facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قراءة واعية لنتيجة الثانوية العامة


د. ناجي معلا
27-07-2016 10:49 PM

أوضحت البيانات المنشورة عن نتائج امتحان التوجيهي / الفرع الادبي للدورة الصيفية لهذا العام 2016 ان عدد المتقدمين للفرع الادبي قد بلغ 6039 طالبا وطالبة نجح منهم 1098 طالبا وطالبة بنسبة نجاح بلغت (18.2)
بالمئة .

والحقيقة ان القراءة المتمعنة لهذه النتيجة تبوح بالكثير ممن يمكن قوله حول فاعلية نظام تعليمنا الثانوي لهذا الفرع .

واذا أخذنا بالاعتبار ان مخرجات هذا النظام هي في الواقع مدخلات نظام تعليمنا العالي ( الجامعي) فان هذه النتيجة تصبح ذات اهلية عالية لأن تطرح وبشكل جريء وصريح على مائدة حواروطني لمناقشتها من حيث جوهرها وأبعادها واانعكاساتهاعلى المستوى التعليمي والثقافي للأجيال القادمة من أبنائنا الشباب .

ومن هنا ، فانني سأحاول في هذه المقالة القصيرة أن أسلط الضوء على الدلالات الهامة لهذه النتيجة وأبعادها وذلك كمبادرة جادة ومسؤولة لفتح النقاش حول هذه النتيجة .

ان النقاش الحقيقي لهذه النتيجة يجب أن يبدأ بالتعريف بمفهوم التعليم الثانوي والمخرجات المتوفعة من العملية التعليمية في هذه المرحلة .

ان جوهر الفلسفة الأساسية التي وقفت وراء طرح مفهوم التفريع (الفروع) في التعليم الثانوي والذي يعتبر الفرع الأدبي أحدها ، يكمن في اعطاء الطالب مجموعة من خيارات التعلم التي تتوافق مع قدراته ورغباته وطموحاته المهنية المستقبلية .

وبالتالي ، فان الفرضية الأساسية التي تقف وراء اختيار الطالب للفرع الأدبي تتمثل في ان اختياره كان وفق هذه المعطيات .

وهذا ما أكدته رسالة الاردن الوطنية في مجالي التربية والتعليم في المرحلة الثانوية .

فقد جاء فيها أن " التعليم الثانوي تعليم يلتحق به الطلبة وفق قدراتهم وميولهم ويقوم على تقديم خبرات ثقافية وعلمية ومهنية متخصصة تلبي حاجات المجتمع الأردني القائمة أو المنتظرة بمستوى يساعد الطالب على مواصلة التعليم العالي أو الالتحاق بمجالات العمل." وضمن هذا السياق فانني اود الاشارة الى توجهين استراتيجين للفرع الادبي للثانوية العامة وهما :

1. أن الفرع الادبي للثانوية العامة يركز على دراسة المواد الأدبية كمتطلبات أساسية، وكذلك مواد الثقافة الأدبية واللغوية والثقافة العامة والثقافة الإسلامية بما يتوافق مع قدراته وميوله.

2. ان احد المخرجات الرئيسة لعملية التعليم الثانوي في الاردن هو تكوين المواطن القادر على استخدام اللغة العربية في تعزيز قدراته على الاتصال وتنمية ثقافته العلمية والادبية ومراعاة مقومات البناء اللغوي
الصحيح للغة وتذوق فنونها.

ويبدو واضحا من هذين التوجهين ان مخططي عملية التعليم الثانوي في هذا الفرع قد راعوا اعتبار ان ما يتزود به الطالب في هذه المرحلة يجب أن يساعده على مواصلة تحصيله العلمي ، وبالذات في مرحلة التعليم العالي ( الجامعي ) وهو الامر الذي يعنيني ودفعني الى كتابة سطور هذه المقالة باعتباري ااستاذا جامعيا قضى من العمر ثلاثين عاما في مجال التعليم العالي .

وبناء عليه ، فانني وفي ضوء نتيجة النجاح في الفرع الادبي للثانوية العامة ان أسوق الدلالات الهامة التالية التي تعنيها هذه النتيجة :

1. ان التكامل بين ما تركز عليه عملية التعليم الثانوي وبين مخرجاتها يمثل بعدا استراتيجيا في منظومة التعليم في الاردن من أطراف العملية التعليمية تعود ؟ هل المعلم ؟ هل المناهج ؟ هل نظام التعليم نفسه ؟ هل البنية الاساسية لمعرفة الطالب ؟ ..هل.. هل..؟

2. اذا انتابنا االشعور بالتشاؤم واعتبرنا ان معدلات جزء من نسبة الذين نجحوا ربما لن تؤهلهم الى الدخول الى الجامعات لكونها دون المستوى الذي يؤهلهم لذلك فان نسبة هؤلاء يمكن أن تضاف الى نسبة من رسبوا في هذا
الفرع.
3. بما أن تكوين المواطن القادر على استخدام اللغة العربية في تعزيز قدراته على الاتصال وتنمية ثقافته العلمية.

والادبية ومراعاة مقومات البناء اللغوي الصحيح للغة وتذوق فنونها هو أحد المخرجات الرئيسة لعملية التعليم.

لثانوي في وفرعه الادبي تذوق فنونها فان انسبة لنجاح التي تم تحقيقها تشير الى انخفاض مستوى فاعلية العملية التعليمية فيحقيق الاداء المطلوب الأمرالذي يدعو الى لبحث عن الاسباب التي قادت الى هذه النتيجة .

4. ان نسبة النجاح االمتدنية لمحققة في الفرع الادبي للثانوية العامة ربما تطرح مجموعة من الاسئلة حول مدى قدرة.

االعملية لتعليمية عللى تحقيق بقية المخرجات االاخرى المتوفعة منها التي نورد فيما يلي بعضها على سبيل المثال لا الحصر :

- التكيف مع المتغيرات البيئية الخاصة بالوطن وأبعادها الطبيعية والسكانية والاجتماعية والثقافية وحسن

استثمارها وصيانتها و تحسين إمكانياتها وتطويرها.

- تكوين ذات ثقافية مستمدة من حضارة أمته في الماضي والحاضر ويدرك ضرورة الانفتاح
الواعي على الحضارة العالمية والإسهام فيها.

- التفاعل مع البيئة الثقافية الخاصة بمجتمعه ويعمل على تطويرها.
- تعزيز ثقته بنفسه وتقديره لإنسانية الإنسان واحترامه لكرامة الآخرين وحرياتهم

- استيعاب مبادئ العقيدة الإسلامية وأحكام شريعتها وقيمها ويتمثلها في سلوكه ويتفهم

ما في الأديان السماوية الأخرى من قيم ومعتقدات.

- السعي إلى تقدم وطنه ورفعته والاعتزاز به والحرص على المشاركة في حل مشكلات

وتحقيق أمنه واستقراره.

- استيعاب حقائق العلم المتجددة وتطبيقاتها ويتمكن من اختبار صحتها بالمنهج التجريبي

ومعرفة دورها في صنع التقدم الإنساني.

أخيرا ، فان ما يعنيني ضمن سياق النقاش حول هذه النتيجة هو خوفي ان تكون هذه النتيجة مؤشرا حقيقيا على ضعف نظام تعليمنا الثانوي للفرع الادبي وخاصة اذا كان لهذه النتيجة تداعيات على مدى قدرة هذا االنظام على تحقيق مخرجاته الأخرى وأهمها المشار اليها اعلاه .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :