المدارس الحكومية وتسلق قمَّة التميز
26-07-2016 02:14 PM
كتب: عبدالله الزبون
لم يستغرب المتابعون لخطوات الإصلاح والتطوير النوعية والمكثفة التي تعكف وزارة التربية والتعليم في السنوات الثلاثة الأخيرة على القيام بها ما حققته المدارس الحكومية من تقدم في سلم ترتيب أوائل ثانوية هذا العام ، لتحصد سبعا من العشر الأوائل.
هذا التقدم هو نتيجة حتمية، لجملة الإصلاحات الجريئة التي تبنتها الوزارة في هذه الفترة ، فكان لزاما أن تنعكس آثارها الإيجابية في أبرز مؤشر لأداء المؤسسة التربوية وهو امتحان شهادة الثانوية العامة.
زحف المدارس الحكومية للقمة لم يكن فقط في أوائل امتحان الثانوية العامة بل كان سابقا في المسابقات الدولية " إنتل وبيزا " والمسابقات الثقافية ، وغيرها من المسابقات حيث أصبحت بصمة مدارس التعليم المدرسي الحكومي واضحة في مجال التميز.
ما يثلج الصدر ويعطي الثقة بالخطوات التطويرية والإصلاحية الرائدة التي تتبعها الوزارة أنها تحقق مفهوم العدالة ، وهذا ما أظهرته نتائج التقييم سواء امتحان الثانوية العامة أو المسابقات و المنافسات العديدة ، إذ تقدم طلبة البوادي والأرياف ومدارسها ، ليشاطروا أبناء المدن والعاصمة سبق التميز ... وهذا مبتغى ومشتهى كل أردني ؛ في ان يكون توزيع المكتسبات على جميع أرجاء الوطن ولا يقتصر على العاصمة ومراكز المدن وهذا يؤشر بكل وضوح لما قامت به وزارة التربية والتعليم.
نرفع القبعات لوزارة التربية والتعليم في جديَّة وجرأة القرارات والثبات عليها ، و ندعو مدارسنا إلى التنافس فيما بينها ،سواء الحكومية أو الخاصة ، لاغتنام فرصة التغيير التي تقودها الوزارة لتسجل أسماءها على سلم التميز في بيئة ضمنتها الوزارة تخلو من الغش والفساد والواسطة والمحسوبية.
عودا على بدء فلا احد يستغرب ما حققته المدارس الحكومية من تميز ، ولكن لنتساءل هل ستستمر وتيرة التميز في هذه المدارس بالارتفاع أم هل تعيد المدارس الخاصة تقييم أدائها وتعدل من استراتجياتها لاسترجاع مكانتها في قضم حصة الأسد من التميز ، نتمنى ان تبقى المنافسة شريفة بين مدارس القطاعين العام والخاص ، إيمانا منا بأن الشراكة في مجال التعليم بين القطاعين ضرورة فكل منهما يكمل الآخر.