facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




طاهرُ المَصري .. وحكايةٌ من (حَصاد الزمن الصَعب)


22-09-2016 02:35 AM

عمون - محمد رفيع - ثلاثةُ أعوامٍ فقط، هيَ ما يفصلُ بين ميلادِ طاهر المصري (1942)، رئيس الوزراء الأردنيّ، ورئيس مجلس الأعيان الأردنيّ الأسبق، وبين مِيلادِ رؤيفين ريفلين (1939)، رئيس الدولة العبريّة، الحاليّ، والرئيس السابق لـ(الكِنيست الإسرائيليّ).

الأوّل وُلدَ في (نابلس؛ فلسطين)، بعد ثلاثة أعوامٍ، من اندلاعِ الحرب العالميّة الثانية الكارثية. أمّا الثاني، فقد وُلدَ في (القدس؛ فلسطين)، قبل ثلاثة أشهرٍ فقط من اندلاع تلك الحرب.

ولكن، لماذا هذا الربطُ بينهما..؟ وهل هناك ما يستدعي ذلكَ الآن..؟

نَعم. ففي أواخر العام 2011، قامَ ريفلين، حين كانَ رئيساً لـ(الكِنيست الإسرائيليّ)، بإرسال رسالة إلى دولة السيّد طاهر المصريّ، بصفته الرسميّة، كرئيسٍ لمجلس الأعيان الأردنيّ، مُهنئّاً بـِ(حلول العام الجَديد 2012..!). وخارج كلّ الأعراف الدبلوماسيّة، المُتّبعةِ بين الدول، فقد قامَ ريفلين بإرسال تلك الرسالة، عبر سَفارة الدولة العبريّة في عَمّان، التي قامت هي الأخرى بإرسالها بالبريد العادي، إلى صندوق البريد العادي لمجلس الأعيان، وباسم السيّد المصريّ..!؟

في تلك الرسالة، التي أقلُّ ما يُقال فيها أنّها مثقلَة بـ(الفَجاجة والوقاحة السياسيّة)، استخدمَ ريفلين، رئيسَ (الكِنيست الإسرائيليّ) عبارات ومفاهيم مثل؛

(الزميل العزيز؛ الصديق العزيز..!)؛ (من مدينة القدس المقدّسة، عاصمة إسرائيل..!)، (إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي..!)؛ (أرضُ أجدادنا..!)، (عودة الشعب اليهودي إلى وطنه..!)؛ (عام 1948 كانت إسرائيل أرضاً جرداءَ ذات مستنقعات ملوّثة بالملاريا..!)؛ (كلّها (أي فلسطين) تحتَ شمسٍ حارقة دون أي مصادر طبيعيّة ولا نفط في جوفها..!)؛ (آباؤنا المتفائلون.. جعلوا الصحراء تزهو..!)؛ (إنّني أدعوكَ، أيّها الزميل العزيز، أن تضمّ يدكَ معنا.. لتعزيز أهدافنا المشتركة في السلام والتسامح والرخاء والتآلف..!)؛ وغيرها من المفاهيم الصهيونيّة الفجّة، التي لا تعترف بها معظم دول العالَم، ولا يتّسع المجال لإيرادها هنا.

ماذا يمكن أن يفعل أيّ رئيس مؤسّسة أردنيّة عُليا، تصله مثل هذه الرسالة..؟! ولعلَّ أوّل ما يمكن أن يخطر في الذهن، بعد حالة الغضب التي تنتابُ مُتلَقِّيها، هو التساؤل عن السبب، في إرسال تلك الرسالة، وبهذا الأسلوب الملتوي..!؟ وربّما كان الغَضبُ، والرَدُّ القاسي، هوَ أقرب ردود الفعل المتوقّعة على تلك الرسالة..!

غير أنّ السيّد المصري لم يفعل ذلك. بل قامَ، بكلّ ما يقتضيه الذكاءُ، والفطنةُ والرصانةُ، ومسؤوليّةُ رجل الدولة الحَصيف، بمخاطبة وزارة الخارجيّة الأردنيّة، مسجّلاً استهجانه واستغرابه، ورفضه، بعبارات قويّة وقاطعة، للرسالة ومضمونها وصاحبها وأسلوب إرسالها. حيث قامت وزارة الخارجيّة، بعدها، باستدعاء سفير الدولة العبريّة في عمّان، وإعادة الرسالة إليه، مَشفوعة بكلّ الرفض، للشكل والمضمون والأسلوب، الذي أورده السيّد المصري. وانتهت القصّةُ بهدوء، وعادت الرسالة إلى أصحابها..

في ظَنّي، أنّ المقصود من تلك الرسالة، الوقَحةِ والفَجّة، هوَ أن تُصبحَ وثيقةً محفوظةً، بكلّ ما جاء فيها من تُرّهاتٍ، في أرشيف مَجلس الأعيان الأردنيّ، سواء قُبِلت الرسالة، أم تمّ الردُّ عليها بقسوةٍ أو بعاديّة..! وهو ما فوّته السيّد المصري على صَاحب الرسالة الخَبيث، بالطريقة التي عالَج بها الأمر..

ذاتَ يومٍ، تَباهى السيّد رؤيفين ريفلين، الذي أصبحَ، الآن، رئيساً للدولة العبريّة، أمام تلاميذ مدرسة مختلطة، بين العرب والإسرائيليين، في القدس؛ بـ(أنّ والده كان يعرف اللغة العربية. وأنّه ترجم القرآن الكريم إلى العبرية، وأنه نشأ وسط العرب)..! فوالده، البروفيسور يوئيل ريفلين، ترشح أيضًّا للرئاسة ولم ينجح، هو باحثٌ معروفٌ في (شؤون الإسلام). كما أنّ الابن يتباهى، أيضاً، بأنّه ولد في القدس، وأنّ عائلته تنتمي إليها، منذ جيلين على الأقلّ..!

لم يتذكّر السيّد ريفلين، أثناء التبجّح في رسالته (وهو تبجّحٌ استشراقيٌّ غربيٌّ، تنازلَ عنه الغرب، مُكرهاً، منذ سنوات طويلة، بعد أن ثبتَ تهافته)، ووصفه لفلسطين بالصحراء والملاريا، بأنّ عائلة المُرسَل إليه، السيّد طاهر المصري، على الأقلّ، كانت، وقبل أن يولد السيّد ريفلين ووالده أيضاً، تمتلك، في فلسطين ونابلس على وجه الخصوص، ومنذ العهد العثماني؛ شركات المال قبّان، ووكالات أوروبيّة، ومصانع صابون وزيوت نباتيّة، ومصانع كبريت وغيرها، فضلاً عن شركات مقاولات قامت ببناء معظم الأبنية الحكوميّة في زمن الانتداب البريطانيّ..!. نَاهيكَ عن (ثقافة مواسم البرتقال)، في يافا، وهي تسميةٌ اختارتها الشركات الأوروبيّة، لوصف تجارة تصنيع واستيراد البرتقال من يافا، منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر..!

حكايةُ هذه الرسالة، وبكلّ ما يتّصل بها من وثائق، موجودة في كتاب (حَصاد الزمن الصَعب)، للسيّد طاهر المصري، الصادر حديثاً، في بيروت وعمّان، عن المؤسّسة العربيّة للدراسات والنشر. وهو كتابٌ ضخمٌ، وزاخرٌ بنصوصٍ وموضوعات، أردنيّة وعربيّة وإقليميّة، تحمل من الزخم، الفكريّ والسياسيّ والاجتماعيّ، الكثير.. ولحديث (حَصاد الزمن الصَعب) صِلات.

fafieh@yahoo.com
الراي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :