facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القاعدة تعيد بناء هياكلها بين الهجرة والتوطين


رنا الصباغ
21-09-2008 03:00 AM

بعد سبع سنوات على زلزلة 11/9 التي وظّفها الرئيس جورج بوش ذريعة لشنّ ما يصفها بحرب عالمية على الإرهاب, واحتلال بلدين مسلمين; أفغانستان والعراق, ها أن الحملة الأمريكية الرنّانة تفشل في تحقيق هدفها المعلن وهو جعل العالم أكثر أمانا.

بل على العكس تماما باتت التحديات التي تواجه شعوب وحكّام قارات العالم أكثر خطورة, إذ تطل وجوه جديدة ومتغيرة للارهاب الذي أصبح لا يفرق بين مصالح أمريكا والدول العربية والغربية المتحالفة معها.

رغم تكرار توعده باصطياد أسامة بن لادن, يبقى زعيم القاعدة طليقا كما فشلت الآلة العسكرية الأمريكية في إلقاء القبض على زعيم طالبان في أفغانستان الملا عمر مع أنها تسحق يوميا العشرات من المدنيين عقب الإطاحة بنظام الطالبان في أول خريف بعد انهيار البرجين. ويبدو أن الرجلين يتمتعان باللجوء في منطقة وزيرستان, بحماية القبائل البشتونية بانتظار إعادة خلط الأوراق.

ولم يدمر تنظيم القاعدة الذي تمدد كالأخطبوط وبات يمسك بالعالم رهينة. أعادت "الطالبان" و"القاعدة" الأم تنظيم صفوفهما في أفغانستان وباكستان, حيث باتت تسيطر على مناطق شاسعة في الأولى ونصف الثانية وتقيم ملاذات آمنة ومعسكرات تدريب للمتطوعين الجدد.

على الجبهة الأخرى تقهقر نظام صدام حسين في العراق, لكن الاحتلال الأمريكي فشل في تحقيق الأمن والاستقرار بعد مرور خمس سنوات على مغامرته العسكرية غير المحسوبة, فانزلقت بلاد الرافدين إلى فوضى سياسية واقتصادية واجتماعية ومزرعة لتصدير إرهاب القاعدة إلى دول الجوار وسائر العالم. وزاد الشرخ بين الغرب والعرب فيما ظهر صراع الاديان وتعمق.

ويبدو أن القاعدة ما تزال تصول وتجول في العراق رغم الحملة الأمنية الامريكية-العراقية الدائرة منذ عام.

أردنيا. ذاقت المملكة مرارة التفجيرات الانتحارية نهاية 2005 حين أرسل زعيم تنظيم القاعدة في العراق الأردني ابو مصعب الزرقاوي مجموعة انتحاريين فجّروا ثلاثة فنادق عمانية أواخر 2005 ما اودى بحياة 60 شخصا غالبيتهم في حفل زفاف.

بعد ذلك ارتفعت وتيرة إجهاض العمليات المخططة ضد الأردن إلى حوالي عمليتين أو ثلاث في الشهر.

لكن اليوم وبحسب مسؤولين امنيين, وخبراء عرب وغربيين في مجال مكافحة التنظيمات الأصولية, فإن الأردن نجح في تحجيم تهديد القاعدة. إذ تراجعت المؤامرات الإرهابية المجهضة إلى عمليتين أو ثلاث على مدار السنة بسبب انكماش التأييد والتعاطف مع هذا التنظيم في أعقاب تفجيرات الفنادق, ومضاعفة النشاط الاستباقي للأجهزة الأمنية الأردنية عبر ذراعها الضاربة "فرسان الحق" داخل وخارج الحدود, كذلك يعزى التراجع إلى نجاحات عراقية وأمريكية داخل الأراضي العراقية.

لكن الأردن ما زال يعتبر نفسه هدفاً مفضلاً ل¯ "القاعدة". وإذا ما أتيح لها استهدافه فأنها لن تتردد للثأر من أجهزته الأمنية والعسكرية التي لعبت دوراً كبيراً في تسديد ضربات له داخل وخارج العراق. في هذا السياق يؤشر مسؤول أردني آخر إلى صعوبة عمل التنظيم داخل الأردن هذه الايام. لأن الخلايا والعناصر التي يمكن أن تشكل منفذاً له إلى المملكة تقع تحت رقابة متواصلة. وهم يدركون ذلك, بحسب التقديرات الرسمية تتراوح أعداد هذه الفئة داخل المملكة بين 500 و700 متعاطف مع أو مؤيد للفكر الأصولي. لكن الخطر يظل قائما من "البوابة الشرقية". إذ ثبت أن العمليات التي نفذّت في عمان والعقبة قبل سنوات قليلة قدم منفذوها من الخارج ولم تكن لهم صلات بالجماعات "السلفية الجهادية في الأردن".

الاهم أن الأجهزة الأمنية المشتبكة على جبهة مكافحة الإرهاب بدأت تعيد النظر في استنتاجات بدأت تطفو منذ سنتين حول بدء تراجع أداء "تنظيم القاعدة" في مختلف الدول التي نشط فيها لا سيما في أفغانستان. أما فيما يتعلق بافتراض ضعف قيادة التنظيم المقيمة في وزيرستان على الحدود الباكستانية - الأفغانية. فيبدو أن هذه القيادة أعادت صياغة علاقة مختلفة مع عناقيد التنظيم في معظم مناطق نشاطه حول العالم.

على ضوء ذلك ترى مصادر أمنية غربية متخصصة في مجال مكافحة الإرهاب أن ضعف أداء "القاعدة" في العراق لا يعود حصرا إلى نجاح القوات الأمريكية والعراقية في مطاردته. إنما أيضاً لأسباب أخرى أهمها أنه اتخذ قراراً بالعودة الى أفغانستان "لأن النصر بحسب قناعة قيادة التنظيم لن يتحقق في العراق إلا إذا سبقته انجازات مهمة في أفغانستان مركز انطلاقه ونشاطه السياسي والعسكري. القرار هذا بحسب المصادر نفسها اتخذته القيادة الام بعد أشهر قليلة من مقتل الزرقاوي صيف .2006 بدأ التنفيذ على مراحل من خلال سحب عدد من المقاتلين غير العراقيين من المدن العراقية الى أفغانستان عبر منطقة السليمانية إلى إيران ومنها إلى أفغانستان.

كذلك سجل تغيير مهم في أساليب تمويل الأعمال الإرهابية, فبعد ان كان العراق هدفاً لتحويلات مالية كبرى من مختلف أنحاء العالم لدعم عمليات القاعدة فيه. تحوّل الى مُصدِّر للتحويلات المالية الى مختلف الدول التي تنشط فيها "القاعدة" من خلال اموال تجمع من سرقة النفط ومن عمليات سلب ينفذها ناشطون في التنظيم لا سيما في ديالى والانبار. وأيضا عبر فرض الاتاوات. الاموال المتأتية من هذه العمليات توضع في مغلفات وبكميات لا تتجاوز 15.000 أمريكي وتهرّب مع افراد عبر الحدود إلى افغانستان على أساس أنها أموال لتدبير مصروف حامليها.

هذه المعلومات تبني عليها دوائر راصدة لأنشطة "القاعدة" افتراضات تتعلق برغبته في إعادة الاعتبار للساحة الأفغانية بصفتها نقطة انطلاق مستعادة لتوجهاته في كل العالم. ويترافق ذلك مع شعور قوات حلف الشمال الاطلسي »الناتو« المنتشرة في مختلف أنحاء أفغانستان بأن "الطالبان" بدأت تشهد بإسناد قاعدي انتعاشاً وتزايداً في عملياتها التي تستهدف جنود الحلف العسكري.

عودة إلى حال القاعدة في العراق. تجزم المصادر الأمنية الغربية والعربية بأن هذا التنظيم لم يُهزم بعد. وتعتبر أن وقوع تحول في طبيعة نشاطاته لا يعني على الإطلاق انعدام الأخطار التي يمثلها في ذلك البلد او انفصاله عن القيادة الدولية.

وفي هذا السياق يؤكد مسؤول أمني ان افتراض "ضعف وانهاك" القاعدة في العراق لم ينعكس على تماسكه إذ ما زال الاقوى والاكثر قدرة على تنفيذ عمليات والإبقاء على خطوط اتصال وامداد آمنة في زمن تراجعت فيه فصائل عراقية مسلحة أخرى مثل "كتائب ثورة العشرين" وغيرها من فرق المقاومة بعد أن نجحت "مجالس الصحوات" في استيعابها تماشيا مع خطط أمريكية لفرض الأمن والاستقرار, لذلك يبقى الخطر القادم في إصرار الحكومة العراقية على الحد من نفوذ هذه المجالس, التي تم تشكيلها بالتنسيق مع عشائر سنية. خاصة في محافظة الأنبار ما قد يفتح الباب واسعا أمام عودة نفوذ »القاعدة« إلى هذه المحافظة والمناطق حولها والمعروفة ب¯ "مثلث الموت".

كذلك يتابع خبراء مكافحة الارهاب تبدلا في الخيارات العسكرية ل¯ القاعدة عقب مقتل الزرقاوي على أيدي القوات الأمريكية بمساعدة استخبارية أردنية. يتمثل التكتيك القاعدي الجديد في تقديم الأهداف العسكرية على الأهداف المدنية نتيجة شعور قيادة التنظيم بأن المبالغة في استهداف المدنيين كما حصل في الأردن أدى الى تبدل في المزاج العام وتناقص عدد المؤيدين له فقررت توجيه الاستهداف صوب مصالح أمريكية وإسرائيلية بهدف بناء "السمعة" بعد مذبحة عمان. لكن يبدو ان "القاعدة" استثنت من هذا التوجه الساحتين العراقية والجزائرية; الأولى لأنها ساحة حرب لا مكان فيها لحسابات ربح أو خسارة غير عسكرية او ميدانية عبر استهداف مدنيين, والثانية لأن التنظيم المحلي ل¯ "القاعدة" فيها لا يزال ضعيف الصلة بالقيادة الدولية رغم إعلان الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر اندماجها ب¯ القاعدة وتغيير اسمها الى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي".

اضافة الى المغرب العربي, انتشر منتسبون جدد ل¯ "القاعدة" في عدد من دول الخليج التي لم يسبق أن نشط فيها التنظيم. يختبئ هؤلاء وراء واجهات عمل ورجال أعمال, وقد ضبط بعضهم أثناء محاولة استيراد مواد كيميائية غير عسكرية يمكن تحويلها الى متفجرات بهدف إدخالها للعراق على شكل صفقات تجارية مشروعة. ضبطت بعض المواد واعترف عدد منهم لاحقاً بأنهم كانوا بصدد إرسالها الى تنظيم القاعدة في منطقة ديالى.

أما في غزة فقد كشف "جيش الأمة" عن نفسه علنا امام اعين المصورين والصحافيين بداية الشهر الحالي عندما شاركوا في تغطية تدريباته العسكرية تتويجا لنشاطه السري الذي بدأ قبل ثلاثة أعوام عندما فر ناشط إسلامي مصري من مدينة المنوفية بعد مواجهة مع قوات الأمن, واستقبلته حركة حماس في القطاع. حيث شرع في تأسيس جماعة "جيش الأمة" لكن حماس بدأت تعمل أخيرا على ازالة شبهة التعامل مع التنظيم عبر اعتقال بعض نشطائه.

القاعدة عمدت خلال السنوات الماضية على مراجعة ساحات نشاطها واعادة صياغة أدوارها الأمنية المختلفة بدءا من إعادة الاعتبار لضرورة العودة الى افغانستان او تقصي ساحات جديدة للعمل الجهادي مثل لبنان مستغلة ضعف الاجهزة الأمنية ومتخوفة من تنامي نفوذ حزب الله الشيعي. القاعدة تستهدف مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان حيث تحاول الاتصال بمقاتلي الفصائل الفلسطينية المتشددة وب¯ "جند الشام". وهناك خشية من تحويل المخيم إلى معقل جديد للقاعدة التي قد يتواصل فكرها مع بؤر التشدد السلفي الجهادي التي يزداد انتشارها خارج المخيم.

اضافة الى ذلك تستثمر القاعدة بما يسمى ب¯ "العائدين من العراق" في دول عادت العمليات الارهابية اليها بعد توقف دام سنوات مثل الجزائر واليمن المغرب.

في نفس الاطار سجلت عمليات "توطين" واسعة ل¯ »تنظيمات القاعدة« في باكستان وأفغانستان والعراق على حساب تراجع الحاجة إلى مقاتلين من خارج هذه البلاد وفي ظل تضاعف الرقابة على الاساليب التقليدية في عمل القاعدة بدأ التنظيم يعتاد أكثر فأكثر على رسل يحملون رسائل بين تنظيم القاعدة الأم والوكلاء المحليين أضافة الى تزايد استعمال نساء وأطفال في عمليات انتحارية وعسكرية.

سبع سنوات عجاف والمعركة مستعرة وسط وقوع أخطاء قاتلة في استراتيجية مكافحة الإرهاب فهل يراجع بوش نفسه بعد خروجه من البيت الابيض مطلع .2009 ليرى بنفسه كم اضر بأمن واستقرار العالم عبر حملته على الارهاب وكيف ربح شهادة دكتوراه في مساق سياسي ابتدعه تحت اسم "تخريب العالم عبر الفوضى الخلاقة".0



نافذة

بسبب انكماش التأييد والتعاطف الشعبي مع »القاعدة« ومضاعفة النشاط الاستباقي للاجهزة الامنية الاردنية نجح الاردن في تحجيم تمديد هذا التنظيم.
عن العرب اليوم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :