قال الله تعالى في حق أحد أنبيائه (وكان عند الله وجيها) شهد الله سبحانه وتعالى له بالوجاهة, وهي شهادة مخلدة في كتاب الله وتقوم على أسس واضحة من النقاء والتضحية والاخلاص والبعد عن كل الشبهات.

نسمع دائما أن الجاهة الفلانية قد توجهت الى مضارب كذا وضمت عددا من الوجهاء يتقدمهم فلان, وطلبت يد صاحبة الصون والعفاف كريمة فلان الى ابن الوجيه فلان, تكلم باسمها فلان ورد عليه بالايجاب فلان، عادة تتكرر كثيرا ونشارك فيها طواعية تلبية لعادات اجتماعية أصبحت جزءا من ثقافة مجتمعنا

اختارت الدولة أحد الأشخاص الأكاديميين ممن لا علاقة له بالوجاهة، وأصبح وزيرا أو سفيرا أو عينا، ليصبح وزيرا ثم خرج من الوزارة ليصبح وجيها.

دخل أحد أبناء بلدي المحترمين ممن لا يطمحون بالوجاهة سلك القوات المسلحة أو غيرها وأحيل الى التقاعد برتبة متقدمة وترشح للانتخابات نجح أو فشل ,لكنه أصبح وجيها.

تاجر أحد أبناء بلدي، ووفقه الله في التجارة وأصبح ذا مال وفير, والناس تأتي الى بيته وتذهب , وأولم للمسؤولين ممن يعرف ولا يعرف ,والتقطت له الصور ونشرت على المواقع وأصبح وجيها.

كان يلبس البدلة ,أصبح يلبس اللباس العربي ,ويتقدم الصفوف ويتحدث في المجالس ,وأصبح وجيها.

ما هي أسس الوجاهة ,هل هو منصب أم مال ,أم كلاهما هكذا أختلطت الأمور , ونسى الناس تاريخا لا ناس كنت تعرف بيوتهم من نار طعامهم ,أو من لمعة سيوفهم ,أو صواب رمي بنادقهم في الدفاع عن الوطن .

نسى الناس أصحاب التاريخ , واستبدلت قصصهم بقصص جديدة تزخر بالمجاملة على حساب الصدق والنفاق على حساب الحقيقة , ومن هنا يتقاتل الناس عل المال والمنصب كي يكونوا وجهاء يحسب حسابهم.


نسى الناس من يسير في حاجة الناس دونما طمع في وجاهة يرفع الحيف ,ونسوا من يدافع بالكلمة الصادقة عن القيم والدين والوطن والأخلاق,لأن ذلك أصبح من الأشياء التي لا تدخل في موازين الوجاهة.

نسى الناس أسماءا لها تاريخ محفوره في ذاكرة الوطن كأباء وأجداد كان لهم الفضل في الحفاظ على هذا البلد وأصبحت أسماء تتقدم الصفوف لا علاقة لها بهذا التاريخ من أصحاب (الولاء المكلف) لأنهم يحيطون بالصحن كمسامير تدور حيث يدور الصحن.

قال عمر بن الخطاب (دلوني على رجل أوليه الأمارة أذا كان بين الناس لا يعرفه أحد كأنه أميرهم واذا كان أميرهم وهو جالس بينهم كأنه واحد منهم فدلوه على رجل كان أفضل ولاة الشام.

هي نصيحة لمن يصنف الناس وجهاء وشيوخ وذوات,أن يغربل القائمة ويعيد النظر فيها ويضع أسسا جديدة ,تحافظ على معنى الوجاهة وشخصية الوجيه ليبقى الناس على قناعتهم بهذه القيادات التي أن قالت فعلت ,وأن تحدثت يسمع الناس لها لأن البلد ستحتاج في فترة ما الى هذا النوع من الناس الذين لن يمحوا وجودهم أو تاريخهم دعوة أو موقف والا فقدنا مع الزمن من نسمع اليه ولات حين مناص.