facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الطموح الإسرائيلي في سيناريو التقسيم الجديد للعالم العربي


هشام الخلايلة
17-09-2016 10:15 AM

أثارتني مقالة في صحيفة "اسرائيل اليوم" للكاتب الصهيوني أيدي كوهين عن البدء بتقسيم الدول العربية الى كانتونات وسلطات على أساس مناطقي وطائفي وعنصري.

ويقول صاحب المقال إن كيانات جديدة سوف تتشكل، مما سيغير وجه الشرق الاوسط بالكامل.

ويهاجم الكاتب الربيع العربي متهماً إياه بزيادة الفجوة بين المجتمعات العربية والمحلية على السواء، ويزيد الكاتب بانه (اي الربيع العربي) السبب في زيادة التصادم بين المتدينين والعلمانيين، وبين الرسميين والقوميين، وبين الشيعة والسنة.

ويزعم الكاتب أن التقسيم قادم لا محالة، وأنه مسألة وقت ليس إلا، ثم يبدأ الكاتب بمصر وكيف أن الإطاحة بأول رئيس منتخب في تاريخ مصر ستكون بداية التقسيم للمصريين خاصة وأن الأقليات كما يُزعم الكاتب يعانون من الاضطهاد الديني على يد المتشددين، وذلك بسبب كون منطقة سيناء خارجة عن سيطرة الحكومة المصرية، يقوم الكاتب بالاشارة الخبيثة الى إعطاء أقباط مصر سيناء للحفاظ على السيادة المصرية، ولكنه اي الكاتب يشير الى الهدف الاسمى وهو وجود واقع جديد لدويلة مساندة لإسرائيل على الحدود (المصرية –الإسرائيلية) بدل مصر الدولة العربية الاسلامية القوية، فالكاتب يهدف اولا وأخيرا الى ضمان أمن اسرائيل من خلال التباكي على الأقباط، ويحلم أن يتم لهم بناء دويلة طبقاً لما قامت به الدول الكبرى من تقسيم السودان تحت ذريعة إيجاد وطن قومي للمسيحيين في السودان، حيث لا يخفى على احد حجم المساعدات الهائلة التي قدمتها اسرائيل إلى الجنوبيين لتدمير وحدة السودان وقد كان لها ما ارادت، ومع كل ذلك فجنوب السودان ممزق، والحرب الأهلية قد جعلت الجنوبيين يتباكون على ايام ما قبل الاستقلال المزعوم والذي لم يقدم لهم سوى الويل والموت والتشريد.

إن مقال ذلك الكاتب الاسرائيلي على درجة عالية من الخطورة، لان العادة جرت أن الكتاب الإسرائيليين وخاصة من وزن أيدي كوهين لا يكتبون مثل هذه المقالات جزافاً، الا طبقاً لمعلومات مسربة من القيادة السياسية في البلاد، ومع كل ذلك، فانها كانت وما تزال تلك الايادي الخفية التي حاكت وما زالت تحيك المؤامرات تلوا المؤامرات ضد العرب والمسلمين، حيث تبدلت خططهم الان الى تقسيم المقسم، لتسهيل الانقضاض على ما تبقى من الدويلات العربية ولنا في الأندلس المثال والعبرة.

أردت من مقالتي هذه تسليط الضوء على واضعي الاستراتيجيات واصحاب التخطيط المستقبلي في بلادنا العربية، حيث نفتقد في البلاد العربية الى الاستراتيجيات او التخطيط للمستقبل، ومعظم اعمالنا هي عبارة عن ردات افعال ووزارات التخطيط التي لدينا لا تعدو كونها وزارات دولة تعتمد على الاستراتيجيات البالية، وليس لدينا استعداد واقعي لما قد يحدث من تغييرات، والقيام بعمل استراتيجي للتعامل معها اذا ما قدر الله ان تحصل.

ايضا نفتقد في وزاراتنا المعنية المقدرة على قراءة الأحداث وتحليلها والاستعداد للاسوأ، وكل ذلك بسبب ما ردده وأشار اليه الكثير من أبناء هذا الوطن وهو عدم وجود الكفاءات، او إقصائها عن العمل في المواقع المناسبة حتى يكونوا قادرين على القيام بأعمالهم كما بجب.

اذا، أيدي كوهين وغيره ليسوا عباقرة في التحليل وقراءة الأحداث، ولكن هناك منهجية ووسائل علمية يتم استثمارها لتعزيز المقدرة على قراءة ما يحدث، وتوقع ما قد يحصل بناء على المعطيات التي يتم الحصول عليها، وقد يقول قائل إن هؤلاء الكتاب او العاملين في تلك المؤسسات او الوزارات في تلك الدول هم من يقوم بالتخطيط لمثل تلك النتائج، وقد يكون مثل ذلك الكلام فيه الكثير من الصحة، ومع ذلك فإننا ما زلنا نعاني من عدم وجود الاليات للتخطيط، ونعتمد على ما تفرزه المؤشرات الدولية عندما نأتي الى ما قد تؤول اليه الأمور في المستقبل.

حمى الله اردننا المحبوب من كل مكروه

* خبير فُض نزاعات/ استراليا





  • 1 معتز 17-09-2016 | 11:29 AM

    كل الشكر على هذا التوضيح. لعل الحكومة تستفيد من هذا الشرح لان بعض المسؤولين لا يهمه سوى ما يدور حول كرسيه. الله المستعان


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :