ان المتابع للخط البياني للدراما الاردنية يجد ان هذا الخط ما زال في انحدار مستمر منذ سنوات ولولا بعض الاعمال الخجولة للدراما الاردنية في رمضان لترحّمنا عليها منذ زمن.
الاسباب المعروفة للهزل الذي اصابها منذ مطلع التسعينيات هي عزوف الخليج العربي عن شراء الاعمال الاردنية . وغير المعروف بقي كما هو غير معروف . في السنوات السابقة كانت الاعمال الاردنية تعرض ليل نهار في جميع الدول العربيه وحصدت نجاحات كثيرة ,جعلت منها منافساً صلباً للاعمال المصرية بل وتفوقت عليها في مسلسلات كثيرة كانت تعرض قيماً اجتماعية قريبة للمشاهد العربي , ومن هذه الاعمال الخالدة ( هبوب الريح , بير الطي , قلوب لاتحتمل الحب ,قرية بلا سقوف ) والكثير الكثير .

في مقابل ذلك كانت الدراما السورية تمشي بخطوات متواضعة لتكون مع الرّكب , بعد خمسة عشر عاماً نجد ان الموازين انقلبت ضد الممثل الاردني الذي خسر لقمة عيشة ومات قهراً دون ان يترك لاولاده شيئاً وأتذكر هنا الفنان الكوميدي المبدع المرحوم حسن ابراهيم (مرزوق) الذي اضحكنا كثيراً ومات فقيراً . فأصبحت الموزين مع الممثل السوري الذي استطاع في غياب الممثل الاردني ان يحقق نجاحات على مستوى الوطن العربي بل واصبح منافساً سينمائياً للممثل المصري , لتحقق الاعمال السورية ايرادات ضخمة جعلها تنتج مسلسلات بالعشرات في كل عام دون ان تنتظر شهر رمضان حتى تصحو من سباتها العميق . الممثل الاردني مبدع كما هو المدرس والطبيب وبشهادة القاصي والداني . فلنحافظ على من بقي ممن لم يترك التمثيل ليعيش حياة كريمة ونحاول ان نٌيقظ الدراما من غيبوبتها بعمل جديد وقصة جديدة وان لا ننظر الى الخلف وان نبدأ من جديد.