facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أنظمة الانذار المبكر للطقس


المهندس فهيد الطعيمة
25-08-2016 02:01 PM

يقصد بالإنذار المبكر للطقس بأنه التنبيه والتحذير المسبق من الظواهر الجوية التي يمكن أن تسبب الخسائر في الارواح والممتلكات. وهناك العديد من هذه الظواهر مثل الامطار الغزيرة التي تؤدي إلى تشكل السيول والانجرافات والثلوج التي يؤدي تراكمها إلى تعطل حركة المواصلات الارضية والجوية، وعزل بعض المناطق بحيث يصعب الوصول اليها، إضافة إلى الانقطاعات في الشبكة الكهربائية وخطوط الاتصالات. كما أن الرياح الشديدة التي تسبب العواصف الغبارية من الظواهر الجوية التي يمكن أن تؤدي إلى تعطل بعض الخدمات، وهناك عنصر مهم مرتبط بالرياح ألا وهو رياح القص (wind sheer) والتي يمكن أن تؤدي إلى كوارث جوية، كان أخرها كما قيل تحطم الطائرة الاماراتية في شهر آب من العام الحالي بسبب رياح القص. ولا ننسى درجات الحرارة انخفاضا أو ارتفاعا وأثرها على الانسان والنبات. ليس الهدف من هذا العرض سرد الظواهر الجوية وانعكاساتها، وانما استعراض الانظمة التي باستطاعتها التنبيه المسبق من هذه الظواهر للتخفيف من أثرها قدر الامكان.
يوجد العديد من أنظمة الانذار المبكر للطقس منها أنظمة الرادار للتعرف على أماكن وشدة الهطول المطري، وأنظمة صور الاقمار الصناعية لمراقبة تحركات الغيوم التي يمكن أن يتولد عنها العواصف الرعدية التي تسبب في الغالب أمطار شديدة وسيول وهناك أيضا النماذج العددية العالية الدقة (High Resolution Model)، وهناك أيضا المحطات الأتوماتيكية رغم محدودية تمثيلها للمنطقة الموجودة بها، شريطة أن تكون من المحطات المتقدمة الدقيقة التي تؤدي الغرض في الوقت المناسب.
هناك أنظمة أكثر تخصيصا للإنذار المبكر، حيث يتم تركيب مقاييس مطر الكترونية عديدة في المنطقة المعرضة للسيول والانجرافات. في مثل هذه الانظمة كلما كان عدد مقاييس المطر أكبر كلما كان ذلك أفضل والتصميم المعتاد لمثل هذه الانظمة يكون باحتواء مقاييس المطر تلك على مجسات لقياس المطر تبث قياساتها إلى أجهزة كمبيوتر متخصصة تحوي برامج لتحليل البيانات المستلمة عبر انظمة (GPS)، كما هو الحال في نظام مراقبة السيول والانجرافات الذي ركب في سلطة إقليم البتراء قبل عامين تقريبا.
يوجد منظمات عالمية كمنظمة الارصاد الجوية تعنى وتدير برامج عالمية للإنذار المبكر، وهناك مراكز دولية لنفس الهدف معنية بدولها، وهناك مراكز إقليمية مهمتها الانذار من بعض الظواهر الجوية على مستوى الاقليم،كما هو الحال مع منظمة الارصاد العالمية التي وقعت اتفاقية مع مركز أبحاث المياه في أمريكا من أجل تصميم وتطوير نظام يدعى "دليل السيول والفيضانات" لمختلف دول العالم والذي ضم الاردن ضمن مشروع دليل السيول والفيضانات لمنطقة البحر الاسود والشرق الاوسط والذي يضم 9 دول ومركزه في انقرة.ويبقي الاهم على المستوى المحلي للتحذير من الظواهر الجوية خاصة السيول والفيضانات، لان لكل بلد خصوصيته وإن أهل مكة أدرى بشعابها.
ما ذكر من أنظمة سابقة يتحتم في معظم الاحيان الجمع بينها للخروج بالقرار الصائب بإمكانية حدوث ظاهرة جوية يتوجب التحذير والانذار قبل وقوعها تلافيا للخسائر، أو بعبارة أكثر وضوحا على المتنبئ الجوي دراسة النماذج العددية بدقة أولا، مستعينا بصور الغيوم وصور الرادار وقراءات المحطات الأتوماتيكية.
إن حوادث السيول والانجرافات التي تعرضت لها العاصمة عمان ليست بعيدة عن الذاكرة، فالعمانيون خاصة يتذكرون ما تعرضت له عاصمتهم من سيول وفيضانات بشهر تشرين أول من عام 2015، وقبلها بشهر كانون الثاني من عام 2013، وأيضا ما تعرضت له مدينة العقبة ومنطقة البتراء من سيول وانجرافات أكثر من مرة، ذلك يتطلب من الحكومة الرشيدة بشكل عام، والمركز الوطني لإدارة الازمات بشكل خاص إيلاء هذا الموضوع اهتماما أكبر.
ما يؤسف له أشد الاسف ما حصل لنظام الانذار المبكر لمنطقة سلطة إقليم البتراء، حيث تم تركيب نظام خاص للإنذار المبكر من السيول والفيضانات في بداية سنة 2014 بمنحة في مكتب الامم المتحدة الانمائي بقيمة تزيد عن 200ألف دولار، وتم تركيب مقاييس مطر في المنطقة المذكورة مربوطة بأجهزة كمبيوتر خاصة محملة ببرامج أعدت لهذه الغاية عند طرفين هما سلطة إقليم البتراء ودائرة الارصاد الجوية، وتم الاتفاق على أن تكون دائرة الارصاد الجوية هي المشغلة لهذا النظام. ما سمعناه مؤخرا أن هذا النظام قد تم تفكيكه وأخرج من الخدمة، لا أستطيع التكهن بأسباب ذلك، ويفضل سؤال المسؤولين عن هذا النظام حول سبب إخراجه من العمل بهذه المدة القصيرة.
كان من الممكن لهذا النظام أن يكون نواة ناجحة للإنذار المبكر من الامطار الغزيرة المسببة للسيول والانجرافات لو لاقى الاهتمام الكافي، وكان من الممكن أن يعمم على أكثر من منطقة مثل سلطة العقبة الاقتصادية أو عمان أو أي منطقة أخرى، لو تم الاهتمام به أكثر أو تم بناؤه على أسس أكثر دقة
حمى الله الاردن وجنبه من كل مكروه تحت قيادة جلالة مليكنا المفدى حفظه الله ورعاه


مساعد مدير عام الأرصاد الجوية سابقا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :