facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مالك العثامنة يكتب عن بترا


مالك العثامنة
23-10-2016 03:32 PM

"بترا..ابنتي.. وقد حضرت إلى الدنيا في الثالث والعشرين من أكتوبر قبل عامين من الآن.. في مستشفى في مدينة «جنت» البلجيكية.
حضورها في بلجيكا، أضاف إليها هوية جديدة ضمن «جعلكة» الهويات المكونة لها.
بترا.. ابنتي.. ابنة الحوراني من الشمال الأردني، وهو ذاته ـ يعني حضرة جنابي- ابن الشيشانية وهي بدورها ابنة المهاجر الشيشاني «أحياد» القادم أوائل القرن العشرين من جبال القوقاز، ليستقر في الأردن هربا من بطش القياصرة آنذاك.
وبترا أيضا.. ابنة (ليلى العقاد).. أمها الحلبية من أعرق بيوت حلب، وأم أمها «غابرييلا» أيضا هنغارية من أسر المجر الكبيرة… وأنا أكتب المقال الآن، من بيت «ستها» في بودابست، حيث تقوم بترا الآن بزيارة هذا الجزء من شجرة العائلة.. هل قلت شجرة العائلة؟ ربما في حالة بترا الحكاية تصبح مشاتل عائلية.
جدة زوجتي.. ليلى، من طرف الأب (عزيزة خانم)، نشأت وتعلمت في «اسطنبول» حين كان التعليم في تلك العاصمة ميزة، وكان الحديث باللغة التركية سمة الصالونات الارستقراطية..
نظيرة عزيزة خانم، من طرفي أنا، يعني جدتي لجهة الأب (عيشة الأحمد)، ابنة معلم الكتاب القادم من جبل عجلون في بلدة «صفد» التاريخية على ضفاف طبريا.
وبترا.. الآن، بلجيكية، مولودة في مدينة تقع في الشطر الهولندي من بلجيكا.. بل مدينة تحمل كما هائلا من الثقافة والتاريخ الهولندي منذ القرون الوسطى.
أتخيل..وأشطح بالخيال كثيرا نحو الوراء البعيد..
أتخيل، فارسا من القرون الوسطى.. يقف على باب حانة (هي الآن مستشفى سانت لوكاس في جنت)، هذا الفارس يفكر بالانضمام إلى ركب فرسان البابا المتوجهين إلى الشرق.. لحماية الصليب المقدس. هو مقتنع ان الصليب في خطر..هكذا أخبروه.
في الوقت نفسه، شيخ دين في حلب، «يعقد» جلسات الذكر وحلقاته، ينبه مريديه إلى الخطر القادم من الغرب.. وضرورة حماية المقدسات من القادمين لتدنيسها وغزو البلاد. الشيخ لكثرة حلقاته التي يعقدها، صار يعرف بالشيخ «العقاد».
الفارس الفلاماني، انضم إلى الركب، وتوقفوا في طريقهم نحو الشرق في بودابست.. كانت الخيول تشرب من الدانوب، وثمة فارس مجري اسمه «أندراش»..من أهل المدينة، أشعله الحماس بحماية الصليب المقدس، وبوازع إيماني حقيقي، اقتنع الرجل بما حكوا له، فحمل عدته على فرسه، وانضم إلى الحملة.. المتجهة نحو الشرق البعيد.
وفي الشرق أيضا، والوقت نهاية السنة الميلادية، وباجواء شتائية ملطخة بطين الأرض الخصبة في حوران، يقوم الحاج عثمان، بزيارة صديقه المسيحي ورفيق صباه، نمر، في قرية الحصن، لتهنئته بأعياد الميلاد.. يتحدثان عما يدور من إشاعات عن غزو قادم من الغرب، باسم الله.. ويتفقان على موعد آخر لرد الزيارة وتبادل المونة.
الحاج عثمان، أنجب أولادا وأحفادا كثيرين، ولكثرتهم، ضاعت أسماؤهم بين الناس واختلطت، ولتسهيل الأمر، صاروا يسمونهم بالعثامنة.
في الوقت ذاته.. لكن بجغرافيا جدا بعيدة عن الطرفين، كانت قرية أتشن الملفوفة بين جبلين في القوقاز، تستقبل ابنها «أحماد».. القادم من حروب على طرف الجبال.. يحميها من أطماع القيصر. أحماد.. العائد توا لقريته، ما لبث أن تزوج حبيبته في القرية وأنجب منها أول سلالته. سلالة، سيخرج أحد أحفادها بهجرة موجعة نحو بلاد الشام.. ليكون أول سلالته هناك أيضا.
بين أحماد وعثمان، والفارس المجري، والشيخ العقاد في حلب.. وبين كل تلك التفاصيل، كانت ابنتي «بترا» نبوءة حب، يحملها التاريخ هدية للمستقبل البعيد البعيد.
بترا.. واسطة عقد الهويات.. بترا ابنتي.. فيها سماحة «عثمان» الحوراني، وطيبة العقاد الحلبي، وصلابة «أندراش» الفارس المجري.. وشجاعة «احماد» القوقازي العاشق حتى في حروبه.
بترا.. وللإسم هوية وحكاية…غنية عن السرد.. فكل التاريخ.. بترا.. وكل المستقبل أيضا «بترا»."
القدس العربي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :