facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




البلافرة .. و عطوة الاعتراف


عدنان الروسان
05-11-2016 03:16 AM

في مثل هذا اليوم من الزمن الغابر للإمبراطورية العجوز التي كانت لا تغيب عنها الشمس ، و التي قتلت أطفال الصينيين لأنهم كانوا يعملون في مزارع القطن في بلادهم التي يحتلها البلافرة فيسرقون من قطنهم المزروع في أرضهم ليصنعوا منه قميصا يقيهم حر الصيف و قر الشتاء ، الإمبراطورية العجوز التي احتلت شبة القارة الهندية و قسمتها إلى دول تتصارع فيما بينها ، و قسمت اليمن إلى يمنين ، و لما لم تجد ما تقسمه قسمت ايرلندا إلى ايرلندا الشمالية و ايرلندا الجنوبية و ربما يصل الأمر بالبلافرة أن يقسموا لندن إلى لندن الشرقية و لندن الغربية .

في مثل هذا اليوم من زمن الإمبراطورية العجوز ، إمبراطورية بلفور و لورنس العرب و كلوب باشا ، أعطى وزير خارجية بريطانيا العجوز المتصابية وعدا لليهود باقامة دولة يهودية لهم في فلسطين ، و سمي الوعد بوعد بلفور نسبة إلى ارثر جيمس بلفور وزير خارجية بريطانيا العظمى ، و قد أقيمت الدولة اليهودية في فلسطين بعدما قام الجيش البريطاني بذبح الفلسطينيين و تقتيلهم و تدمير قراهم و مكن اليهود من القدوم إلى فلسطين تحت حراسة الحراب البريطانية و اعترفت بريطانيا بإسرائيل فور إعلان الدولة و أمدتها بالمال و السلاح و أمدتها فرنسا بالمفاعل النووي الأول ، و أمدتها أمريكا بمدد من عندها ، و هجر الفلسطينيون في كل أصقاع الأرض بفضل المجتمع الدولي و بريطانيا العظمى التي هي صديقة العرب و ما يزال توني بلير رئيس حكومتها السابق و ضابط الإم أي سكس يجول في طول البلاد العربية و عرضها عارضا نصائحه على الحكام العرب .

في مثل هذا اليوم من زمن بريطانيا العجوز التي قاربت على الخرف و ما تزال تتصابي و تتمايل و كأنها في ريعان الشباب و ما يزال الحكام العرب يعتبرون عاصمتها مرابط خيلهم ، و ملكتها تاج رؤوسهم و حكومتها قمة العقلانية و الرشد ، بريطانيا التي ساهمت في ذبح العراق و العراقيين و في تقتيل الأفغانيين المسلمين و في تمزيق كل سوريا اربا اربا ، بريطانيا التي جعلت من فلسطين دولة إسرائيلية يهودية لأخس خلق الله على وجه هذا الكوكب .

في مثل هذا اليوم من ذلك الزمن الغابر قام البلافرة " نسبة إلى بلفور " باعطاء وعدهم المشئوم لليهود ، و صارت فلسطين في خرائط الإمبراطورية العجوز إسرائيل ، و صار الفلسطينيون لاجئين و نازحين و صار اليهود شذاذ أفاق العالم شعب الله المختار ، و أجرت القبائل العربية الصلح مع البلافرة بدون أي عطوة ، لا عطوة اعتراف و لا عطوة أمنية و هذا مخالف لكل الأعراف ، و من هنا لابد لشيوخ العشائر العربية أن يطلبوا من الإنجليز عطوة اعتراف إلا إذا تم التوافق بين العشائر العربية أن العطوة لا تجوز بين أبناء العمومة و أن الدم واحد و أن هفوة وعد بلفور ماهي إلا هفوة بسيطة يمكن أن نغفرها لهم ، و أن عند العرب أراض كثيرة و دولا كثيرة و لا يجوز أن نزعل أبناء العمومة من أجل قطعة أرض صغيرة اسمها فلسطين.

العجوز البريطانية ما زالت تتلاعب بعشائرنا و مشاعرنا و ما تزال نسائنا و بناتنا لا يستطبن التسوق الا في متاجرها و التنزه في شوارعها و التغني بجمالها ، بلفور عشيرتك قوية ما زالت لكن البدوي أخذ ثأره بعد أربعين عاما و قال استعجلت ، مرت السنوات الأربعون لكن ماتروح دينة ووراؤها مطالب .





  • 1 رضوان علاونه - جنين - فلسطين الحبيبه 07-11-2016 | 06:58 AM

    شكرا لحضرة الكاتب وكلام المقال اكثر من رائع - اطال الله في عمرك وعمرناوتسمع انه البدوي اخذ بثاره .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :