facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"الآخر المختلف" في المجتمعات العربية


د. ايهاب عمرو
13-08-2016 05:00 PM


إمتازت الحضارة العربية الإسلامية بتنوعها الديني والفكري والحضاري الإنساني عبر العصور، وذلك يعد مصدراً إضافياً لتطور مجتمعاتها ونهضتها. ولقد أثبت التاريخ أن الحضارة العربية الإسلامية إنما إزدهرت بفضل إيمانها العميق بالتنوع والتعدد وقيم التسامح داخل المجتمع الواحد. وخير مثال على ذلك النهضة العلمية والثقافية والفكرية والحضارية التي شهدتها الأندلس إبان فترة الحكم العربي، والتي ساهمت دون شك في إستمرار التقدم الحضاري الإنساني، إمتداداً لما كان الإغريق قد قاموا به خلال الفترة السابقة من التاريخ، حيث شكلت الإكتشافات والمساهمات التي قام بها علماء وفلاسفة الأندلس إضافات نوعية وجديدة في مختلف الحقول، والتي إستفادت منها شعوب العالم قاطبة، خصوصاً قبل عصر النهضة في أوروبا. وقد حثت الشريعة الإسلامية الغراء على إحترام "الآخر المختلف" دينياً الذي يعيش في ذات المجتمع وتوفير الحماية له عند الضرورة. وتنص الدساتير والقوانين الوضعية كذلك على إحترام الخصوصيات الدينية والفكرية والشخصية وتعتبرها حقوقاً دستورية لا يجوز المساس بها بأي شكل من الأشكال.

إن إطلالة موجزة على الواقع الذي تعيش معظم المجتمعات العربية في الوقت الراهن كفيل بأن يدق ناقوس الخطر حول أهمية تعزيز ثقافة الإختلاف في تلك المجتمعات وإيجاد السبل الكفيلة بفهم "الآخر المختلف"، وذلك درءاً للمفاسد وجلباً للمنافع.
إننا أحوج ما نكون في الوقت الراهن لتعزيز إحترام "الآخر المختلف" داخل المجتمعات العربية، خصوصاً في ظل التطورات المتلاحقة التي تعصف بالمنطقة، والتي أدت إلى بروز الخلافات الدينية والعرقية والمذهبية والسياسية على السطح في كثير من الدول العربية، وهو ما يستتبع بالضرورة تأثر المجتمعات فيها بأية تأثيرات سلبية قد تحدث مستقبلاً، خصوصاً في ظل ضعف المنطلقات الفكرية -مع الإحترام- لدى البعض في تلك المجتمعات.
وتكمن الأساليب التي يمكن من خلالها إحترام "الآخر المختلف" في توجيه الطلبة في المدارس إلى أهمية إحترام الإختلافات الدينية والفكرية والحضارية بين أبناء الشعب الواحد، من خلال إتباع أساليب عصرية في التعليم تشحذ همم الطلاب والطالبات وتحفزهم على التفكير الإبداعي وإبتكار الإقتراحات، بعيداً عن فرض الرؤى والحلول من قبل المدرسين والمدرسات.
أيضاً، فإنه يمكن لوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والإلكترونية أن تقوم بدور في هذا السياق، عبر توجيه المجتمع من خلال برامج تشجع على إحترام الإختلافات الفكرية والدينية داخل المجتمع الواحد.
إضافة إلى هذا وذاك، فإنه يمكن لوزارة الأوقاف تخصيص خطبة الجمعة لتناول هذا الموضوع من زاوية دينية وأخلاقية وإنسانية، ما يساهم معه في خلق حالة وعي مجتمعي تدرء عن المجتمع ما لا يحمد عقباه.
كما يمكن للجامعات أن تقوم بدور توعوي من خلال عقد المؤتمرات وورش العمل ذات العلاقة بهذا الموضوع الهام، ما يساهم في إرشاد الطلبة إلى السبل الفضلى الكفيلة بتعزيز ثقافة إحترام "الآخر المختلف" بعيداً عن التعصب الديني أو القبلي أو السياسي، أو ذلك المتعلق بالنوع الإجتماعي. ويندرج كذلك ضمن تعزيز مفهوم "الآخر المختلف" معاملة الزائرين، خصوصاً السائحين منهم، بشكل لائق وحضاري وإنساني ما يعكس صورة مشرقة عن مجتمعاتنا العربية وحسن أخلاقنا وكرم ضيافتنا، خصوصاً أن السياحة تعد مصدر دخل قومي حيوي في معظم الدول العربية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :