facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ملامح صفقة كبرى في المنطقة .. !


حسين الرواشدة
28-08-2016 12:26 AM

فجاة اقتحمت تركيا “ الحرب “ في سوريا من بوابة جرابلس، ربما كان القرار التركي اتخذ قبل عام او اكثر، وربما تكون حسابات ما بعد الانقلاب الفاشل عجّلت بتنفيذه، لكن المؤكد ان هناك توافقاتٍ تركيةٍ – روسيةٍ – ايرانيةٍ قد تمّت، وان واشنطن التي تمنعت طيلة السنوات الماضية عن التقاط ذبذبات رغبة انقرة في اقامة منطقة امنة على حدودها، وفي انهاء “ حلم “ الاكراد باقامة حكم ذاتي، رضخت اخيرا للحسابات الجديدة التي يبدو انها فرضت نفسها على المنطقة بعد ان حسمت انقرة خيارها واستدارت نحو توسيع اطار تحالفاتها على قاعدة اكثر عقلانية . المنطقة على ما يبدو امام صفقة كبرى جديدة تكمل الصفقة التي تمت بين الدول الكبرى ( 5 + 1 ) وايران قبل نحو عام، وبموجبها سنكون امام تحالف دولي اقليمي يسعى للتوافق على ترتيب المنطقة وتوزيع الادوار فيها، هذا التحالف سيكون بادارة روسيا التي ستضمن الحصة الكبرى من النفوذ، وبموافقة واشنطن التي ستحاول تأمين مصالحها، وبمشاركة انقرة وطهران اللتين ستضمنان مقعدين لهما على الطاولة، فيما لا تزال الاطراف العربية غائبة عن ميادين التفاوض، او – على الاصح –مشلولة وغير قادرة على التحرك في اي اتجاه . ملامح الصفقة تبدو واضحة، فهي تنطلق من ارضية التفاهمات حول بندين اساسيين يتعلقان بمستقبل الصراع في سوريا، احدهما الحفاظ على وحدة سوريا والثاني تشكيل حكومة انتقالية بالتوافق بين النظام والمعارضة مع ابقاء مستقبل “ الاسد “ معلقا بخيار السوريين، اما الملفات الاخرى في اطار “ تحاصص “ النفوذ فتتعلق بملف الاكراد الذي جرى عليه الاتفاق بين النظام السوري والاتراك وكانت “ جرابلس “ البروفة الاولى لتنفيذه، ثم ملف الارهاب الذي يُشكل داعش ثم جبهة النصرة ( فتح الشام ) عنوانا اسياسيا له، ثم ملف الدور الايراني الذي تضمنته الصفقة الاولى التي ابرمت مع الدول الكبرى، حين انتزعت طهران موافقة مفتوحة على القيام بدور “ الشرطي “ في المنطقة في جردة الارباح والخسائر سنلاحظ ان تركيا استطاعت ان تعيد “ تموضعها “ في المنطقة بشكل واضح، فقد تمكنت من ضرب عصفوري داعش والاكراد بحجر واحد، كما انها دخلت على خط التماس بين موسكو وواشنطن لكي تتنتزع الدور الذي يحقق لها هدفين : احدهما داخلي ويتعلق باعادة الروح للجيش الذي تعرض لغبار الانقلاب، واعادة “ الاعتبار “ للزعيم اردوغان وحزبه اللذين يحاولان مواجهة الخصوم، ( جماعة غولن ) والاكراد الانفصاليين وهواجس البعض من ردود ما بعد الانقلاب الفاشل، اما الهدف الاخر فيتعلق بترتيب علاقات تركيا مع العالم الخارجي، ابتداء من روسيا التي اعتذر اردوغان لرئيسها الى واشنطن التي اعلنت تخليها عن قوات حماية الشعب التركي، وصولا الى نظام الاسد الذي يبدو ان انقره فتحت قنوات للاتصال معه، انطلاقا من اتفاقية اظنة (1999) التي تسمح لها بمواجهة الحزب الديموقراطي الكردي داخل الاراضي السورية، وليس انتهاء باسرائيل التي تحسنت علاقتها معها مؤخرا . سنلاحظ ايضا ان روسيا بموجب هذه الصفقة ستتمكن من فرض نفوذها على المياه “ الدافئة “، وستتمكن ايضا من مفاوضة الغرب على الملفات العالقة بينهما، سواء تعلق بالحصار او بالنفط والغاز او بالبلقان او الارهاب، بما يتيح لها فرصة ثمينة لاستعادة مكانتها في عالم لم يعد يتحمل سطوة “ القطب” الاوحد . سنلاحظ ثالثا ان اسرائيل وايران ستخرجان بمزيد من الارباح، وان النظام السوري سيلتقط انفاسه، في المقابل سيكون هنالك طرفان خاسران، احدهما العواصم العربية التي يبدو انها ما زالت تجلس في مقاعد المتفرجين، والثاني الاكراد الذين وقعوا في “ فخ “ تقاسم الادوار بين الكبار، بعد ان اكتشفوا خديعة واشنطن لهم . تبقى داعش، هنا اعتقد ان حضورها في هذه الصفقة سيكون سؤالا من شقين، احدهما : هل انتهت فعلا مهمة داعش ام لا، والثاني : ماذا بعد داعش ؟، الاجابة عن السؤالين تحتاج الى مقاربات سياسية تتعلق “ بارادة “ الدول الكبرى اولا ودول الاقليم ثانيا في انهاء الحرب في سوريا تحديدا، والمنطقة عموما، واذا ادركنا ان هذه الاجابات ما زالت غير متاحة، فان الارهاب سواء اكان باسم داعش ام الميليشيات الاخرى المحسوبة على دول اصبحت معروفة، سيظل الناطق الرسمي باسم عالمنا العربي، الى اجل لا يعلمه الا الله .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :