facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما الذي تبتغيه النساء .. في ظلال العيد؟


ماجدة بني هاني
13-09-2016 12:32 PM

أسفرت الأيام عن عيد جديد ،جديدٌ في زمنه ،عتيقٌ في عبقه، ملونٌ بالخضاب، معطرٌ بسحر الغادين...

ها هي قلوب العباد تتراقص طرباً، وتستظل شوقاً في واحة الله الظليلة، وفي متعة الطاعة، قلوبهم معلقة بأستار البيت العتيق ، وتهليل الحجيح ،وتلبيتهم ودموع التائبين الأوابين لربهم طائعين...

وفي ظل هذا الفرح تتسلل دمعاتّ تجول في الأجفان ،وتتفجر غصة عميقة ،وتشرئب ذكرى من بين اللحظات، وأزوال غوال تسبح في ظلال الجلال والبهاء، فثمة أحباب صنعوا لنا فرحة العيد،وقولبوها كقطع الحلوى ثم غابوا، وغابت معهم كثير من البشائر.....

عند الفجر وبعد انتظار يتنفس الصبح ، ينشر الضياء ذراعيه ، يغمر الآفاق بجلال العيد و طلته البهية ، للعصافير فيه تغريد ،وللنسائم تمجيد ، وللمآذن تكبير وتحميد ، وللعباد مشي حثيث للصلاة ،تتعالى بعده صيحات الصغار ،وألعابهم ومفرقعاتهم ، وتمتلئ الطرقات ، بخطى المارين صغاراً وكباراً ، الجديد من اللباس ، والجديد من الأيام ،وحدهن لا جديد ، ولا صخب الأطفال ، ولا اجتماع الرجال على عتبات المساجد ، وحدهن القوارير يجلسن على العتبات في انتظار .

في القرية يختلف العيد عن أي مكان ، تجلس الغريبات عند النوافذ ، ترقب على استحياء، بيوت الجيران ، لا أحد يكترث بهن ، بينما يزدحم الأقارب في اجتماعاتهم تبقى عينها ترقب أباها أو أخاها ،على العتبات تنتظر الأحباب ، تلملم بمقدهم شعث غربتها ، تنتصر بحضرتهم على شماتةإحداهن ، وغمزة هنا ولمزة هناك ، كم تجبر الخاطر طلة الأحباب بعد طول غياب !!

ويبقى العيد …وتبقى النساء يقدمن الفرح والعطاء بلا حدود …وتبقى صور من الفقد، تبرز هنا أو هناك.، كم تفتقد الأم ولدها ! كم تتمنى تكحيل عينيها بمرآة ! صحيح أن البر لا يرتبط بمناسبة، ولكن الفقد في العيد يكون مرا …مرا للغاية ،وللأسف تقسى قلوب الأبناء ،وتبقى بعض الأمهات عند العتبات …طوال الوقت في انتظار .

عند عتبة ما تجثم أنثى ، ترقب المشهد ، تقتات على فتات من فرح قد تأتي ،في انتظار حبيب يعايدها ويغازلها ويحضر لها هدية العيد ، ومرت أعياد ومازالت تجلس في نفس الركن ، فقد فاتها القطار ، ومازالت صباح كل عيد تكتحل و تحمر وجنتيها ، في انتظار .

أمام مرآتها جلست ،تهيئ الهدايا ، تعد المال ، تحضره لمن يهمه أمورهن ، العنايا …
بعد قليل سينطلق الزوج لتوزيعها بضيق ، بوسع ، لا يهم …سيزيل الحمل عن كاهله ،وسيضطر اليوم للتسليم على نسيبه الكريه ، ويستحمل تقبيل أبنائه ، يوم في السنة والله المستعان.
يخرج الزوج بوجهه المقلوب ،وسحنته الحاقدة، وقد نسي أن ينظر في وجه امرأته ، ومن أوسعته حبا وعناية ، وتسلمه بأغراضه عند الباب ، ثم تجلس عند العتبة ، تختلج في قلبها الخواطر …

لماذا لم يلحظ زينتي ، ويا ليته أحضر لي هدية ،ولو بسيطة لأعلم أنه يهتم لأمري ، وإلى متى أنتظر ؟ قد يغيب طوال النهار ، لا شك سيعود ، ويلحظ زينتي ، وتستمر المسكينة في ثبات …تقتات الأمل ، وتستمر القوارير عند العتبات ، ينتظرن قلوبا ماسية ، وترنو لرجالهن القادمين ، فالعيد لا يكون عيد حتى يحضرون.

قلوب من ذهب ، هو ما تبتغيه النساء ، لا حلوى ،ولا مال يفنى و يذهب هباء .





  • 1 أردني 14-09-2016 | 03:42 AM

    كاتبة ، متمكنة ومبدعة ، تايعت قوة كتاباتها في اخد المواقع الاخبارية ، وهي الان كاتبة في عمون الاخبارية الرائجة ، وكما خسرها موقعها السابق ستكون اضافة نوعية هنا . هنيئا لعمون بهذا القلم ، وللاديبة الاردنية المنتمية جزيل الشكر ، وخالص الأماني.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :