مندريس، رحمه الله!

الدستور





  • 1 .......لمعاني 18-07-2016 | 05:03 AM

    الدين والدمقراطية لا يلتقيان, ...........

  • 2 عزام 18-07-2016 | 07:40 AM

    جزاك الله خيرا على توضيح الرويا والحقيقه التى غفل كثير من الناس بل كل الناس بالرغم من ..............


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :