facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفيسبوك .. استعمار الكتروني بامتياز


د. عبير الرحباني
26-10-2016 11:33 AM

يعتبر الفيسبوك من ابرز مواقع التواصل الاجتماعي قوة وتأثيراً وهو اشبه بالنادي الاجتماعي لكنه للاسف نادى بلا أسوار. ويعتبر نوعا من انواع الاعلام الجديد، الا انه في الوقت ذاته يعتبر اداة من ادوات الاستعمار الالكتروني، بحيث اصبحت رسائلنا وصورنا وتعليقاتنا الكترونيا، وحتى حواراتنا وكلماتنا الكترونيا، حتى مشاعرنا واحاسيسنا تجاه الاخرين امست الكترونية.

نعم، هذا هو حالنا اليوم الذي يشهد ارتباطنا العميق باختراعات العصر وانفصالنا الاعمق عن حياتنا الاجتماعية، وتخلينا عن عادات جميلة وعلاقات حقيقية واستبدالها بعلاقات الكترونية وربما وهمية وربما مزيفة الهوية.
وصحيح بان المواطن العربي وبفضل الاعلام الجديد اصبح مالكاً لوسائله الخاصة لنشر ما يحلو له للتعبير عن رأيه الا ان الحرية المتاحة في الاعلام الجديد جعلته مرسلا سلبياً في معظم الاحيان، وغير مدرك لابعاد الكثير من الامور، وغير واع بابعاد النتائج عند قيامه بنشر اي معلومة او خبر سواء بالصور او الفيديوهات او الرسومات.

وفي هذا الاطار ربما نتساءل! لماذا يستخدمون التكنولوجيا بشكل حضاري ولابعاد عميقة المدى ويسيطرون عليها، بينما نستخدمها نحن بشكل غير حضاري ولا ندرك ابعادها ونتركها تسيطر علينا وعلى انماط حياتنا؟ ففي الوقت الذي نجد فيه ان هناك فئة كبيرة في مجتمعنا ومن خلال الفيسبوك تقوم بتفجير طاقاتها الابداعية وتفجير وطنيتها وعروبتها ورفضها الارهاب والتطرف، الا اننا نجد بالمقابل فئات اخرى تستخدمه لزرع الفتن والفوضى والشائعات واشكال التطرفف والسعي لتفكيك الوحدة الداخلية داخل المجتمع الواحد.

وقد اصبح الادمان على استخدام (الفيسبوك) ظاهرة سلبية اثرت على علاقاتنا الاجتماعية وتواصلنا الاجتماعي بين الناس، كما اثرت على مهارات اتصالنا. فسوء استخدامه او استخدامه المستمر ادى الى تفكك الروابط داخل افراد الاسرة والواحدة ما ادى لفقدان التواصل والحوار وغياب المراقبة والاشراف على الاطفال والابناء، وبالتالي تعزيز الفردية .
اما هدر الوقت فيعتبر هذا الجانب من اخطر الجوانب السلبية على مستخدمي الفيسبوك في اضاعة الوقت من حيث الدردشة ومراقبة الاخرين وغيرها من الامور، الامر الذي يحد من طموحات الشباب والمستخدم عموماً ما يجعلهم غير قادرين على تحقيق اهدافهم على ارض الواقع، اضافة الى بطء قيامهم بالاعمال والمهام المطلوبة منهم سواء على الصعيد الاسري او الاجتماعي او العلمي او العملي.

فكم من الوقت اضاعه المستخدم العربي في انشغاله بالعالم الافتراضي؟ في الوقت الذي يعي تماما ان اسرهم واولادهم وازواجهم في امس الحاجه له؟ وكم من وقت اضاعه الكثيرون وهم يركضون وراء السراب الالكتروني؟ وكم من مستخدم عربي جرى وراء عصر الشيطان من دون ادراك لخطورة هذا العصر؟ فيا للعار! ان نجد الكثيرين قد اضاعوا الكثير من واجباتهم الاسرية والاجتماعية والمدرسية والجامعية والعملية والعلمية في ثرثرة ودردشات فارغة بحجة ( قتل الوقت ) وهم لا يدركوا ان الوقت الذي يضيعونه عبر شبكات التواصل الاجتماعي وغرف الدردشات هو الذي يقتلهم.

كما ان الفيسبوك من اكثر المواقع قوة في معرفة حقيقة الناس وكشف نفسياتهم وتوجهاتهم وافكارهم.. عدا عن ما يسببه من تدهور للامور الصحية عند الكثيرين من حيث زيادة الوزن، والعصبية والقلق والاضطرابات النفسية كارتعاش اليدين والاصابع، كما يؤدي بالكثيرين الى حالات الحزن والكأبة في حالة الابتعاد عنه لفترات طويلة.

اما لغتنا العربية فعلى وشك ان نترحم عليها بحث ادى الفيسبوك الى تدهورها ما جعلها في حالة من الانحطاط، الامر الذي ساعد على الى اندثارها وانقراضها شيئاً فشيئا عبر هذا الموقع. وليس من المستغرب ايضاً ان ترتفع نسبة حالات الطلاق بسبب هذا الموقع الذي اساء استخدامه الكثيرون.

فنحن اليوم نقف امام معضلة كبيرة في زمن كثر فيه الفسق والعلاقات المحرمة والمشاكل وجرائم القتل والفساد الفكري. خاصة ما يشكله الفيسبوك من مخاطر كبيرة وازمات كثيرة بخاصة على المستخدمين الذين لا يدركون خطورة هذا الكوكب الالكتروني الجديد، ليصبحوا فيما بعد ضحايا النصب والاحتيال والقرصنة والهاكر.

ولا شك اننا اليوم نجد الكثير من ذوي النفوس المريضة الذين يحاولون استغلال النساء والمراهقات من خلال التعرف عليهم ومحاولة دفعهم لبتادل الصور فيما بينهم وجرهم لاحاديث جنسية، من ثم قد يتطور الامر الى الدردشة عبر الكاميرا لتصبح هذه العملية فيما بعد وسائل لتهديد الاشخاص وفضحهم وبالتالي فان المستخدم الغشيم يصبح ضحية ليس للعالم الافتراضي فحسب، بل ضحية على ارض الواقع. فعلى الرغم من توفر كل الاشياء من حولنا الا ان احساسنا الدائم يشعرنا بفقدان كل شيء.

وعلى الرغم من العدد الكبير من الاصدقاء المفترضين الذي يصل المئات وربما الالوف عند معظمنا عبر الفيسبوك الا ان الكثيرين يشعرون بفراغ داخلي وبانقطاع العلاقات الاجتماعية الحميمة التي كانت تجمعهم في الماضي.

ولا نستطيع ان ننكر ان هذا الزمن هو زمن التغول الكتروني بكل ما يحتويه من علاقات ورسائل وانماط لسلوكياتنا. زمن الكتروني ينعت قديمنا ويلعن جديدنا بمجموعة من الافكار والثقافات والمعتقدات والقيم التي لا تمت لنا بصلة. استعمار قيد الحريات السياسية واباحة الحريات الفكرية والجنسية بكل سهولة ويسر.

ولا يمكن نكران ان الفييسبوك هو احد الاسباب الرئيسة في ضياعنا وتدمير عقولنا،. فمن الضروري ان تكون المسؤولية مزدوجة ما بين الاب والام. فالام المدركة لخطورة التطور التكنولوجي لها دور كبير في تربية الاسرة من صغيرها الى كبيرها وتوعيتهم بمخاطرها، والاب ايضاً الذي يخاف على مستقبل ابنائه له دور كبير في توعيتهم والسيطرة عليهم ان لزم الامر. لكن المصيبة اذا كان الام او الاب معاً في حالة ادمان على الفيسبوك فكيف لهما ان يكونا المثل الاعلى لاولادهما اذا كان الاستعمار الالكتروني قد قادهما نحو الانزلاقات والانحرافات والضياع؟ فمن الضروري في هذا الاطار ان تلعب المدارس والجامعات ايضاً دوراً بارزاً وفعالاً في عملية التثقيف عبر المناهج التدريسية من حيث خطورته ومشاكله وسلبياته عليهم.

ونحن اليوم لسنا بحاجة الى تربية اجسادنا، بل نحن في امس الحاجة الى تربية مشاعرنا واحاسيسنا وافكارنا وعقولنا من الجهل والبلبلات والثرثرات الفارغة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :