facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ساعة زمن مع رجل دولة محترم


شحادة أبو بقر
11-10-2016 10:31 PM

كنا سويا مع حشد كبير نحضر حفل إشهار كتاب طيب الذكر دولة الأستاذ طاهر المصري في " مؤسسة شومان ", وعند خروج الجمع في نهاية الحفل, إلتقينا صدفة , بادر كرما منه بالسلام والسؤال عن الحال , وطلب أن أزوره , وهكذا كان .

تناول الحديث كل شيء كما يفعل سائر الاردنيين في هذه الأيام , وتمحور جله حول شؤون الساعة في بلدنا , كنت وبذهنية الصحفي, حريصا على أن اكون مستمعا اكثر مني متحدثا , فانا أريد ان أتعرف اكثر على نمط تفكيره , ورؤيته لما يجري في بلدنا هذا الأوان, لكنه وبأدب جم , من رجل دولة حقيقي غير متكلف , حرص على ان نتجاذب أطراف الحديث الند للند .

شد إنتباهي كثيرا , تمنياته للحكومة الجديدة بأن تنجح في حمل أمانة المسؤولية , خلافا لما هو مألوف من كثيرين سواه في هذا الزمان , عندما لا تخفى تمنياتهم بان تتعثر الحكومات! , عسى أن تتدحرج الكرة بإتجاههم . لم يتلفظ باسم رئيس الوزراء كما هو في بطاقته, بل إستخدم غير مرة اسم , " دولة أبو فوزي", وانقل تعبيره حرفيا.

شد انتباهي اكثر ,أنه لم يذم أحدا من "رجال الدولة " عاملين وغير عاملين , حتى من كانوا له خصوما عندما كان في صلب السلطة , وأشهد بأنه قد تحدث بما يعبر عن إحترامه لهم جميعا , وبلا إستثناء , ولم يتطرق لعيب أو نقد لأي منهم إطلاقا , برغم كل محاولاتي أخذه ولو بالإشارة, إلى أخطاء أي منهم! , فلم يوافقني الرأي وإكتفى بالقول , نحن بشر نصيب ونخطئ, ومن منا لم يخطئ في حياته .

يرى أن على الجميع في هذا الوقت العصيب وفي كل وقت , أن يكونوا يدا واحدة لمصلحة الاردن , ومع الملك , والحكومة , والبرلمان , والجيش والقوى الأمنية , إن كنا حريصين على بلدنا , وإستدرك , أنا متيقن تمام اليقين , من أن الجميع حريصون على البلد سواء كانوا معارضة أو موالاة كما نقول , ربما تختلف الإجتهادات , وهذه ظاهرة صحية وديمقراطية , لكن الجميع في بلدنا غايتهم الحفاظ عليه , وهذا واقع مفرح ومبشر , ويجب تعظيمه والبناء عليه .

عبر عن سعادته وإشادته بنزاهة الإنتخابات , وإمتدح إصرار جلالة الملك على إجرائها في زمن إقليمي عصيب , وأعرب عن تفاؤله بالمجلس النيابي الجديد . سألني عن توقعي من سيكون رئيس المجلس , قلت , لا أعرف فانا بعيد عن الاجواء , قال , هم جميعا أبناء بلد واحد , وربنا يجيب اللي فيه خير للبلد .

لم يخف إنزعاجه من كثرة الإشاعات , وجنوح البعض إلى مقاربة التطرف في الرأي والممارسة العملية , وأعتبر ذلك ظاهرة غريبة في مجتمعنا , وحذر كثيرا من تناميها .


تحدث مطولا عن إعجابه بالنهج القيادي العصري لجلالة الملك ,وأكد كثيرا على اهمية وحتمية تفاعل الشارع إيجابيا مع هذا النهج , وإسترسل في الحديث عن تقصير المجتمع الدولي عن دعم الاردن الذي ينوب عن العالم كله في تحمل أعباء تفوق قدراته , وأثنى على قرار التوقف عن السماح بدخول المزيد من اللاجئين , معتبرا أن الأمن الوطني يتقدم على كل أمر .



أشاد بالجيش والأجهزة الامنية كثيرا , وقال , هؤلاء الشباب يصلون الليل بالنار في حمل أمانة حماية حدودنا وأمننا , وسط ظروف صعبة تحيط بنا , وواجبنا جميعا شكرهم ودعمهم بأقصى طاقاتنا , وانا مطمئن بوجود هؤلاء الشباب تحت قيادة ورعاية " سيدنا " ,
بأن أمننا بخير بعون الله .

تحدث عن ظروف الاردن الإقتصادية بتفاؤل حذر , وقال نحن نتحمل أعباءنا وأعباء غيرنا , لسنا سببا في أي من أزمات المنطقة , ولم نكن يوما كذلك , لكننا في طليعة من يتحملون وزر مخرجاتها وتداعياتها , ومع ذلك لا نحظى سوى بالدعم القليل الذي يسمن ولا يغني .

وأكد , أشقاؤنا في دول الخليج العربي ما قصروا معنا كشأنهم دائما , ولهم بالغ الشكر , لكن المجتمع الدولي المنخرط في حروب المنطقة , مقصر , وجلالة الملك , لا يدخر جهدا في التعبير عن معاناتنا جراء تلك الأزمات الطاحنة , وانا على يقين من أن جهود جلالته ستثمر إن شاء الله , فجلالته يحظى بإحترام وتقدير عالميين واسعين , وعلينا إستثمار هذه السمعة الطيبة بما يوازيها من إهتمام .

إعتبر أن الذكاء السياسي كفيل بإعادة ترتيب الأوراق حيال أزمات المنطقة العربية , واكد أهمية تفعيل هذا الذكاء من جانب الدول المنخرطة في هذه الأزمات, بهدف الإسهام في بعثرة بعض التحالفات التي تطيل أمد الازمات , ودعا إلى التفكير مليا بجهود قد تكون بذلت على هذا الصعيد , مشيرا إلى أن طول أمد الازمات ,قد يفتح بابا واسعا لتدخلات آخرين يزيدونها تشعبا وتعقيدا .

طال اللقاء , وكان لديه موعد آخر , فإستأذنته وإنصرفت , متمنيا أن يكون الاردن غنيا بهذا النمط من رجال الدولة الذين لا يعتبون لأمر خاص , ولا يغضبون لأمر خاص , لا يذمون خصما , ولا يتمنون العثرات لغيرهم كي ينالوا منها نصيبا , موقفهم صريح واضح , سواء أكانوا في غرف مغلقة , أو في الهواء الطلق , لا يبحثون عن الأضواء , ولا يوظفون إعلاما رخيصا بغية " تلميع الذات " , أو للفت الإنتباه على طريقة , نحن هنا ! , يحبون الوطن لمجرد أنه الوطن , ويتفانون في خدمته , وليس في تاريخهم لوثة قد تثير في ذواتهم , ضعفا أو حياء أو إنكسارا امام الحقائق , ويزيدون على كل هذا , ذكاء سياسيا , وسعة أفق وملكة إدراك, وإقداما في قول الحق وإتخاذ الموقف الحق .
دولة عبد الكريم الكباريتي, بارك الله بك ولك وعليك, وأكثر من أمثالك, في بلد يحتاج لأمثالك دوما , وأنا أعرف العديدين منهم , داخل السلطة وخارجها . المجالس أمانات , هذا صحيح , وعذرا سلفا أبا عون أني لم أستاذنك في النشر . الله جل في علاه من وراء القصد .





  • 1 مالك العبادي 11-10-2016 | 11:22 PM

    بأمانه لقد انصفت دولة أبو عون , فهو رجل دوله قليل أمثاله في زماننا هذا

  • 2 امجد العمري 12-10-2016 | 04:28 PM

    دولة الاستاذ طاهر المصري مدرسه في الاخلاق ومناره في الادب وهو من عائله عريقه تمتاز باخلاقها العاليه

  • 3 اشرف العجارمة 12-10-2016 | 06:36 PM

    يا ريت عندنا رجال دولة مثل هذا الرجل ابو عون قامة وطنية ورمز يشار له بالبنان ووطنيته يشهد لها القاصي والداني


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :