facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التغييرات في التاريخ


د. سامي الرشيد
07-11-2016 12:01 PM

لقد اندلعت الثورة الفرنسية عام 1789وتم اقتحام سجن الباستيل في 14تموز( رمز الاستبداد لعهود الحكم الملكي المطلق ) وقصر فرساي (مقر الحكم ) واعلان الجمهورية واعدام لويس السادس عشر وزوجته ماري انطوانيت - آخر ملوك فرنسا قبل الثورة.

لكن هذه الثورة قد تعثرت على مدى العشر سنوات الاولى من اندلاعها.
لم يكن اعلان الجمهورية نجاحا سريعا لاقامة نظام ديموقراطي حقيقي حزيث مارست النخبة الثورية اقصى انواع الاستبداد والعنف،ثم اعدم منظرها وزعيمها روبسبير بل وقادت الى عكس ما قامت لاجله في البداية فعاد النظام الامبراطوري من باب الجمهورية الثانية مثلما عادت الملكية لمرتين قبل ان تنتصر الجمهورية الحديثة بشكل نهائي وتنهي عهود الاستبداد الارستقراطي والاقطاعي والكنسي.

اما الثورة الامريكية فلم تنجح الا بعد خوضها حروبا اهلية عنيفة انتهت بتحقيق الوحدة على اراضيها باعلان الاتحاد باسم الولايات المتحدة واصدار اهم وثيقة دستورية حقوقية والمعروفة باعلان الاستقلال لتقيم نظاما ديموقراطيا غير مسبوق.

قامت في روسيا القيصرية اول ثورة شيوعية متبنية افكار كارل ماركس (الثورة البلشفية عام 1917) ولكنها لم تكن ثورة ديموقراطية بل اقامت نظاما يقوم على المركزية الشديدة للدولة اقتصاديا وسياسيا،رغم انها استمرت لاكثر من سبعة عقود الاانها اهتزت على اعتاب البروستريكا ( الاصلاح ) والجلاسنوسنت ( الشفافية )
حتى انهار الاتحاد السوفياتي في بداية التسعينات من القرن الماضي.

بدأت الثورة الصينية بعصيان اوهان سنة 1911وخلع الامبراطور وانهاء الملكية ومرت بمراحل ثلاث (سميت بالثورات ) حتى اعلان جمهورية الصين الشعبية بقيادة الحزب الشيوعي وزعيمه ماوتسي تونغ في 1949مكرسا الحكم الدكتاتوري والذي قاد ما عرف بالثورة الثقافية في الستينات من القرن الماضي ضد ما اسماه بالثورة المضادة،لكن بوفاته أعلن الحزب في مؤتمره العام سنة 1978عن مرحلة ثورية جديدة تعتمد الصين بموجبها قواعد الرأسمالية في السوق دون التخلي عن احتكار السلطة السياسية وهو الامر المستمر حتى الآن.

اما في اوروبا الغربية والشرقية فقد كانت هناك محطات تعد ثورية فيما يتعلق بتغيير الانظمة السياسية والانتقال الى املديموقراطية.
ففي فترة الحرب الباردة اي في سبعينيات القرن الماضي امتد التحول الديموقراطي الى جنوب اوروبا (اسبانيا والبرتغال واليونان) ثم شمل هذا التوجه اوروبا الشرقية في بداية التسعينات ( بولندا تشيكوسلوفاكيا بلغاريا) اعتمادا على النهج الاصلاحي في التغيير،وصولا الى ما عرف في الحقبة المعاصرة بالثورات الملونة في بداية الالفية الثانية والتي ضمت دول وسط وشرق اوروبا ووسط آسيا اي الجمهوريات المستقلة عن الاتحاد السوفياتي ويوغسلافيا مثل اوكرانيا وجورجيا وصربيا وغيرها وهي ثورات نجحت في بعض الحالات وفشلت في بعضها الآخر.
لعل النموذج البارز على هذا الاخفاق حالة اوكرانيا ففي هذه الثورات كانت الانتخابات التي اتت بالمعارضة للمرة الاولى الى الحكم فهي الوسيلة الاساسية للتغيير حتى سميت بالثورات الانتخابية.
هذا ما انطبق على مرشح المعارضة الاوكراني (فيكتور بو شينكو ) في اول انتخابات رئاسية بعد الثورة في عام 2004لكنه فشل في تحقيق اهدافها وبعد عدة سنوات اي في عام 2010 عادت الجماهير لتقول كلمة مختلفة تماما من خلال صناديق الانتخابات حيث فاز المرشح الرئاسي المهزوم المعبر عن النظام القديم (فيكتور بو شينكو )

هناك عوامل خارجية لدعم تلك الثورات حيث التقارب الثقافي في اوروبا الغربية والشرقية قد لعب دورا في تسهيل عملية التحول الديموقراطي،الا ان ذلك لم يحدث بشكل تلقائي بل كان هناك دور مباشر للاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في دعم تلك الثورات،ووصل الامر في بعض الحالات الى حد التدخل العسكري من خلال الناتو ( مثل حالة صربيا )،وليست روسيا بدورها بعيدة عن هذه التدخلات فالقوى الدولية حاضرة بقوة خلف الكواليس،الامرب الذي تؤكده الازمة السياسية الحالية في اوكرانيا بين الحكم المدعوم من موسكو والمعارضة المؤيدة من واشنطن والتي اندلعت على اثر رفض الرئيس الاوكراني التوقيع على اتفاق شراكة مع الاتحاد الاورو بي وتصديقه في المقابل على تشريعات تحد من حرية التعبير والتظاهر في صراع مفتوح على بسط نفوذ كل منهما (امريكا وروسيا ) على هذا البلد وهي حالة متكررة وشبيهة بما يحدث في سوريا على سبيل المثال،اذ لم تعد عمليات التحول الديموقراطي عملية داخلية قاصرة على طرفي الحكم والمعارضة،وانما دخلت صراعات القوى الدولية والاقليمية كعنصر فاعل واصيل فيها،وهذه ولا شك احدى الازمات الكبرى للثورات الديموقراطية المعاصرة حيث تسعى كل دولة من الدول الكبرى الى التفتيش عن مصالحها فقط ضاربة بعرض الحائط مصلحة البلدان الاخرى وشعوبها.


لوعدنا للماضي للاطلاع على الانظمة السياسية لوجدنا ان الدكتاتورية عرفت منذ فجر التاريخ،ففي زمن ملوك مصر اطلقوا على انفسهم لقب فرعون والذين زعموا انهم يستمدون سلطان حكمهم من الله عز وجل لذا فقد كان للفرعون مطلق القوة والنفوذ والامر بالحكم باعتباره الها على الارض.
لقد حكم رمسيس الثاني مصر في عهد الاسرة التاسعة عشر في الفترة الممتدة بين 1301 ق.م الى 1235 ق.م والذي عرف تاريخيا بأسم فرعون الاضطهاد لشدة ظلمه وعنف جبروته وأمره لقتل كل مولود ذكر لوجود نبوءة لديهم بان النبي موسى عليه السلام سيأتي اليهم.
أما في روما القيصرية فكان يوليوس قيصر الامبراطور الروماني الذي ولد عام 100 ق.م
كان ذا طبيعة ونظام دكتاتوري عرف عنه الجور على حرية الانسان وحقه في حياة حرة كريمة يبدي رأيه كيفما يشاء وحيثما شاء.
ففي أوائل عهد الحاكم الروماني سولا والذي امتد تاريخيا الى عهد القائد الروماني بومبي وكانت سياسته الظالمة الفاشية تمنح الحاكم الدكتاتور سلطات مطلقة لمدة لمدة سبع سنوات يترك هذا المنصب بعدها مما ادى الى تحويل روما من جمهورية الى امبراطورية,
عرف أباطرتها بالظلم والقهر والتنكيل بشعوبهم وسحق ارادتهم والتنكيل بمعارضيهم,حتى شكل نهجهم هذا نوعا من النظام السياسي الذي عرف بالدكتاتورية واطلق على حاكم هذا النظام لقب دكتاتور.

لقد ادى الصراع الدموي بين الامبراطور جوليوس قيصر وخصومه الى تخلي حلفائه عنه حيث قاموا جميعا بالاشتراك في الخلاص منه واغتياله في 15-3-44ق.م.ويقال انهم اجتمعوا على طعنة واحدة حتى لا يدان واحد لوحده باغتياله وكانت آخر طعنة وجهت الى قلبه من صديقه بروتس الذي قال له (حتى انت يا بروتس ) فصارت هذه العبارة مضرب المثل في خيانة الصديق لصديقه.
بعد عام 37م نكبت روما ايضا بمجموعة من الحكام الدكتاتوريين الظالمين وكان آخرهم نيرون الذي اعتلى عرش روما بمؤامرات ودسائس ومكائد وتبادل لكاسات السم بين غرمائه ومعارضيه،واصبح حاكما للامبراطورية الرومانية اعتبارا من عام 54م حتى وفاته في حزيران عام 68م حيث عاث خلالها فسادا وطغيانا في الارض ما بعده طغيان.
اما في القرن العشرين فقد جاء لحكم روما الفاشستي موسيليني ولكنه اعدم عام 1945بعد الحرب العالمية الثانية.
كما حكم هتلر المانيا بكل جباروت واستبداد وكره للعقل النابه الحر والمستنير والفكر الناضج،كما قاد المانيا نحو سياسة توسعية ظالمة لقهر وتدمير اوروبا والعالم،وانتهت الى هزيمة المانيا وسقوط برلين بانتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945م.

أما حقبة الربيع العربي فانه يكتنفها موجات مد وجزر وتقدم واخفاق والطريق ما زال طويلا،ومصالح الدول الكبرى هي التي تتدخل,والان المعركة حامية الوطيس بين المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة هيلاري وترامب،حيث يتهم ترامب منافسته على شاشات التلفزيونات بانها محتالة وفاسدة ولديه اثباتات وهي تتهمه انه غير صالح للرئاسة ولديها اثباتات ولكن احدهما سينجح ويتدخل بمصالح العالم كله, مع العلم ان هاجس الولايات المتحدة هو النفط واسرائيل وخطر الشيوعية، ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991م اصبح الخطر عليهم هو العالم العربي والاسلامي بدل الشيوعية.

اصبح الهم هو تفتيت هذا العالم وخلق المشاكل الجمة حتى لا يقوم لهم قائمة.
لكن الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي مستمرة وتعتبر حربا عالمية ثالثة،وما الحرب في العراق وسوريا وليبيا واليمن وخلق داعش والارهاب الا حربا عالمية رابعة.

لكن لكل ظالم وكل مستبد نهاية ولا بد من عودة الشعوب لحكم نفسها ومطالبتها بحقوقها وحريتها لتعود لحياتها الكريمة الفضلى.

سائلين الله عز وجل ان تهدأ الامور وتستقر الاحوال وتتطلع الشعوب الى مصالحها ومصالح بلدانها والابتعاد عن الرغبات الخارجية وتدخلاتها

dr.sami.alrashid@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :