facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الملك عبدالله واوباما وروكفلر


عدنان الروسان
28-08-2016 10:35 PM

"يذكّرني المشهد الحالي بشكل العالم في بدايات القرن الماضي قبيل الحرب العالمية الأولى، هناك محوران عظيمان، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة وروسيا والصين وإيران من جهة أخرى، ويحاول كل منهما السيطرة والهيمنة، ولا يبدو أن أحدا منهما يفكر في التراجع أمام الآخر، لم يحدث في التاريخ أبدا أن تم حل إشكال كهذا بالطرق السلمية، أنا متأكد أنه ستكون هناك حرب عالمية ثالثة، روسيا اليوم غير الاتحاد السوفييتي السابق، الاتحاد السوفييتي كان مكونا من جمهوريات يمكن إقناعها بالانفصال والتفكك حتى تحظى بحياة أفضل. غير أن هذا السيناريو لم يتحقق ولم تعش الجمهوريات التي انفصلت وتفككت حياة أفضل من السابق، لنتكلم بواقعية، لن يجدي أي حديث عن تفكك روسيا لأن الجمهوريات التي انفصلت عن الاتحاد السوفييتي تعاني كثيرا، لا بد من الاتفاق مع الروس وإلا ستكون حربا عالمية، وأنا أعتقد أن الاتفاق مع الروس مستحيل "

هذا نص حرفي تقريبا لما قاله ستيفن روكفلر على برنامج Goodbye America وروكفلر معروف عالميا، وشخصية لها نفوذ ومعرفة وربما يكون أحد أقطاب حكومة العالم الخفية، فهو من الجيل الرابع لعائلة روكفلر واحدة من أغنى ثماني عائلات في العالم وتسيطر على أكثر من نصف ثروات العالم وشركاته وبنوكه وحينما يتكلم لا يلقي بالكلام جزافا ولا يحلم بالحرب، بل يعرف إلى أين تتجه السفينة التي يبحر بها العالم .

لقد غضب الرئيس الأمريكي كما تناقلت الكثير من التسريبات والتحليلات حينما صرح الملك عبدالله الثاني بأننا نعيش مرحلة ما قبل الحرب العالمية الثالثة، واعتبر الرئيس الأمريكي ذلك بمثابة تحريض على سياسات الإدارة الأمريكية في المنطقة والعالم، غير أن ما يقوله ستيفن روكفلر اليوم يؤكد أن رؤية الملك ليست تخمينات بعيدة عن الواقع بل رؤية المراقب المهتم بالشأن الإقليمي والدولي، والذين يقولون باستحالة قيام حرب عالمية ثالثة، ينفون عن القادة في الدول العظمى صفة الآدمية والطبيعة البشرية، إن خطا صغيرا في الحسابات قد يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية خاصة وأن مسافات الآمان بين قوات الجميع باتت معدومة وإمكانية الاحتكاك صارت واردة في أي لحظة .
لقد أكدت مآلات الانقلاب التركي وما ترتب عليها أن الولايات المتحدة باتت تخطئ كثيرا في حساباتها ولم تعد قادرة على إدارة الأزمات والاستفادة من الفوضى الخلاقة التي كانت هي مهندستها بالفعل، وسمحت طوعا أو كرها للاعبين جدد بالدخول إلى ساحة الملعب الإقليمي والدولي، وتمكنت دول صغيرة ومغمورة مثل إيران وتركيا من الوصول إلى مراتب الدول العظمى إقليميا وبات مجالها الحيوي السياسي والأمني يتصادم مع المجال الحيوي الأمريكي وربما بات أكثر عمقا وتأثيرا من مجال أوروبا نفسها.

لم تتمكن الولايات المتحدة من إغلاق ملف واحد من الملفات التي فتحتها، ولم تتمكن من أن تصدق مرة واحدة مع شعبها لا في أفغانستان ولا في العراق ولا في سوريا ولا ضد حزب الله ولا في الملف الفلسطيني ولا في أوكرانيا ولا في غيرها، ويمكن ببساطة الاستنتاج أن شمس الإمبراطورية الأمريكية بدأت بالأفول ولا يدري أحد من تغيب شمسها لكن ذلك يتبدى قريبا إذا نظرنا في الأفق، خاصة وأن الصين والهند وروسيا إضافة إلى باكستان وتركيا وإيران باتت من النمور الجديدة التي لا تعترف بالولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة.

يتوجب علينا في الأردن ولو كنا دولة صغيرة ليست ذات ثقل كبير في الحلبة الدولية ولسنا من الدول الإقليمية العظمى يتوجب علينا إعادة رسم استراتيجياتنا بناء على قناعاتنا وليس على قناعات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائنا الآخرين، فقد تغير العالم وصار المصالح الوطنية هي الأهم وبعد ذلك البحث عن شركاء استراتيجيين يمكن الركون إليهم وليس كشركائنا الحاليين الذين يبيعون أي شريك أصغر منهم ومجانا في بعض الأحيان.

لقد كانت رؤية الملك في مكانها في هذا المجال، ولا بأس في البناء عليها إعلاميا في رؤيتنا وتحليلاتنا حتى نتمكن من فهم الأمور على حقيقتها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :