facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كتاب (الحسين ابا وابنا)


طاهر العدوان
24-08-2008 03:00 AM

بعد ان فرغت من قراءة كتاب الزميلة رندا حبيب »الحسين اباً وابناً« انشغلت في التفكير باهمية وجود مثل هذا الكتاب في المكتبة الاردنية, ووجدت انه ينقلنا خطوات واسعة الى الامام في مجال الكتابة التاريخية والسياسية.

ببساطة عملت رندا حبيب في كتابها الرائع على كسر حاجزين, الاول: التأسيس لهذا النوع من المؤلفات الذي تُستخدم فيه الواقعية والموضوعية نهجاً عند تناول جوانب من حياة القادة بعد رحيلهم وفي حياتهم, ومن مواقع نقدية احياناً. وهو امر نادر الحدوث في العالم العربي, باستثناء مصر التي شهدت اصدارات عديدة, باقلام سياسيين واعلاميين وعسكريين حول عهدي عبد الناصر والسادات. وبالتأكيد, يمثل كتاب حبيب خطوة شجاعة تفتح الباب امام مؤلفات من هذا النوع الذي يرتقي بالكتابة السياسية والاعلامية.

الثاني: كسر (الصمت) الذي يلوذ به السياسيون في الاردن والذي افقر رفوف المكتبة الوطنية من الاعمال التي تروي مفاصل التاريخ السياسي للبلد وتكشف اسرارها وما يختبئ خلف الاحداث من مواقف وشخوص. ومن المحزن ان نجد في مكتباتنا العديد من المؤلفات لامريكيين واسرائيليين عن الملك الحسين رحمه الله بينما لم يتصد سياسيون, رافقوا المغفور له خلال فترات طوال من حياته في معاركه السياسية والعسكرية, للكتابة عن تلك المراحل واطلاع القراء على ما عرفوا من اسرار بما يفيد تاريخ الاردن ويحفظ للاجيال حق معرفة قادتهم, وفي نفس الوقت لملء فراغ لم يتوقف الاعداء والخصوم عن الخوض فيه وكثير منه يتجنى على تاريخ المملكة ودور قيادتها الهاشمية.

يتصدى كتاب »الحسين ابا وابنا« في نصفه الاخير الى مرحلة الانتقال من عهد المغفور له الملك الحسين الى عهد الملك عبدالله الثاني وما سبقها من تغيير ولاية العهد. وهي حلقة زمنية ذات مكانة خاصة, ليس في تاريخ البلد فحسب, انما في ذاكرة الاردنيين الذين عايشوها وتفاعلوا معها بمشاعر وطنية غالبة.

واذا كان لي ان اسجل شهادتي عن تلك الفترة من زاوية تقييم الكتاب, ومن موقعي آنذاك كرئيس لتحرير »العرب اليوم« حيث عايشت تلك المرحلة, اقول بان الزميلة رندا حبيب لا تسرد وجهة نظر متأخرة من خارج الصورة عن تلك التطورات التي هزت المملكة, انما كانت من موقعها في وكالة الصحافة الفرنسية واذاعة مونت كارلو, جزءاً من صناعة تلك الاحداث اعلامياً, لانه في تلك الايام والساعات (الانتقالية) الحساسة والحرجة, غاب الاعلام الرسمي تماماً, فيما ملأت الفراغ اخبار رندا حبيب الخاصة والجريئة التي وجدت آنذاك صدى قوياً على صفحات »العرب اليوم«.

بالنسبة لي كصحافي, ارى ان اهم جوانب هذا الكتاب الكشف عن العلاقة الودية التي كانت قائمة بين الملك الراحل وبين الاعلاميين والصحافيين في السنوات الاخيرة من عمره, وهو ما منح الصحافة والاعلام الاردني مساحات واسعة من الحرية, واكتساب دور اساسي في السياسة والمجتمع, واذكر انني, وبعد نقاش مطول مع احد رؤساء الوزراء السابقين المقربين من المغفور له حول قضية داخلية, ان قلت له: لماذا لا تُطلع جلالته على رأيك هذا?. فاجابني (انتم الصحافيون تقابلونه اكثر مني). وهذه حقيقة تضع العمل الرائع للزميلة رندا في باب رد بعض الجميل باضاءة جوانب نبيلة وانسانية من شخصية قائد راحل عظيم ستظل ذكراه حيّة في قلوب وعقول الاجيال المتعاقبة.0





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :