facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أول حركة تمرّد


احمد حسن الزعبي
06-10-2016 12:46 AM

لم يعجبني تعلّق الأولاد بالأجهزة الالكترونية التي يتفاعلون معها برموش العيون وبرؤوس الأصابع، حتى صاروا ينسون أنفسهم لساعات طوال وهم ينظرون، يبتسمون، يقهقهون، يسرحون، يحزنون في المستطيل الذي بين أيديهم منفصلين عن الواقع تماماً، حيث لم يعد صوتي مسموعاً وصارت نصائحي بترك الأجهزة والجلوس معنا أو تحضير الدروس تسقط على الأرض فور خروجها من فمي تماماً كطلقات مسدسات البلاستيك... كما أن شرعيتي تآكلت الى حد ما فلم أعد بنظرهم سوى كائن حي يرتدي "فانيلا" وسروالاً ويتجول بين الغرف بلا هدف..ولأنني الحاكم بأمر الله فقد أصدرت فرماناً بمصادرة جهاز "التابليت" وجميع الهواتف الذكية التي تحتوي على ألعاب...ثم غادرت كالعادة في مشوار قصير إلى السوق مطمئناً أن الأمور تسير وفق المعتاد .. بعد نصف ساعة وردني اتصال من أم العيال أن الأولاد غادروا المنزل إلى جهة غير معلومة وأنها تشتمّ رائحة انقلاب في الأفق ثم قاطعت حديثها بخبر عاجل أن احدهما قام بقصف شباك المطبخ بقشور رمان كما شاهدت فردة "شبشب" تحلّق على ارتفاع منخفض من غرفتي في خرق واضح للسيادة ..على الفور قمت بعمل تسجيل صوتي على "السكايبي" طمأنت العائلة فيه على سلامتي وأن ما يجري هي عملية تمرّد صغيرة سوف تنتهي في غضون دقائق و ها أنا بطريق عودتي الى البيت..

وبالفعل فور وصولي استمعت إلى تقرير مفصّل من أم العيال عن حركة التمرّد، وكيف وشوش "حمزة" شقيقه "عبّود" وغادرا المكان غاضبين خارج البيت بسبب مصادرة الأجهزة ، في نفس الوقت قالت "جونيا" قائد سلاح المشاة أنها شاهدتهما يغادران إلى سطح البيت في وقت باكر من فشل الانقلاب، هذا وقد حاولا أن يقطعا الماء عنّا بعد الاستيلاء على "محبس" الماء الرئيس الممتد من الخزّان...في هذه الأثناء استعدنا السيطرة على مداخل ومخارج بيت الدرج، وعاد كمبيوتري الشخصي للعمل بعد أن أعدنا توصيل "الراوتر" حيث رجع بث "النت" كالمعتاد، واحكمنا السيطرة على البيت بشكل كامل في غضون ساعات حيث أعلنت باقي العائلة "لميس"و"حسن" و"جونيا" موقفهم مع الشرعية رافضين حركة التمرّد تلك، ثم دعوتهم للنزول الى الصالون لحين تنظيف البيت تماماً من شظايا الانقلاب.."حمزة" العقل المدبّر للانقلاب الفاشل لجأ الى بيت عمّه..حيث طالبت بتسليمه حسب اتفاقية المبرمة بين الطرفين في تسليم المجرمين الخطرين...بينما تم القاء القبض على "عبود" خلف الخزان قبيل الغروب ومصادرة ذخيرته من ""بزر البطيخ والمعمول " و استلام حمزة من على الباب ومن ثم تقديمهما لمحاكمة عادلة..

أووف..بدأت الحياة تتغير..وهم صغار كان ينصاعون لك ويطيعون أوامرك ..فتشعر أنك تدير بيتاً..عندما يكبرون قليلاً وينبت التمرّد على طباعهم..تشعر انك تحكم دولة وليس مجرد بيت صغير!..

الراي





  • 1 ابو احمد 06-10-2016 | 08:34 AM

    فعلا هذا الحال في هذه الايام

  • 2 الوديان 06-10-2016 | 09:04 AM

    ييييييييييا عيني

  • 3 جود العموش 06-10-2016 | 09:29 AM

    يالهي كم انت جميل يااحمد يازعبي كعادتك دائما

  • 4 ام غيدو 06-10-2016 | 01:48 PM

    رائع ..

  • 5 المحامي فيصل حجازين 06-10-2016 | 11:54 PM

    الأب والام المربي الثاني الدولة المربي الاول الجامع والكنيسة والمدرسة علبهم مسؤولية. التربية الاخلاقية والإنسانية

    وَيَما العجب مجرد كاريكاتير تناقله احد المفكرين قامت الدنيا وقَعَدت اما المواقع الاباحية ما حدى محرك ساكن

  • 6 ابراهيم الكرك 08-10-2016 | 01:32 PM

    رائع

  • 7 ضياء 10-10-2016 | 03:48 PM

    الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعب طيب الأخلاق , والأب مدير المدرسة ومشرفها الإجتماعي ومسؤول مقصف المدرسة ومدرس الرياضة والحارس بنفس الوقت . اللهم إرحم وأطل بعمر كل أب وأم يارب العالمين.

  • 8 فيصل 17-10-2016 | 04:37 PM

    لله درك مبدع

  • 9 ابو امجد 18-10-2016 | 10:17 AM

    حقيقة البيوت الان اصبحت عبارة عن فندق يقيم فيه اشخاص لكل منهم عالمه الخاص وفرص التواصل قليلة ان لم تكن معدومة وكل ذلك بسبب ان كل منهم يبحلق في جهازه الخاص.

  • 10 مستقرئ 18-10-2016 | 10:40 AM

    أسلوبك اللطيف البسيط (سهل ممتنع !) ملئ بالحياة. كل الحب

  • 11 كبير 18-10-2016 | 11:51 PM

    صورة حقيقية..نعم ...الثورات فقط ضد الاباء ..اما الحكومات فلا....


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :