facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"العيد" يكشف أوضاع الأردنيين


14-09-2016 11:27 AM

عمون - عواد الخلايلة - يبدو المواطن الأردني في صراع مع المناسبات المختلفة، خصوصاً خلال أشهر الصيف، بل هو في معركة مستمرة بين جيبه ونفقاته، بين دخله والأسعار، وبين التكيّف مع القرارات الحكوميّة السابقة والجديدة..

ببساطة؛ يعيش أغلب الأردنيين في دوامة بين دخله وبين متطلبات حياته فرداً وأسرة ومجتمعاً كاملاً.

ولعل عيد الضحى المبارك مناسبة كاشفة للظروف والأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن وقد خرج لتوه من نفقات شهر رمضان الذي تتضاعف النفقات فيه بل ويقضي الشهور التالية في ترميم ما أصابه من أعباء نتيجة لها وما يلحق بها من أعباء عيد الفطر ثم أعباء وتكاليف العودة للمدارس ومن بعدها الجامعات وليأتي خلالها الاحتفال بعيد الضحى الذي لم يعد كثير من المواطنين قادراً على التعبير عن فرحه بالمناسبة، لأنه لم يعد يملك ما يكفي من الدخل للوفاء بالالتزامات التي يرتبها على جيبه المثقوب بقوة جاذبية الأسعار التي ترتفع كصدى للزيادة العلنيّة والمستترة لرسوم الحكومة وضرائبها وبدل تقديم خدماتها.

إنها مشكلة مجتمعية حقيقية؛ أن تتحول مناسبات الأعياد وغيرها إلى مآزق يعاني منها المواطنون وهي تؤرق حياتهم بأحمالها المضافة لأعبائهم القائمة مع معدل دخل يتراجع كقيمة حقيقيّة وكنسبة من الناتج المحلي الاجمالي ومعدل رواتب يكاد يظل ثابتاً وهو يتراوح حول 400 دينار شهرياً (564 دولاراً).

هذا، يقول المحلل الاقتصادي حسام عايش، يضع الجميع أمام تحدي مواجهة النتائج المترتبة على تضعضع دخل المواطن وانعدام فرص زيادته أو تحسينه بغياب الخطط والبرامج التي تؤدي لرفع معدلات النمو الاقتصادي التي بالكاد تزيد على 2.5% وثقافة الاستدانة التي تضرب الجميع الحكومة وبنسبة مديونية تصل إلى 94% من الناتج المحلي الاجمالي والشعب الذي ارتفعت نسبة مديونية أفراده خلال الأعوام من 2010 الى 2015 من 53.6% عام 2010 إلى 69% عام 2015.

هذه الأوضاع، ضربت قطاعات اقتصادية عديدة، حيث تظهر نتائج دراسة ميدانية أجرتها نقابة تجار الألبسة والأحذية والاقمشة على مناطق محددة من العاصمة عمان تراجع مبيعات تجار وسط البلد بنسبة 60%، وتراجع الحركة في المراكز التجارية (المولات) بنسبة 30%.

ويعترف نقيب تجار الألبسة والأحذية والاقمشة سلطان علان بأن شراء الالبسة خلال عيد الأضحى لم يعد اولوية عند اغلب المواطنين في ظل ارتفاع كلف المعيشة وتوزيع الدخل على الغذاء ودفع بدلات الايجار وفواتير الكهرباء والماء.

ويؤكد أن الحركة التجارية على مختلف محال الالبسة شهدت هبوطاً حاداً خلال عيد الاضحى المبارك.

ويضع علان يده على "الخلل"، ومن ذلك، "تراجع القوة الشرائية المحلية وعدم قدرتنا على استقطاب القوة الشرائية الخارجية" بسبب "الرسوم والضرائب المفروضة على القطاعما أفقدنا تنافسيتنا مع الأسواق الأخرى القريبة وبالتحديد الأسواق الخليجية والتركية".

كما لا يغفل علان في حديثه لـ الشرق اسباباً اخرى اهمها تراجع الحركة السياحية، وانخفاض الدخل السياحي على شراء الالبسة، مطالباً حكومة بلاده بتحفيز القطاع من خلال حزمة من الإجراءات أهمها تخفيض الضرائب والرسوم على القطاع، وإعادة تنظيم عمليات البيع الإلكتروني.

ويعود عايش ليؤكد أن "لقاء الناس بمناسبات الأعياد وغيرها أصبح فرصاً للشكوى من ظروف المعيشة وغياب فرص العمل أي البطالة التي تضرب كل أسرة أردنية وهي تشكل أحد مظاهر الاستثمار المهدور في تعليم الأبناء دون الاستفادة من هذا الاستثمار لتحسين دخل الأسرة ودخل المواطن المتعطل نفسه أو الاستفادة من الطاقات البشرية المعطلة لتطوير قدرات المجتمع الاقتصاديّة أو هو يخسرها تباعاً إما بتحويلها الى مجرد مستهلكين أو مهاجرين في الخارج والأخطر تحويلها إلى أهداف لتنظيمات إرهابية تستثمر في البطالة وعجز المجتمعات عن توفير فرص العيش الكريم لأبنائها".

فلا يمكن، يؤكد عايش، فصل الاجتماعي عن الاقتصادي ونحن نتحدث عن صعوبة الظروف المعيشية فكلها متداخلة وقد آن الاوان لطرح الافكار والمشاريع واتخاذ القرارات التي تسهل معيشة الناس فليس المطلوب من المواطن ان يظل شادّاً لـ"حزامه على بطنه" الذي يتضور ضرائب ورسوماً وأسعاراً مرتفعة ودخولاً متراجعة ما يجعل مجرد محاولته الفرح او الاحتفاء بعيد الاضحى وبغيره مكلفاً مالياً ومرهقاً اجتماعياً وغير متسق مع حقيقة أوضاعه المعيشية إنسانيا، ولسان حاله متى تتغير الأحوال؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :