facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




استبدال لسفير… أم استبدال لبغداد


خير الله خير الله
31-08-2016 10:05 AM

هل تريد الحكومة العـراقية تغيير السياسة السعودية تجاه العراق أم تريد استبدال سفير السعودية في بغداد ثامر السبهان لتأكيد ما لم يعد في حاجة إلى تأكيد، أي أن العراق صار تابعا لإيران؟ تلك هي الرسالة التي يبدو أن الحكومة تريد توجيهها إلى كل من يعنيه الأمر. فحوى الرسالة أن المسألة ليست مسألة سفير سعودي معيّن في عاصمة معينة بمقدار ما انّها مسألة مرتبطة بسياسة تتبعها المملكة التي تدرك تماما خطورة ما يجري في العراق.

الواضح ان هناك ما هو أبعد من طلب عراقي وقح بتغيير السفير السعودي الذي لا يقول شيئا غير معروف عن التدخل الإيراني في العراق ومـدى سيطرة الميليشيات المذهبية على مرافق الدولة ومؤسساتها. إنّه تدخل يعبّر عنـه كلّ يوم رئيس الحكومة حيدر العبادي الذي ليس هناك ما يشير إلى أنّه يختلف في شيء عن سلفه نوري المالكي الذي أخذ على عاتقه تحويل العراق مستعمرة إيرانية. الدليل على ذلك أنّ مسؤولا عسكريا إيرانيا هو الجنرال قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” يدير ميليشيات عراقية تسمّى “الحشد الشعبي” تخوض معارك في العراق. كيف يمكن لدولة مثل المملكة العربية السعودية السكوت عن تحول العراق، الذي كان إلى ما قبل فترة قصيرة دولة عربية، إلى مجرّد مستعمرة إيرانية، بكل ما في كلمة مستعمرة من معنى؟ هل يمكن لدولة مثل السعودية تجاهل الانعكاسات الناجمة عن مثل هذا التحوّل على أمنها الوطني وعلى التوازن الإقليمي؟

هناك إصرار لدى الحكومة العراقية على قول الأمور كما هي من دون مواربة. وهذه نقطة تسجّل لحكومة العبادي التي لا تتردد، خصوصا عبر وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، في السير على الخط الإيراني بشكل أعمى. لذلك ليس مستغربا أن يقول السفير السعودي في بغداد الأمور كما هي أيضا. المسألة ليست مرتبطة بالسفير السعودي الذي اسمه ثامر السبهان. أي سفير سعودي في بغداد سيتصرّف بالطريقة نفسها. السفير يعبّر عن السياسة العامة للبلد الذي يمثّله، في إطار خطوط عريضة وتوجّهات مرسومة له، لا أكثر ولا أقل، أي من دون زيادة أو نقصان. هل يستطيع السفير، أي سفير، الإتيان بتصريحات ومواقف معيّنة من بيت أبيه؟

إذا كانت الحكومة العراقية تريد الوصول إلى موقف سعودي مختلف حيال ما يجري في العراق، يتوجّب عليها قبل كلّ شيء إثبات أنّها حكومة تعمل في بلد مستقلّ وليس مجرّد تابع لإيران. هذا كلّ ما في الأمر. هل تستطيع الحكومة العراقية التصرّف من هذا المنطلق؟ ذلك هو السؤال الأساسي، فيما التركيز على السفير السعودي، بغض النظر عن اسمه، ليس سوى محاولة للهرب من الواقع ومن الحال التي يعاني منها العراق.

بعد الدعوة إلى استبدال السفير السعودي، لم يعد من شكّ في عمق الأزمة التي يعاني منها العراق، وهي أزمة عائدة أوّلا وأخيرا إلى وضع ايران يدها على البلد، نتيجة الحرب الأميركية التي أصرّ عليها جورج بـوش الابـن في العـام 2003. مـا نشهـده اليوم هـو نتيجة طبيعيـة لتلك الحرب التي كانت إيران شريكا فعليا فيها على كل المستويات. لم تكن شريكا عبر التسهيلات العسكرية التي قدّمتها للولايات المتحدة فحسب، بل كانت شريكا في صياغة مستقبل العراق، على أسس طائفية ومذهبية أيضا.

مرّة أخرى، لا بدّ من العودة إلى مؤتمر لندن الذي عقدته المعارضة العراقية في كانون الأوّل ـ ديسمبر 2002 من أجل الاتفاق على الأسس التي سيقوم عليها النظام الجديد بعد إسقـاط الأميركيين لصدّام حسين. كانت رعايـة المؤتمر أميركية ـ إيرانية. جاء أعضاء وفد المعارضة العراقية وقتذاك إلى لندن من طهران في طائرة واحدة. كـان أعضاء الوفد من الأكراد والشيعة في تلك الطائرة. كان الهدف من المؤتمر التوصل إلى بيان هو الأول من نوعه عن “الأكثرية الشيعية في العراق” وعن الصيغة “الفيديرالية” لعراق ما بعد صدّام حسين.

كل ما أرادته إيران هو البيان الذي يتضمن ورود عبارة “الأكثرية الشيعية في العراق”. كان ذلك ثمن سماحها لفصيل مثل “المجلس الأعلى للثورة الإسلامية” بالمشاركة في المؤتمر.

ما نشهده اليوم هـو فصل آخر مـن فصول وضـع اليـد الإيرانية على العـراق، بمـا في ذلك الاعتراض على وزير المال هوشيار زيباري، الكردي الذي سعى لأن يكون وزيرا لكلّ العراقيين والدفاع عن هامش للمناورة خاص بالعراق، خصوصا عندما كان وزيرا للخارجية. هناك الآن محاولات مكشوفة لإخراج زيباري من الحكومة وذلك من أجل إثبات أن من يحكم العراق هو “الحشد الشعبي”، أي “الحرس الثوري” الإيراني.

ليس طلب استبدال السفير السعودي رسالة إلى المملكة فحسب، بل هو رسالة إلى جميع العرب وإلى القوى الدولية، على رأسها الولايات المتحدة أيضا. فحوى الرسـالة أنّه مثلما أن “الحرس الثوري” يحكم إيران في ظل عباءة “الوليّ الفقيه”، فإنّ “الحشد الشعبي”، وهو مجموعة ميليشيات مذهبية تابعة لأحزاب عراقية تعمل لدى إيران، هو من يحكم العراق.

كلّ مـا في الأمـر أنّ العـراق صـار في مكـان آخـر. كان إعادة فتح السفارة السعودية في بغداد وإرسال سفير إلى العاصمة العراقية مناسبة للتأكّد من ذلك. ربّما للتأكد من أن ظهور “داعش” في العراق كان الهدف منه ظهور “الحشد الشعبي” أيضا وذلك كي يتابع الإيرانيون عملية استكمال السيطرة على العراق بالاعتماد على الغرائز المذهبية.

ليس الموضوع موضوع استبدال سفير عربي في بغداد، وذلك على الرغم من أنّ السفير السعودي ارتكب خطيئة وضع يده على الجرح. الموضوع موضوع استبدال بغداد ببغداد أخرى. إنه انتقام من هذه المدينة بالذات بكلّ ما مثلته عبر تاريخها الطويل والعريق، كمدينة لجميع العراقيين من كل المذاهب والطوائف والقوميات.

هل يمكن للعراق استعادة بغداد يوما، بغداد السنّية والشيعية والمسيحية والعربية والكردية والتركمانية…؟ ذلك هو السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح بعدما كشف السفير ثامر السبهان ما لم يعد سرّا عسكريا، أي سقوط بغداد في يد طهران وفي يد “الحشد الشعبي”، أي “الحرس الثوري” على الطريقة العراقية.

مرّة أخرى، ليست المسألة استبدال سفير بمقدار ما أنّها مسألة استبـدال مدينة بمـدينة أخرى عبـر كلّ أنـواع التطهير العرقي والمذهبي والطائفي. أليس هذا ما يمارس حاليا في حمص بعدما مورس في محيط دمشق. لا تزال داريا شاهدا حيّا على هذه الممـارسات التي تصـبّ في نهـاية المطـاف في تنفيذ فكرة محدّدة هي القضاء على المدينة العربية في منطقة المشرق العربي.

العرب





  • 1 تيسير خرما 31-08-2016 | 10:16 AM

    تهيئة ظرف ظهور الإمام بمفهوم ولي فقيه إيران تتم بإشعال مشاكل بكل بلد بها شيعة وبناء ميليشيا كدولة داخل كل دولة، وبينما ينفق فضاءان عربي وتركي تريليونات لتنمية شعوبهم ومساعدة مسلمين ودولهم بالعالم يقوم حرس ولي فقيه ثوري باستنزاف موارد إيران وفضاء الشيعة بحروب ومغامرات بدون جدوى فبعدما كان الإيراني بعهد الشاه أغنى مواطن بالشرق الأوسط أصبح أفقر من مواطني أفريقيا وبعدما كان جيش إيران بعهد الشاه أقوى من جيوش العرب مجتمعة أصبح العكس حالياً فسلم ولي الفقيه مقاليد إيران وأصبحت كيان رقم 84 باتحاد روسيا.

  • 2 حمدان1 31-08-2016 | 10:43 AM

    ما هو الحل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  • 3 نوار 31-08-2016 | 12:40 PM

    ليس من اللائق على اي سفير التدخل بالشؤون الداخلية للبلد الذي يعمل فيه هذه بديهة قانونية وعرف دبلوماسي معروف وكان صبر الحكومة العراقية واسع على ممارسات السفير التي لا تستقيم مع العمل الدبلوماسي في الوقت الذي كان فيه اغلبية النخب والعراقيين يطالبون بطرد السفير

  • 4 اروى 31-08-2016 | 03:32 PM

    الجامعة العربية التي خلناها ماتت وشيعت الى مثواها الاخير ما تزال حيّة تسعى.. بل وتصدر بيانات القلق والتنديد ضد اي مصالحة في سوريا عوضا ان تصدر بيانا يشجع هذه الاتفاقات والمصالحات بما يسهم في تقريب ساعة الفرج والخلاص لبلد عربي ولشعب عربي


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :